الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جرس الرعب: صرخات الصمت في ساحة المدرسة قراءة في نصّ : مشهد العودة إلى المدرسة – للشاعرة : مريم بوشارب – الجزائر . بقلم : كريم عبدالله – العراق .
كريم عبدالله
2024 / 11 / 1الادب والفن
جرس الرعب: صرخات الصمت في ساحة المدرسة
قراءة في نصّ : مشهد العودة إلى المدرسة – للشاعرة : مريم بوشارب – الجزائر .
بقلم : كريم عبدالله – العراق .
مقدمة
تتناول قصيدة "مشهد العودة إلى المدرسة" للشاعرة مريم بوشارب تجربة الطفولة في مواجهة الضغوط النفسية التي تصاحب بداية عام دراسي جديد. تتجلى في النص مشاعر القلق والخوف من خلال رموز قوية وصور حية، مما يعكس تأثير المدرسة على نفسية الطفل.
الجرس كرمز للضغط النفسي
تبدأ القصيدة بصورة مدهشة: "يدقُ جرس قديمٌ في رأسي"، حيث يصبح الجرس رمزًا مزدوجًا. فهو يمثل بداية يوم دراسي جديد، ولكنه أيضًا يرمز إلى الضغط النفسي والإلحاح الذي يشعر به الطفل. هذا الربط بين الجرس والعقل يدل على أن القلق قد يصبح جزءًا من التجربة التعليمية.
التفاصيل الحياتية
تسهم التفاصيل الصغيرة في بناء الصورة الكاملة للبيئة المدرسية. استخدام الشاعرة لعبارات مثل "المعلمة تحمل مسطرة طويلة صفراء" و"المئزر بكاروهاته البرتقالية" يخلق مشهدًا مرئيًا يعكس حياة المدرسة اليومية. هذه التفاصيل تنقل شعورًا بالرتابة والاعتيادية، لكنها أيضًا تعكس القلق الذي يحمله الطفل.
علاقة الطفل بأخوته
تظهر اللحظة التي ينادي فيها الطفل أخاه "ودموع تترقرق في عيني" الحاجة إلى الدعم والحماية. هذه اللحظة تعكس الضعف البشري، حيث يحتاج الطفل إلى شخص يسانده في مواجهة مخاوفه. يُظهر سلوك الأخ، الذي يهرب نحو الصف بعد أن يأخذ الحقيبة، قسوة العالم المحيط بالطفل، مما يزيد من شعور الوحدة والخوف.
الصراع الداخلي
يتجلى الصراع الداخلي للطفل في العبارة "أكاد أتبوّل على نفسي من الخوف". تعبر هذه الكلمات عن عمق القلق الذي يعاني منه، مما يسلط الضوء على تأثير الضغط النفسي على الأطفال. تستخدم الشاعرة لغة مباشرة تعكس الوضع النفسي المتأزم، مما يخلق تأثيرًا قويًا على القارئ.
الخاتمة
تتجاوز قصيدة "مشهد العودة إلى المدرسة" التجربة الفردية للطفل لتتناول موضوعات أعمق تتعلق بالهوية، الخوف، والتحديات النفسية. من خلال الرموز والتفاصيل الدقيقة، تخلق الشاعرة تجربة غنية تلامس مشاعر الكثير من الأطفال عند بدء العام الدراسي. تعكس القصيدة الحاجة إلى الدعم والرحمة في عالم يتسم أحيانًا بالقسوة، مما يجعلها تجربة إنسانية مشتركة ترتبط بتجارب الطفولة عبر الثقافات.
مشهد العودة إلى المدرسة
بقلم : مريم بوشارب
يدقُ جرس قديمٌ في رأسي
الزملاء يركضون نحو الصف
المعلمة تحمل مسطرة طويلة صفراء
المئزر بكاروهاته البرتقالية يشبه غطاء الطاولة
(يقول زميلي)
عيناه تلمعان بزرقة زجاجية تحت أشعة الشمس
حذائي أحمر فاقع
وحقيبة الظهر ثقيلة جدا
أنادي أخي ودموع تترقرق في عيني
احملْ عني الحقيبة
يأخذها ويرميها وسط ساحة المدرسة
يهرول هاربا نحو الصف
الجرس يدق، يدق بإلحاح
الساعة تبدأ بعد خطوتين
وأنا ما زلتُ أقفّ في رداءة المشهد
أكاد أتبوّل على نفسي من الخوف.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. #شاهد بريطاني ينتقد تبنّي الإعلام الغربي الرواية الإسرائيلي
.. مهرجان الجونة السينمائي: دورة جديدة تحت عنوان التشابك والإبد
.. الفنان عمرو الجزار : إسماعيل الليثى نزل الشغل علشان فرقته ب
.. طرح إعلان فيلم إن كاميرا لأمير المصري بعد مشاركته بمهرجان ال
.. بلا قيود يستضيف الروائية والأديبة المصرية ميرال الطحاوي