الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحرب النووية ممكنة ؟ 7

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)

2024 / 10 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


– تجهيز الإسلام السني بالأسلحة النووية

ظلت المملكة العربية السعودية داخل العالم العربي الإسلامي الحليف المميز للولايات المتحدة، و بالتالي حامية الدولة العبرية من ناحية الامتثال لحليفها العم سام. و منذ الثمانينيات – زمن ظهور الجمهورية الإسلامية الإيرانية – بدأت تعمل في الخفاء للتقارب مع إسرائيل، الدولة التي تعتبر بامتياز العدو الرسمي للعرب والدولة المغتصبة لأرض فلسطين والمغتصبة لثاني القبلتين في الاسلام.

علما أن القوتين النووتين للعالم الإسلامي لحد الان غير سنية وغير عربية الأولى باكستان دولة سنية لكن غير عربية، والثانية قوة نووية- مرتقبة- إيران و هي دولة فارسية وغير سنية، .
وظل هكذا واقع الحال بمثابة شعور إهانة ونقص للكبرياء السعودي، خاصة وأن العالم العربي يشكل القلب التاريخي للإسلام واللغة العربية، لغة العبادة ونشر الإسلام.
حمل هذا الحلم الأمير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع لما يقرب من نصف قرن، والذي تولى منصبه من عام 1963 إلى عام 2011، ووالد الأمير بندر بن سلطان، و سعى الملك عبد الله على تحقيق هذا الحلم عبر تشييد "مدينة نووية" تحمل اسمه، كما سار على هذا الطريق خليفته محمد سلمان.

لقد أمضى الملك عبد الله سنوات في التفكير بجدية في تزويد بلاده بمفاعلات نووية. ففي عام 2011، كشف عن مشروع طموح لبناء ستة عشر مفاعلاً من شأنه توليد 18 جيجاوات من الكهرباء خلال عشرين عامًا- ما يمثل أكثر من ربع احتياجات المملكة المتوقعة-. لكن ا سلمان بعد الملك عبد الله وجد أمامه فيتو الولايات المتحدة و إسرائيل ولم يثن هذا سلمان على التخلي عن المشروع النووي السعودي، وهذا ما يوشي به – بشكل أو بآخر- السعي الحديث الى التقرب من دونالد ترامب، وأيضا تواطؤ ابنه ولي العهد آنذاك محمد بن سلمان مع صهر الرئيس الأمريكي -جاريد كوشنر-، العقل المدبر لـ "صفقة القرن" وعرابها، والتخلي المتصاعد عن قضية فلسطين بدعم من الولايات المتحدة مع رضا الممالك النفطية الخليجية.

لكن فضيحة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي بطريقة همجية أدت إلى تعقيد مهمة المملكة السعودية بشكل خطير وظهرت عقبات جمة في طريقها لتحقيق الحلم، مما أعدم إمكانية الحصول على الضوء الأخضر الأمريكي أو على الأقل غض الطرف عن تحقيقه.
في فبراير 2019، بعد خمسة أشهر من اغتيال جمال خاشقجي في قلب القنصلية السعودية بإسطنبول وأربعة أشهر بعد استعادة الديمقراطيين لمجلس النواب، نبهت بعض وسائل الاعلام الامريكية إلى مناورات إدارة ترامب في السر ومن تحت الطاولة بهدف نقل التكنولوجيا النووية الأمريكية الحساسة إلى المملكة العربية السعودية.

تم نشر آنذاك تقرير استند على شهادة سرية ، لإخبار الرأي العام الأمريكي بحدوث مخالفات متستر عنها.

وكشفت مشاركة إدارة الجمهوريين في العديد من الأنشطة السرية، بما في ذلك تلك المتعلقة بإنشاء مجموعة من المستشارين حول دونالد ترامب، تتكون بشكل رئيسي من جنرالات متقاعدين، بهدف وضع خطة مارشال النووية للشرق الأوسط- - كونسورتيوم من الشركات الأمريكية المسؤولة عن بناء محطات الطاقة النووية في المملكة العربية السعودية

كان انديريك هارفي- Derek Harvey -، المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي في 2017- كان قد اعلن، أن دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإطلاق خطة مارشال النووية للشرق الأوسط “في الأسبوع الأول” من ولايته".

وحسب التقارير المنشورة، شارك الجمهوريون في العديد من الأنشطة السرية، بما في ذلك إنشاء مجموعة من المستشارين حول دونالد ترامب، تتكون بشكل رئيسي من جنرالات متقاعدين، بهدف وضع خطة مارشال النووية للشرق الأوسط. كونسورتيوم من الشركات الأمريكية المسؤولة عن بناء محطات الطاقة النووية في المملكة العربية السعودية. ويؤكد ديريك هارفي Harvey Derek -، المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي في 2017- ، أن دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإطلاق خطة مارشال النووية للشرق الأوسط، “في الأسبوع الأول” من ولايته". هذه الخطة، التي وضعها الجنرال مايكل فلين، رئيس مجلس الأمن القومي لفترة قصيرة، كانت تعني تركيب حوالي عشرة مراكز IP3 في الشرق الأوسط، أي مراكز إنتاج الطاقة النووية من نوع IP3.
وذكرت تلك التقارير أن "تفاعلات إدارة ترامب مع السعودية تمت في سرية، مما أثار تساؤلات مهمة حول طبيعة هذه العلاقة"، واستشهد احد تلك التقارير بالعلاقة الوثيقة بين صهر دونالد ترامب، جاريد كوشنر، والعائلة المالكة السعودية. وكذلك رد فعل ترامب على اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

انسحب دونالد ترامب في 2017 من الاتفاق النووي مع إيران، الذي منع منافسته الإقليمية المملكة العربية السعودية من تطوير سلاح نووي، مبررا انه يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، دأبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب البرامج النووية الإيرانية، على نشر تقارير تفيد بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تعمل على إنتاج سلاح نووي. لكن ترامب وكبار المسؤولين في إدارته ظلوا يرفضون بشكل روتيني تقارير المخابرات الأمريكية التي تفيد هي أيضا بأن إيران لا تعمل على إنتاج سلاح نووي.

ورداً على اغتيال جمال خاشقجي، بدا ترامب كأنه كان مستعداً لقبول الرواية السعودية، على الرغم من تقييم " ذي ثقة عالية" من وكالة المخابرات المركزية بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رعى عملية الاغتيال عن قرب ومباشرة. لقد حرص دونالد ترامب بقوة على التوصل إلى اتفاق مع الرياض.

وبعد أشهر قليلة من اغتيال جمال خاشقجي، دشن محمد بن سلمان 7 مشاريع وصفتها وسائل الإعلام السعودية بـ”الاستراتيجية”، بما في ذلك وضع حجر الأساس لـ”مركز الأبحاث النووية السعودي”.
وكان ذلك ضمن عملية علاقات عامة تهدف إلى استعادة صورتها المشوهة لدى الرأي العام الداخلي والخارجي.
علما ان هناك العديد من مراكز الأبحاث من هذا القبيل حول العالم، وخاصة داخل الجامعات. ولا يتطلب إنشاؤها موافقة مسبقة من القوى النووية الكبرى. وتمتلك ست دول عربية تسعة مراكز لأبحاث الطاقة الذرية. تسعة من أصل 168 في جميع أنحاء العالم.

والحقيقة أن إسرائيل والولايات المتحدة ظلتا تشعران بالقلق من قدرة أي دولة عربية، مهما كانت درجة شراكتها مع الولايات المتحدة، على تخصيب اليورانيوم.
وقال ولي العهد السعودي في عام 2018: “المملكة العربية السعودية لا ترغب في امتلاك قنبلة ذرية، لكن من الواضح أنه إذا طورت إيران قنبلة ذرية، فسنفعل الشيء نفسه، وفي أسرع وقت ممكن”.
ونرد هنا شهادة المسعري كما نقلتها صحيفة “الأخبار” اللبنانية في حينها1
------------------------
1 - محمد المسعري من مواليد 1946 معارض للنظام السعودي ومفكر إسلامي، يحمل شهادة الدكتوراة في الفيزياء النووية جامعة كولونيا بألمانيا، مقيم في لندن. مؤسس وأمين عام حزب التجديد الإسلامي والناطق الرسمي له. شارك في كتابة الكثير من العرائض والخطابات في مناصحة النظام السعودي ومطالبته بالإصلاح منذ بداية نشاطه وواصل المناصحة السرية للنظام السعودي حتى عام 1993 حينما شارك في لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية ناطقاً رسمياً لها في بديلة مشوارها. تم اعتقاله بأمر ملكي وفصله من الجامعة في 1993 وسجن في سجن الحائر السياسي بالرياض. في مارس 1994 سافر إلى اليمن متسللاً عبر حدودها بعد أن صدر قرار بمنعه من العمل الحكومي والسفر إلى الخارج ، نجح في العبور إلى اليمن وهناك استطاع استصدار هوية يمنية له ليغادر بعدها إلى لندن في 1994 وبعدها بيومين أعلنت لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية بيانها الرابع باستئناف نشاطها من لندن. بعد وصوله إلى بريطانيا أمرته الحكومة البريطانية بمغادرة البلاد واقترحت دومينيكا كوجهة له، لكن قرار الحكومة واجه نقداً من النشطاء الحقوقيين. وبعة معركة قانونية انتهت بأن قضت محكمة بريطانية ببطلان قرار الحكومة لعجزها عن اثبات أن دومينيكا وجهة آمنة مما يتعارض مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وسُمح له بالبقاء دون منحه حق اللجوء السياسي. في في مارس 1996 أسيس حزب التجديد الإسلامي الذي منع فور ميلاده
-------------------------------------

وورد في شهادته :
"في عام 1987، طُلب مني العمل في لجنة مكلفة بتطوير برنامج نووي سري. وكان من المفترض أن تضع هذه اللجنة الأسس لتزويد المملكة السعودية بالقدرات النووية، بالاعتماد بشكل أساسي على الخبرة السعودية في هذا الشأن. "
وأكدت الصحيفة اللبنانية أنه تم إطلاق هذا المشروع بمبادرة من باحث عربي مقيم في لندن، لم يكشف عن هويته ومساره،.
وبطلب من الأمير سلطان تم إحداث لجنة اسرية. برئاسة راشد الربيدة (الكيميائي)، وتشكلت من أربعة علماء متخصصين آخرين، أحدهم في الجيولوجيا، والآخر في الهندسة الكهربائية، والثالث في الطاقة، بالإضافة إلى المسعري (الفيزياء النووية). “في الواقع كان الهدف السري للجنة هو تطوير برنامج يهدف إلى تزويد المملكة العربية السعودية بأسلحة ذرية. وترأس الأمير سلطان وزير الدفاع أول جلستي عمل للجنة التي أوصت باستقدام علماء من الدول العربية والإسلامية ومنحهم الجنسية السعودية. وقد تم إرسال طلب بهذا المعنى إلى باكستان.
“و خلال اللقاء الثاني والأخير، رافق الأمير سلطان اثنان من كبار الضباط السعوديين، تم تكليفهما بالعمل كضباط اتصال بين الأمير واللجنة. وأثار هذا القرار استياء العلماء الذين كانوا يعادون فكرة وضع برنامج علمي، وخاصة النووي، تحت سيطرة ضباط يفتقرون إلى الخبرة في هذا الشأن. و بعيداً عن الرقابة، أرسل رئيس اللجنة كتاباً مباشراً إلى الأمير سلطان لطرح ملاحظاته ودعا إلى عقد اجتماع ثالث تحت رعايته. وظلت هذه الرسالة دون إجابة.
«وبعد انتظار دام ثلاثة أشهر، جدد رئيس اللجنة محاولته عبثا. ثم رأى رئيس اللجنة أن السعوديين لم يكونوا جادين في رغبتهم في الشروع في برنامج نووي موثوق. ورأى محمد المسعري أن «الملك فهد لم يكن في حالة طبيعية، لأنه لو كان في مرحلة الوضوح لما تجرأ أبداً على اتخاذ هذا القرار، وهو يعلم جيداً أنه سيواجه فيتو أميركي مطلق».

وفي عام 1999، زار سلطان باكستان، التي أجرت تجارب نووية قبل عام. وزار الأمير السعودي مركز –كاهونا - النووي، بالقرب من إسلام آباد، وتعرف بشكل خاص على عملية تخصيب اليورانيوم، مما أثار احتجاجات قوية من طرف واشنطن.
ولمحت السعودية مرارا و تكرارا إلى إمكانية حصولها على سلاح نووي من باكستان والشروع في برنامج نووي بالتعاون مع باكستان.
من خلال اختيار التكنولوجيا النووية، فإن المملكة العربية السعودية لم تكن تهدف إلى تحقيق مسعى اقتصادي. وخلص التقرير إلى أن اختيارها يستجيب لاعتبارات أخرى ويهدف إلى تحقيق هدف سياسي وأمني شديد التعقيد.
وكانت إيران بمثابة ذريعة لجميع الفضائح السعودية التي انكشفت.

وعلى امتداد نصف قرن، قامت السعودية الوهابية بتمويل الإرهاب الإسلامي بمليارات الدولارات، والتخريب العابر للقارات ، و ساهمت ماليا في تدمير جملة من الدول العربية، خاصة ذات الأنظمة الجمهورية (العراق ،سوريا ،اليمن). و هي الدولة الثالثة في العالم من حيث أهمية مشترياتها من الأسلحة، ورغم ذلك لم تتمكن من هزيمة جارتها اليمنية، أفقر دولة في العالم العربي، وهذا على الرغم من التحالف النفطي الذي يضم سبع دول، والدعم غير المحدود. وبعد سنوات من القتال ، أنتجت الحرب في اليمن تأثيرا معاكسا، وهو زيادة نفوذ إيران الإقليمي وما صاحب ذلك من إضعاف للمملكة السعودية، التي أصبحت الآن أضحوكة العالم.

________________ يتبع ________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة لطلاب جامعة أمستردام للمطالبة بتعليق العلاقات مع إسرائ


.. كيف ستلبي الحكومة السورية المؤقتة طلبات الإدارة الأمريكية؟




.. مستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية في منطقة جبل الشيخ السورية


.. الاحتلال يقصف منزلا بمدينة غزة ما أدى لسقوط شهداء بينهم نساء




.. توقيف أكاديميين وطلاب داعمين لغزة خلال مظاهرة في جامعة نيويو