الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانتخابات الأمريكية.. عالم يتطلع وقرار يتراجع
ساميّ البدري
2024 / 11 / 1مواضيع وابحاث سياسية
سامي البدري
لنتفق على أن الولايات المتحدة الأمريكية، كدولة عظمى، ترسم وتتحكم بسياسات ومصير أغلب دول العالم، لم يصنعها أو يمنحها رئيس مكانتها هذه، بل من صنعها هم علمائها وقادة فكرها. إذن العلماء والمفكرون الأفذاذ هم من يصنعون أمجاد ومكانة الأمم الكبيرة، أما الرؤساء والسياسيون فهم من يصنعون التاريخ السياسي بكل سوئه… وبعض حسناته، إن كان لهذا التاريخ بعض حسنات.
ولعلي لا أجافي الحقيقة إذا ما قلت أن البيت الأبيض الأمريكي، مطبخ حكم أكبر وأعتى دولة في العالم والقرار العالمي، لم يدخله رئيس يصنع أمجاد أو يمارس سياسة (أخلاقية!) منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، وحتى الحملة الانتخابية الجارية حالياً، والتي ستحسم نتيجتها، بعد بضعة أيام فقط، أي في الخامس من نوفمبر من عام 2024 .
السؤال المحير هو من يصنع ويرشح رئيس الولايات المتحدة لمنصبه؟ هل هما فعلاً الحزبين المتناوبين على حكم هذا البلد، الديمقراطي والجمهوري فقط، أم هناك حسابات وظروف وملابسات ومصالح جهات تتدخل في اختيار كل حزب من الحزبين، في اختيار مرشحه لخوض سباق الوصول إلى البيت الأبيض؟
وإذا ما اكتفينا باستعراض هذه العملية، منذ دورة انتخابات عام 2017 ، التي فاز فيها دونالد ترامب، والدورة التي تلتها، والتي فاز فيها جو بايدن، نلاحظ أن الرئيسين لا يمكن أن تكون قيادة سياسية (حكيمة ومتوازنة)، لكلا الحزبين، قد رشحتهما وعملت على إيصالهما لشغل هذا المنصب.
فأولاً، الرجلان هرمان لحد ظهور علامات مرض الزهايمر عليهما بالفعل. وثانياً، الاثنان لا يتمتعان بأي كارزما أو حتى لياقة مظهرية لملء متطلبات منصب رئيس أكبر وأقوى دولة محركة وراسمة للسياسة الدولية ومصير دول العالم، هذا الحق الذي أكسبته القوة العمياء وعنتها لها.
إذن لم يختار الحزبان أسوأ ما لديهما من شخصيات لحكم الولايات المتحدة، إن كان فيهما الأحسن طبعاً؟ لم يختاران شخصيات من سن ما بعد التقاعد؟ هل يعقل أن ليس بين قيادات الحزبين أو أعضائها الناشطين، شخصيات مؤهلة للحكم وهي في الأربعين أو الخمسين في العمر، وعلى الأقل لتكون لائقة بهذا المنصب الكبير، صحياً ومظهرياً؟ مجموع هذه الأسئلة وغيرها التي تترتب عليها، تقودنا في النهاية للسؤال الأهم والأخطر، ألا وهو.. هل قيادة الحزبين الحاكمين هي وحدها من تقوم بترشيح الرؤساء للبيت الأبيض الأمريكي أم ثمة قوى وجهات أخرى تشترك أو تملي هذا الترشيح، بل وحتى تقرره وتفرضه على واجهة الحزبين الرسمية وإدارتيهما الفاعلة؟
المرشحان في انتخابات نوفمبر لهذا العام، كلاهما غير صالحين، وخاصة أن كلا منهما قد مارس الحكم لدورة انتخابية كاملة، رغم أن مرشحة الحزب الديمقراطي (60 عاماً) مارست السلطة كنائبة للرئيس وليس بصورة مباشرة. فمرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب (78 عاماً)، حكم الولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع سنوات كاملة بسياسة خارجية فاشلة، حكمها مزاجه المتقلب وتهوراته اللذين أضرا بمصالح الولايات المتحدة قبل باقي دول العالم. أما كمالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، فقد ورثت من رئيسها عجزه وتردده في معالجة القضايا الدولية الساخنة التي كانت تحتاج للحزم والقطع في معالجتها، بدليل عدم ظهور أي صوت لها خلال سنوات حكمها السابقة، قبل ما يعد به برنامج حكمها للسنوات القادمة التي تطمح خلالها لسيادة البيت الأبيض الأمريكي، كمطبخ للسياسة الدولية.
تفصلنا بضعة أيام فقط، عن يوم الحسم الرئاسي للبيت الأبيض الأمريكي، وإذا ما فاز دونالد ترامب في هذا السباق فسيسلم السلطة، عجوز خرف ومتهالك (جو بايدن 82 عاماً) لعجوز متصابي، أكثر خرفاً وتهوراً منه. فأين مصلحة الولايات المتحدة وحزبيها الحاكمين في كل هذا، قبل مصلحة الأمن والاستقرار العالميين؟ أما إذا فازت كمالا هاريس، وهي أكثر وهناً وتردداً من رئيسها الحالي، فإنها ستكون لعبة بيد مستشاريها ووكالة المخابرات المركزية، قبل الجهات والقوى الكبيرة والشركات التي لطالما تدخلت وكان لها نصيب كبير في رسم السياسات من خلف زجاج المكتب البيضاوي للبيت الأبيض، إن لم تكن هي المتحكمة في طبخات مطبخه السياسي بالكامل؟
أين مصلحة الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، قبل مصلحة الولايات المتحدة، في إيصال العجائز إلى سدة الحكم، من دون الشباب ودمائهم الجديدة؟ أين مصلحة الولايات المتحدة في أن يحكمها رجال استنفد تقدم العمر أغلب طاقاتهم، ولم يعودوا قادرين على أكثر من مرافقة أحفادهم في النزه المسائية، في الأيام الدافئة حصراً؟ لأي وقت تدخر الأحزاب الأمريكية قياداتها من الشباب أصحاب الدماء والأفكار الجديدة يا ترى؟ أي لعبة قذرة تحكم وتتحكم بانتخابات الرئاسة الأمريكية، قبل أن تحكم وتسير السياسة الدولية؟ سن التقاعد عن العمل في الولايات المتحدة الأمريكية هو واحد وستون عاماً، فلم يكون بمقدور من يبلغ هذا السن ويتجاوزه بعقدين، إدارة الولايات المتحدة وسياسة كامل العالم، بعد أن يكون قد تقاعد عن العمل في دائرة الضرائب أو البريد أو أي مؤسسة خدمية أخرى؟
الأمر يستوقفنا للتساؤل بالفعل، فمن يصنع أو يفرض شروط صناعة وترشيح الرئيس الأمريكي؟
عدسات الكاميرات رصدت جو بايدن مرات كثيرة وهو يسهو عما حوله ويستدير عن ضيوفه، ليكلم أطياف وخيالات لا يراها غير عتمة خرفه. ومنافسه ترامب، يتصرف كأي مراهق نزق ويتهدد ويتوعد كأحد صبيان حواري التسكع والجريمة… فأي مصلحة لدولة تدير كامل العالم بهما يا ترى؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجمعية العامة للأمم المتحد تعتمد قرارا يطالب بوقف فوري لإطل
.. مشاهد جوية للأنقاض بعد غارات إسرائيلية على مركز البحوث العلم
.. الدفاع المدني السوري يطلب تدخلا أمميا لتحديد مواقع سجون الأس
.. اكتشاف نفق سري ضخم تحت الأرض قرب مدينة القطيفة بريف دمشق
.. لهذا السبب.. أميركا تعلن بقاء قواتها في سوريا | #أميركا_اليو