الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عن قلة شعور السوريين بالذنب
مازن كم الماز
2024 / 10 / 31الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
عندما أقول أن الألمان مرضى نفسيين فإن هذا الوصف أخف من القول أنهم مجرمون - كارل يونغ
“في نواصي الشوارع، أطفالاً أرسلتهم أمهاتهم في طلب الصدقات؟ لقد عرفت أنا أين تعيش هذه الأمهات، وفي أي ظروف يعشْنَ. إن الأطفال لا يمكن أن يبقوا في أمثال تلك الأماكن أطفالاً. في أمثال تلك الأماكن يصبح الطفل الذي عمره سبع سنين، داعراً أو لصاً. والأطفال مع ذلك هم صورة المسيح - دوستويفسكي الجريمة و العقاب
ما يجري في سوريا في العقد الأخير هو محاولة لإدارة التوحش ، إنها الحرب ، التي لا نعيشها فقط بأجسادنا بل قبل كل شيء بأرواحنا … في الحرب السورية السورية و ما عدا فئة في النظام و المعارضة ممن اندفعوا إلى الحرب منذ اليوم الأول لأغراضهم الشخصية جدًا فإن الجميع قبل الانخراط في الحرب ما أن اندلعت و تحول إلى مقاتل فيها بقلمه و لسانه أما المقاتلون أنفسهم فقد جاؤوا عمومًا من أسفل السلم الاجتماعي من صفوف البروليتاريا الرثة تحديدًا و كثير منهم كانوا في الأساس من الخارجين على القانون أو مجرمين حتى … صحيح أن أهم منتج لثقافة الحرب السائدة هي الطبقة الوسطى و تحديدًا المثقفين لكن الثقافة السائدة اليوم في سوريا هي الثقافة الذكورية العنيفة للبروليتاريا الرثة ، ثقافة تجمع بمهارة لا يقدرها غير السوريين بكل أسف بين تقمص دور الضحية و ثقافة الدعس و التشبيح ، و هي تستخدم لذلك مزيجًا غريبًا لكنه فعالًا من الهلاوس و المغالطات المنطقية التي تلعب على العقد الداخلية في كل فرد و على ما يمكنها حشده من محاولات خلق هويات ما تجمع بين المتناقضات لتبرر و تنتج تناقضات أكبر حقيقية أو متوهمة … في السلوك "الطبيعي" للبشر يفترض أن يشعر من يرتكب خطأً ما أو جريمة بالذنب على فعلته ، لكننا اليوم كسوريين "متحررون" من هذا الشعور ، مع ذلك يبقى هناك فرق كبير بين السيكوباتيين الذين يمارسون العنف المنفلت أو الهمجي دون أدنى شعور بالذنب أو الندم و من يمارسه كوسيلة للبقاء في صراع يومي طاحن من أجل أبسط موارد العيش ، للأسف لسنا سواءً في الجريمة و مسؤولية من يقتل و لو معنويًا من أجل سبب تافه كالسلطة و الثروة ليست بمستوى من يقتل ليعيش … إذا قبلنا بتقسيم فرويد للنفس البشرية يمكننا أن نقول أن "الهو" الحالية في الجماعات المتحاربة في سوريا اليوم ، حيث الغرائز البدائية و مصدر الهمجية التي انفلتت من عقالها ، هو البروليتاريا الرثة التي تشكل اليوم طبقة المتحاربين ، أما "الأنا" ، أو الوعي الذي نحيا به و الذي يحاول الموازنة بين نزوات و نوازع الهو البدائية و العنيفة و الأنانية و بين متطلبات الواقع و إلزاماته فهي هذه النخب التي تزود المتحاربين بمبررات همجيتهم المنفلتة و تحاول في نفس الوقت تنظيم تلك الهمجية و ضبطها كيلا تنفلت تمامًا و أولا كيلا تصيب الجماعة ذاتها ، مع غياب تام لأية "أنا أعلى" التي اعتقد فرويد أنها مصدر الشعور بالذنب و التي تسمح بمحاسبة الهو و الأنا على تصرفاتها … نحن اليوم كائنات منفلتة من عقالها و يجري هذا برعاية مباشرة من النخب على الطرفين و تحديدًا لصالح "القادة" و القوى الدولية و الإقليمية "الراعية" أو الداعمة … سيجد "بعضنا" "العزاء" عن كل ذلك في عرش السلطة أو صولجان الديكتاتور و آخرون في الأموال التي نهبوها و سينهبوها ، كنت أتساءل سابقًا كيف يمكن لهؤلاء أن يعيشوا وسط كل هذه الهمجية و أولئك القتلة يقفون على أبوابهم ، فيما بعد تأكدت أنهم لا يستطيعون النوم إلا إذا كان أولئك القتلة يحرسون أبوابهم و أملاكهم ؛ بالنسبة للباقين ممن مارسوا الجريمة أو صفقوا لها سيكون علينا أن ننظر في المرآة و نتأمل في قسمات الوحش ربما نستطيع أن نفهمه أو نسامحه
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شولتس يطلب الثقة الإثنين ويفتح الطريق أمام انتخابات مبكرة في
.. فارس سوري هزم باسل الأسد بالفروسية فسجن 21 عاما
.. اكتشاف مصنع للكبتاغون المخدر في منطقة دوما بريف دمشق
.. اشتباكات بين الأجهزة الأمنية ومقاومين في جنين شمال الضفة الغ
.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته داخل المنطقة العازلة بالجولان