الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
طوفان الأقصى 390 – عبء الغرب ومسؤولية روسيا
زياد الزبيدي
2024 / 10 / 31مواضيع وابحاث سياسية

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
ديمتري سيدوف
كاتب صحفي وباحث سياسي وناشر روسي
مؤسسة الثقافة الإستراتيجية
29 اكتوبر 2024
روسيا وإيران تستعدان لتوقيع معاهدة "كبيرة" قد تبرد العديد من الرؤوس الحامية للمتهورين.
يبدو أن لعبة البوكر الدموية التي بدأتها إسرائيل مع إيران لها هدف واضح. الضربة الكبيرة التي وجهت لإيران، والتي تم الإعلان عنها مؤخرًا على نطاق واسع، والتلميح اللاحق "بعدم الاستمرار" في تبادل الضربات - كل هذا يهدف بوضوح إلى خدمة الحملة الانتخابية لـ "الديمقراطيين" الأمريكيين. يتم تقديم مثل هذا "التهدئة" للإيرانيين بروح أمريكية بحتة.
بمجرد انتقال كامالا هاريس إلى البيت الأبيض وتحررها من الحاجة إلى مراعاة الأدب فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فإنها ستوجه الإمكانات العسكرية الأمريكية ضد إيران بتوجيه من معيليها (رأس المال والمجمع الصناعي العسكري ذوي التوجه المؤيد لإسرائيل). إن السبب وراء ذلك سيكون ضرورة استراتيجية دفعت واشنطن إلى طريق مسدود: إذا ما أعقبت الخسارة الحتمية للحرب في أوكرانيا خسارة مواقع في الشرق الأوسط، فإن حركتها على السطح الزلق نحو القضاء على العولمة سوف تتسارع بشكل ملحوظ.
أين المخرج؟ في أذهان الأنجلو ساكسون، الذين يتحملون "عبء الرجل الأبيض"، ينعكس هذا الأمر كعمل من أعمال الترهيب للأشخاص الذين ليسوا بيضًا وليسوا بشرًا تمامًا. والحقيقة أن وجود "كائنات غير بشرية تمامًا" في العالم يتجلى في الحصاد الدموي في غزة، والذي لا يمس أرواح أحفاد جورج واشنطن وروديارد كيبلينغ Rudyard Kipling على الإطلاق.
(كيبلينغ هو شاعر وصحفي وكاتب إنجليزيّ ولد في الهند صاحب كتاب The Jungle الشهير الذي تحول الى فيلم عن ماوغلي، كان امبرياليا متعصبا وصف الامبراطورية الاستعمارية البريطانية بعبارات جميلة-ZZ).
إن هذا الوضع مفهوم جيداً في طهران، وهم لا يعتقدون أنهم مدعوون بصدق لكبح جماح مشاعرهم. والدليل الرئيسي على ذلك هو التوقيع المرتقب على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.
إن أحفاد فاتحي الغرب المتوحش يدركون أننا بدأنا نتحدث إليهم بلغتهم، وهذا يؤثر بشكل ملحوظ على صواب تفكيرهم، وهو ما يصفه الجيل الأصغر سناً بأنه "ضربة طيرت السقف".
إن حفيد فَرَّان كييف بلينكن، الذي غدا زائراً متكرراً لتل أبيب، يحل مشكلة للفاشلين من الطبقات المتخلفة عقلياً: هل تجرؤ روسيا على أخذ إيران تحت "مظلتها النووية"؟
على الرغم من أن الإجابة واضحة للعيان: تواجه روسيا ضرورة منع الحرب في الشرق الأوسط ولن تتوقف عند أي عقبة، حتى لو كانت لغة قاسية للغاية موجهة إلى حاملي عبء ذلك الرجل الأبيض نفسه.
لقد انتهى وقت سباحة موسكو للخروج من بركة الخداع الموحلة، ولن تعود إليها بعد الآن. علاوة على ذلك، فقد أعدت أدواتها الاستراتيجية بالكامل لمواجهة مفتوحة وشجاعة مع أحفاد غزاة الغرب المتوحش. إن مصير العالم يتقرر في الشرق الأوسط، ولن تخجل موسكو من المشاركة في هذا الأمر، لأن عبئها هو عبء المسؤولية عن السلام.
إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع إيران هي ضمانة بأن كامالا الضحوكة أو من يحل محلها لن يجرؤ على إرسال أساطيل الصواريخ والقنابل إلى إيران وتحويل المنطقة إلى رعب مميت أمام "الرجل الأبيض".
سيكون هذا أيضًا بمثابة إشارة إلى تل أبيب بأن "الإكزيما" المعادية لإيران التي طال أمدها تحتاج إلى العلاج بالمراهم الدبلوماسية، حتى لا تقع في فخ مماثل للفخ الأمريكي.
نعم، تشغل روسيا أدواتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وهناك قِلة من الناس في المنطقة لن يرحبوا بهذه الخطوة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف يتابع الأوروبيون الصدام بين إيران وإسرائيل؟| الأخبار

.. فانسان لومير: -ما يجري في غزة ليس حربًا لاستئصال حماس، بل لا

.. إيران وإسرائيلمن حرب الظل، للمواجهة العلنية • فرانس 24 / #إي

.. ماذا يعني إحكام إسرائيل السيطرة الجوية على إيران؟.. تحليل لآ

.. تحليل خطاب نتنياهو بالشأن الإيراني
