الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من دون الجيش لن يتحقق التغيير الوطني الثوري التقدمي
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
2024 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية
منذ اكثر من عشرين سنة ، وسمعة المغرب في الحظيظ ، وبدأ كل من هب ودب ، يفتح فمه بحجج او من دون حجج . والحظيظ وصل سمعة الجيش ، الذي مر ينهيه الجيش الجزائري ، ومرة الجيش الاسباني يهدد الجيش المغربي من جزر الكناري ، ومرة الشك في تصرفات الجيش عندما اقدم الجهاز البوليسي والجهاز السلطوي ، على ادخال مثلي Malaga الجزائري اللاجئ بإسبانيا .. وكان اكبر إهانة تلك التي تعرض لها الجيش من الجيش الاسباني بجزيرة ليلى ، حيث تم توثيق وربط ايادي الجنود ، وأكياس فوق رؤوسهم ، واقتادهم الجيش الاسباني الى الحدود مع ركْلة على المؤخرة .. فسكوت الجيش عن فضيحة مثلي Malaga " نور زينو " مع الكلام الخطير الذي فاه به في حق الملك محمد السادس ، والجيش يتفرج من دون رد فعل ، خاصة وان المسؤولين عن ادخال " نور زينو " هم المتحكمون بالبوليس وبالجهاز السلطوي " وزارة الداخلية ، مدير البوليس المدعو عبد اللطيف الحموشي ، و ( صديق ) و ( مستشار ) الملك ( فاش ) المدعو فؤاد ( الهمة ) وسبق لإدريس البصري ان اكد اسمه الحقيقي ( فؤاد الحمّة ) .. فعدم تدخل الجيش في فضيحة " نور زينوا " اثارت الاستغراب والشك الذي مس جسم الجيش ، الذي رئيسه ورئيس اركان الحرب هو محمد السادس ..
فهل الاهانات من كل الجوانب ، والتي بعضها من انتاج جهاز البوليس وجهاز وزارة الداخلية ، والوضعية المزرية التي اصبح فيها المغرب ، أصبحت فرض عين وواجب ووطني لإحداث التغيير المنشود ببلاد المهدي بن بركة ، الفقيه محمد البصري ، واللائحة تطول بأسماء الشهداء من كل الفصائل المتنوعة ، من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ، مرورا بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وبالاختيار الثوري ... الخ ..
نعم . ان تحقيق التغيير الوطني الثوري التقدمي ، لن يكون من دون الجيش الذي هو الشعب ، فيقتضي الامر الاعتماد على تنظيم الجماهير الشعبية ، ومن ضمنها الجنود وضباط الصف ، والضباط الوطنيين الاحرار ، وصقل وعيهم الأيديولوجي والسياسي ، من خلال مسيرة نضالية ترتكز على العمل الجماهيري الواسع النطاق ، والمتعدد الواجهات ، في اتجاه الفرز الأيديولوجي والسياسي ، وبلورة الأداة الثورية المتجذرة في وسط الجماهير .. فالجيش هو جيش لا الشعب لأنه ابن الشعب ..
وبعبارة أخرى ، وللتوضيح اكثر ، فان الجيش والمؤسسة العسكرية ، ليس مفصولين ومنعزلين عن المجتمع المغربي ، وما يدور فيه من صراعات ، وما يشهده من تناقض أساسي تناحري بين الأقلية الاقطاعية / البرجوازية ، خادمة الامبريالية وعميلتها ، والمنتفعة من وجودها في نفس الوقت ، واوسع الجماهير الشعبية التي تعاني من الظلم والاستبداد والاستغلال الفاحش ، على يد نفس الأقلية واسيادها الامبرياليين . فكان من الطبيعي اذن ، نتيجة انعكاس هذا التناقض الصارخ داخل الجيش ، ان نجد تصنيفا وصراعا طبقيا داخل هذه القوات ، ما بين قاعدتها الشعبية المضطهدة والمُسْتغلة ، من جنود وضباط صف ، وضباط وطنيين أحرارا من جهة ، وفئة الضباط العملاء المرتشين ، خدام الامبريالية والحكم الطقوسي المزاجي التائه . كما كان من الطبيعي ان نجد الامبريالية وعملائها تخطط وتدبر المؤامرات والدسائس للسيطرة والهيمنة على الجيش من اعلى ، كما جرى في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية وافريقيا والوطن العربي .. خاصة وان مؤسسة الجيش تعتبر ، بحكم نمط تنظيمها وقوة سلاحها ، مصدرا أساسيا " للنظام والحكم القادم " . وهذه المؤامرات لا تستهدف ضرب المد الجماهيري بشكل عام ، واجهاضه ، والحيلولة دون تجذره وتعمقه وحسب ، لكنها موجهة أيضا ، بنفس المنطق ، ومن اجل نفس الأهداف الرجعية ، ضد الجنود وضباط الصف ، والضباط الوطنيين الاحرار ، والقاعدة الوسعة للجيش .
ومن ثم يكتسب الطرح الوطني الثوري التقدمي ، بالنسبة لهذه المسألة ، كل أهميته وصحته ، عندما يحذر من المحاولات الانقلابية الفوقية المغشوشة ، التي تستهدف ايهام الشعب بالتغيير ، وحتى الثورة . في حين انها لن تعمل سوى على حفظ مصالح الأجانب الى مدى ابعد .
كما يدعو الخط الوطني الثوري التقدمي الى تحالف كل الفئات الشعبية من عمال ، وفلاحين ، وجنود ، وضباط صف ، وضباط وطنيين احرار ، ومثقفين ثوريين ، الى رص صفوفهم وفقا لنفس القناعات الأيديولوجية والسياسية ، وتكتيل نضالاتهم العارمة ، من اجل انجاز الثورة الوطنية الحقة ، واستئصال جذور الهياكل الاقطاعية والاستعمارية من بلادنا ، وانهاء هيمنة الامبريالية وعملائها المحليين ، كيفما كانت مواقعهم ، داخل الجيش او خارجه . أي صياغة اهداف النضال الوطني الثوري التقدمي ، المناهض للاستعمار والامبريالية ، وعميلتهما الطبقة الاقطاعية الرأسمالية ، أياً كانت مواقعها .
فلا بديل من التحالف مع أبناء الشعب بالجيش ، لتحقيق التغيير الجذري ببلادنا ، وهذا ما تمتحنه الوقائع والاحداث والممارسات المعاشة ، ليس بالنسبة لتجربة نضال شعبنا الخاصة ، لكن بالنسبة لتجارب سائر الشعوب ، الناجحة منها او المجهضة ...
سعيد الوجاني . عضو الائتلاف للتنديد بالدكتاتورية في المغرب .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لهذا السبب.. أميركا تعلن بقاء قواتها في سوريا | #أميركا_اليو
.. مشاهد جوية تُظهر نسف الاحتلال لمنازل في مخيم جباليا
.. خيارات جديدة تضمن ملاحقته.. هذه سيناريوهات محاكمة بشار الأسد
.. مصدر في -النقل- السورية يتوقع عودة مطار دمشق الدولي للعمل ال
.. هياكل سفن حربية سورية متفحّمة في ميناء اللاذقية بعد ضربات إس