الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العودة من الموت 3
عصام البصري
2024 / 11 / 1الارهاب, الحرب والسلام
الع
سمع صوت صديقه يجادل ويجيب على اسئلة الخاطفين، سئله ابو احمد انت هنا، واجابه بالايجاب. وصمت الخاطفون، وتركوا لغوهم وصياحهم، فانهم يتبادلون الحديث بصوت عال جدا. ربما استعغربوا او فاجئتهم جراة السؤال، او عدم مبالاتهم بهم، واسلوب خطفهم، وتحقيقهم معه، وضربات بنادقهم ووخزها. تبادلوه كرة بين ايديهم، دفع واستلام بينهم الى اجلسوه الارض، وظهره على حائط.
صورة السدة علقت بذهنه، والجثث التي تنقلها سيارات بيكب للشرطة، وروائح العفن المنتشرة في المنطقة حول الطب العدلي، فارعبته، وتيقن انه مقتول اليوم لا محالة، ردد همسا:
غَدَرتَ يا مَوتُ كم أَفنَيتَ مِن عَدَدِ بِمَن أَصَبتَ وكم أَسكَتَّ من لجبِ
عادت الفوضى بالحديث بصوت عالي، الخاطفون يتناقشون بصوت عالي، وتضيع اصوات المخطوفين. افتى احدهم انهم ينتظرون شيخا ليحاكم المخطوفين، او يدرس امرهم، ويجد الحل المناسب لهم! والانتظار كان دهرا بحسابات مخطوفين، فقد كان انتظار لامل بالنجاة، وهو احتمال ضعيف جدا باستذكار صورة السدة، وقربهم منها.
الفرج مع وصول الشيخ، شبح لم يستطع اي من المخطوفين مشاهدته، حيث تغطي عيونهم عصابة سوداء. تذكر العصابة السوداء في الامن، وكذلك تعذر مشاهدة المحقق او من يوجه اللكمات والصفعات او يستخدم اجهزة الصعق الكهربائي وغيرها. صوت الشيخ مرتفع اشبه بالصياح في سؤال اين هم؟ ولحق ذالك بكلمة نابية. وسرح بمخيلته مع الجواهري:
صاح الغراب وصاح الشيخ فالتبست مسالك الامر: اي منهما نعبا
كم كان صادقا في كلماته هذا، فهل مر بهذه التجربة ليقرر مصيره شيخ لا يجيد الحديث والتفكير. واستيقظ على صوت الغراب، العفو الشيخ يقول له سيبدأ به. ومع الحيرة نطق، بسؤاله هل الشيخ لعشيرة او شيخ دين. وربما رغب الشيخ يستعرض اهميته للغوغاء الخاطفين قبل المخطوفين، وقال انه شيخ دين. واضاف انه يدرس في جامعة الامام الصادق. وهذه حيرة، فهو لم يسمع بهذه الجامعة. فغر فمه وسال "وين تصير". وكان السؤال حافزا لعدد من فوهات البنادق لتوخزه بشدة ليخضع، في حين يردد الغراب "كيف لا تعرف مكانها" والجواب "لا استطيع ان اعرف كل المعلومات" ربما اعتدل في جلسته فقد تغيرت نبرة صوت، انها في مكان جامعة البكر. ومن المؤكد لا يترك هكذا موقف دون تعليق، فذلك لديه عدم الاهتمام بالامام جعفر الصادق!
اضاف الشيخ بانه يدرس فيها الفقه واللغة العربية، ليضع هالة حول نفسه وقراراته، فهو مقدس. وكان هناك جواب بكلمة يجوز! وفورا اتهمه الغراب بانه يستهزء به. اقسم المخطوف بانها ليست للاستهزاء، وانما لم يتصور هناك استاذ جامعي يتعاون مع خاطفين. وعادت فوهات البنادق واعقابها تعمل لتاديب اي معترض.
للجامعات هالة خاصة ولاساتذتها اخلاق معروفة، ليس بينها التعاون مع الخاطفين. وراى الغراب ان يبدأ عمله. وبدء الحفر في تاريخه الشخصي وتاريخ عائلته، ولا يكتفي بالاسم بل يضيف لها المهنة والحالة الاجتماعية والاتجاه السياسي (وكان الحفر في تاريخ افراد العائلة السياسي من هموم رجال الامن والمحققين فيه).
طلب من احدهم ان يتناول جوالي وبدء بنبش كل اسم ذكر او انثى وما علاقته بي. وقدمت له تفاصيل شخصية مثل صديقتي! اعطى اوامره بان يتم تسجيلي انه صادق.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إيران تعلن انفتاحها على الحوار مع قيادة سوريا الجديدة
.. ترحيب دولي بسقوط نظام الأسد و-قلق وغموض- بشأن مستقبل سوريا ا
.. رئيس مجلس الشعب السوري لسكاي نيوز عربية: مستعدون لتقديم أي م
.. شبكات | هل تُرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب؟
.. شبكات | سراديب وأنفاق وأسطول سيارات فارهة في قصور الأسد