الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة:أحرف تهجٍّ للبدء المقدس شعر عبد النور إدريس

عبد النور إدريس
كاتب

(Abdennour Driss)

2024 / 11 / 1
الادب والفن


أحرف تهجٍّ للبدء المقدس
شعر إدريس. عبد النور

ملخص القصيدة
تغوص القصيدة في فلسفة الحروف من خلال عوالم أربعة تتداخل فيها عناصر الطبيعة الأساسية—الماء، الهواء، النار، والتراب—لتشكل أساس الوجود والكتابة. تعبر "الألف" عن شموخ يتدفق كالنار في نصاعته، فيما تتنفس "الحاء" كهواء يحمل معه أسرارًا مغلقة واعترافات خفية. يأتي "الباء" كحلم عائم في عالم لا يعرف حدودًا ولا مرايا، يمثّل عمق الماء، الذي يعكس الذات بحرية وشفافية. أما "الكاف"، فهي الأرض، بما تحمل من تاريخٍ وصهيل يمجد انسياب الطفولة، كحياةٍ نابعة من التراب تحت شمس متغيرة لا تعرفها الأجيال. القصيدة تقف كصلاة في محراب الشعر، حيث تتوالى الأسئلة عن الكينونة، والعودة، والذاكرة، ليظهر الشاعر في نهاية المطاف كمسافر أزلي على قارب الحروف، باحثًا عن معنى مطلقٍ بين أركان الوجود المتعددة.

In the poem, the essence of letters unfolds through four realms, intertwined with the classical elements—water, air, fire, and earth—forming the foundation of existence and poetry. "Alif" embodies a lofty spirit that flows like fire in its brilliance, while "Ha" breathes as air, carrying hidden secrets and confessions. "Ba" is a dreamlike love floating in a world beyond boundaries, like water reflecting the self with freedom and clarity. "Kaf" represents the earth, bearing history and a neigh that celebrates the innocence of childhood, growing from soil under an ever-changing sun unknown to ancestors. The poem stands as a prayer at the altar of poetry, posing questions about being, return, and memory. In the end, the poet emerges as an eternal traveler on the vessel of letters, searching for an absolute meaning amidst the four foundational elements.

Résumé

Dans le poème, l essence des lettres se révèle à travers quatre royaumes, liés aux éléments classiques—l eau, l air, le feu et la terre—qui forment les bases de l existence et de la poésie. "Alif" incarne une noblesse qui coule comme le feu dans son éclat, tandis que "Ha" respire comme l air, portant avec lui des secrets et des confessions cachés. "Ba" est un amour rêveur flottant dans un monde sans frontières, comme l eau, reflétant le moi avec liberté et clarté. "Kaf" représente la terre, portant en elle l histoire et le hennissement qui célèbre l innocence de l enfance, née du sol sous un soleil changeant, inconnu des ancêtres. Le poème se tient comme une prière dans le sanctuaire de la poésie, posant des questions sur l existence, le retour et la mémoire. À la fin, le poète émerge comme un voyageur éternel sur la barque des lettres, à la recherche d un sens absolu parmi les quatre éléments fondamentaux.

القصيدة "أحرف تهجٍّ للبدء المقدس" تمثل غوصًا عميقًا في استكشاف جوهر اللغة، ودور الحروف كرموز تحمل معاني عميقة عن الكينونة الإنسانية والروح الشاعرية. تتخذ القصيدة طابعًا فلسفيًا، حيث يستلهم الشاعر من كل حرف معانٍ وأبعادًا تمتد لتلامس النفس البشرية، ويمزج فيها بين الحب والذاكرة، الهوية والوجود، مقدساً بدايات الحروف وكأنها نقاط انطلاق للوجود الروحي والمعرفي.

1. الألف - كبرياء البدايات وروح الشاعرية

يبدأ الشاعر بحرف "الألف"، كرمزٍ للشموخ، حيث يغني الشاعر في "كحل الكلمات" وكأنه يسافر عبر اللغة في أعمق صورها. يمثل الألف هنا علو الروح الإبداعية، والاستقلالية الشامخة التي تنطلق من القلب العاشق للكلمات. فهو حرف البداية، نقطة انطلاق الروح واللغة على حد سواء.

2. الحاء - الأنفاس المضمرة والاعترافات المغلقة

يعكس حرف "الحاء" مجالًا من المعاني المشبعة بروح السرية والعمق الداخلي. فتتنفس الحروف في "عبير باب مفتوح"، ما يشير إلى الانفتاح على الصدق، لكنه صدق مضمَر. الحاء هنا رمز للبوح المكتوم، أو الصمت الناطق، حيث يعبر الشاعر عن اعترافات مغلقة ربما تتعلق بعمق ذاته ووجوده الذي يحاول أن يكشف عنه من خلال الشعر.

3. الباء - الحب والتجرد من الانعكاسات المادية

الباء هنا رمز للحب الطليق، ذلك الذي لا دين له ولا يتجسد في مرآة، ما يعني تحرر العاطفة من القوالب التقليدية. يعبر عن نوع من الحب المثالي، الذي لا يرى انعكاسه إلا في الخيال أو في الروح. إنه حب غير مادي، أشبه بالحب الأفلاطوني الذي يرفض حدود الواقع.

4. الكاف - طريق النفس وتعددية الهويات

يرمز حرف "الكاف" إلى التعددية والوجهات المتنوعة في الحياة. ويصور الشاعر الكاف كصهيلٍ يوثّق الذاكرة، مما يعكس صراعًا داخليًا بين الفردانية ووجود الآخر في حياتنا. الكاف هو حرف يربط بين حالات النفس المختلفة؛ هو الفرد والتثنية والجمع، كأنه تجسيد لمعنى "الآخر" في تجربة الإنسان.

5. الميم - عذوبة الذاكرة وثقل القيود

يحمل حرف "الميم" دلالة واضحة على حلاوة الذاكرة، لكنها ذاكرة ثقيلة كأنها "مأبّدة" في الديوان. يشير إلى الأفكار التي لا تزول، التي تقيد الروح لكنها تحمل معنى الجمال أيضاً. الميم يجسد أيضًا الذاكرة التي تلامس الشاعر وتتطلب استحضارًا مستمرًا، كأنها ذنب وجمال في نفس الوقت.

6. الدال - اكتشافات الشاعر وتحديات الضوء والظلام

يمثل "الدال" هنا رمزًا للمدخل إلى لحظات التنوير في حياة الشاعر. الدال تدفعه نحو القصيدة وتجعل من النهار مجازًا للوضوح والمعرفة، حيث "الشمس تطلع دوماً في ليالٍ شاعرية." يعكس الشاعر هنا فلسفة تتعلق بالاستمرارية والمعرفة التي تأتي حتى في الظلام، كأنه يرمز إلى بزوغ النور من أحلك لحظات الحياة.

7. النهاية والروح المتمردة على المستحيل

ينتهي الشاعر بحرف "ها" في صورة للصلاة الأخيرة، وهنا يصل إلى مفهوم الاستسلام الجميل للمستحيل، إذ يرى في الفراغات، التي ترمز إلى العدم أو عدم الاكتمال، فرصة للانبعاث. الخيانة هنا ليست سلبية، بل هي لحظة صراع وانعتاق تتجدد فيها الذات، بينما النار، رغم أنها رمز حارق، تتحول إلى مساحة خضراء تزدهر فيها الحياة من جديد.

النظرة الفلسفية العامة للقصيدة

تجسد القصيدة رحلةً وجودية وفلسفية عبر أبجدية الحياة، حيث يتماهى الشاعر مع الحروف كأنها بوابات نحو فهم أعمق للذات وللكون من حوله. يمثل كل حرف نقطة تأمل واكتشاف، ويدفعه نحو الانفصال عن الواقعي للغوص في العوالم الروحية. تتخذ القصيدة بذلك طابعًا تأمليًا صوفيًا، حيث تشترك الفلسفة والعاطفة في رسم معالم عالم الشاعر. هي خطاب عن السعي الإنساني المستمر للمعرفة ولإدراك معاني الحب والجمال، والبحث عن الذات وسط تفاصيل الحياة وداخل القصيدة.
القصيدة:

في الألفِ شُمُوخُ شاعرٍ
يُغَنِّي في كُحْلِ الكَلِمَاتِ..

الحاءُ
تَتَنَفَّسُ في عَبِيرِ بَابٍ مَفْتُوحٍ
يُدْلِي بِاعْتِرَافَاتٍ مُغْلَقَةٍ
........
........
يا حُرُوفَ الشِّعْرِ والهُيامْ
كُوْنِي لِلشَّاعِرِ سِرّاً وكَلامْ

الباءُ
حُبٌّ حَالِمٌ لا دِينَ لهُ

وفي الكافِ صَهِيلٌ
في الإفْرَادِ والتَّثْنِيَةِ...
وفي الجَمْعِ تَنْسَكِبُ الطُّفُولَةُ
وها....
وَبَقَايَا النَّخِيلْ...
........
أَلِفٌ وَحاءٌ، باءٌ وَكَافْ
فِي صَلاَةِ الشِّعْرِ خِلافْ
آه
الميمُ
تَحْكِي حَلاَوَتَهَا على الجِدَارِ
مَحْكُومَةٌ بِتَأْبِيدَةِ الدِّيوَانِ
يَا....
يا حُرُوفَ الشِّعْرِ والغَرامْ
كُوْنِي لِلشَّاعِرِ بَرْدا وسَلامْ
آه
دالٌ
دالٌ تَدْخُلُ بَاباً مُشْرَعاً
على قَصِيدَةِ النَّهَارِ
فَيَكْتَشِفُ الشَّاعِرُ
أَنَّ الشَّمْسَ طَالِعَةٌ دَوْما
وها
نِهَايَةُ الصَّلَاةِ في المُسْتَحِيلِ
.......
وَطِفْلَتِي عَرُوسٌ مِنْ رَكَعَاتٍ...
.......
نَامَت وَرَاءَ شُبَّاكِ أَحْلاَمِهَا...
تَلْهُو كَغَجَرِيَّةٍ
بِأَحْرُفٍ إِلَهِيَّةٍ...
وَتُشِيرُ إِلَى قَمَرِهَا المُكٓسَّرِ

أدخل هنا لمعرفة المزيد عن القصيدة:
https://vm.tiktok.com/ZMhQqtvLd/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بريطاني ينتقد تبنّي الإعلام الغربي الرواية الإسرائيلي


.. مهرجان الجونة السينمائي: دورة جديدة تحت عنوان التشابك والإبد




.. الفنان عمرو الجزار : إسماعيل الليثى نزل الشغل علشان فرقته ب


.. طرح إعلان فيلم إن كاميرا لأمير المصري بعد مشاركته بمهرجان ال




.. بلا قيود يستضيف الروائية والأديبة المصرية ميرال الطحاوي