الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريس الهامس لم ينساني لكن لم يكن يعرف اسمي

ربحان رمضان

2024 / 11 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في مثل هذا اليوم الموافق للسادس عشر من يونيو أي منذ خمسون سنة الرئيس الأمريكي " نيكسون " زار حافظ أسد في دمشق ..
في تلك الفترة كان لنا في البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا " اليساري " الذي تحول اسمه في مؤتمره الرابع عام 1975 الى " البارتي الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا " ثم إلى " حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا " في مؤتمره الخامس عام 1980 معتقلان هما يوسف ديبو وعادل اليزيدي رحمهما الله إثر توزيعنا بيان استنكار لمشروع الحزام العربي ، وزعناه معا .. الرفيقان يوسف ديبو وعادل اليزيدي في الجزيرة وأنا وخالد ميقري في دمشق ، وكنت مكلفا ً من قبل مسؤولي المباشر المرحوم محمد نيو أن أراجع محاميهما الأستاذ جريس الهامس " أمين عام الحزب الشيوعي العربي ( الماركسي - اللينيني ) رحمه الله .. وصادف اني زرته وقد كان قد اتفق مع قوى وطنية سورية أخرى بتوزيع بيان استنكار لزيارة الرئيس الأمريكي نيكسون فعرض علي أن نشاركهم بتوزيعه .. قلت له سأستشير الرفاق واخبرك ، لكني لم أخبر أحدا خوفا من أن يرفض مسؤولي المباشر طلبي .
في اليوم التالي زرته مجددا وقلت له وافق رفاقي على توزيع البيان .. أخذت حصتنا وانطلقت لأوزعه في الحارات الشمالية من دمشق مبتدأ بمساكن برزة إلى المهاجرين .. بعد يومين او ثلاثة زرته مجددا فقال لي : رفاقكم ابطال بالفعل ملؤوا الدنيا بالبيان ..
في عام 1978 اعتقل الأستاذ الهامس ، وأودع في سجن المزة السئ الصيت ، أثناء فترة اعتقاله ارسل لزوجته أم حنين " السيدة مريم نجمة" يطلب منها أن تخبر أهالي معتقلين معه عن انهم لايزالوا احياء وطلبت مني الأخت أم حنين أن أذهب معها ، ورافقتها ابنتها سمر وأعتقد كان معنا ابنها الصغير باسل الذي اصبح حاليا الدكتور باسل الهامس الذي تخرج من بولندا وأيضا كزكب .. وأعتقد حيني أيضا وحبذا لو يكون معنا ليصحح لي من من اخوته كانوا معنا .
ذهبنا إلى بيوت المعتقلين لتخبرهم " أم حنين " عن وجود ابناءهم احياء في المعتقل .
ثم انقطعت أخبار الأستاذ ابو حنين حتى عرفت انه قد اطلق سراحه عام 1980 وأصبح في بيروت ..
بيروت التي جمعت القوى الوطنية السورية والفلسطينية على ارضها اللبنانية ، هرب اليها أبو حنين ..
هذه المدينة الوادعة والمحتضنة للقوى السياسية المختلفة اجتاحها الجيش الاسرائيلي في صمت مطلق للانظمة العربية ، مما سبب في خروج منظمة التحرير الفلسطينية منها حقنا للدم ، وخروج أصدقاء منظمة التحرير أيضا ..
في تلك الفترة كنا ننشط بين جماهير حزبنا سياسيا وثقافيا وفنيا .. واحتفلنا بالنوروز غصبا عن السلطة التي كانت تمنعنا من الاحتفال به ذلك حتى نوروز 1986 حيث انتفض الكرد في دمشق وقاموا بمظاهرة شغلت اركان قوات قمع النظام التي اغتالت الشهيد سليمان آدي واعتقلت أخي برهان " أبو زياد" والأخ بدر برازي في معتقل الأمن السياسي لمدة ستة اشهر واعتقلتني قوات قمعها في فرع المنطقة ، المختص يملاحقة حزب العمل الشيوعي والفصائل الفلسطينة والقوى الوطنية الكردي لمدة سنتان ونصف
.. ولما أطلق سراحي بعد سنتان ونصف حاولت الهروب إلى كردستان العراق عن طريق الاخوة في الحزب الاشتراكي الكردستاني الذي كان يقوده المرحوم رسول مامند للاستمرار في النضال فطلبت من الأستاذ عدنان مفتي الذي اصبح فيما بعد رئيس برلمان كردستان أن يساعدني في ذلك فاعتذر قائلا أنك يا ابو جنكو اصبحت معروفا لدى السلطات السورية ولا استطيع ايصالك الى كردستان ، فاخترت ان اسافر الى بلغاريا على امل الاستفادة من الوقت ومحاولة الدراسة في الجامعات البلغارية حيث كانت الحكومة البلغارية تساعد حزبنا في المنح الدراسية حينها ، ومن ثم وبعد سقوط حكومة جيفكوف إثر مظاهرات البلغار ضد الحكم الشيوعي حينها توقفت المنح الدراسية فأشار الرفاق علي الخروك من بلغاريا نصحني يومها الرفيق الأمين العام لي أن اصل النمسا لاستمرار النضال فيها .. وساعدني ماديا حيث أنه دفع مبلغا محترما للمهرب الذي سيوصلني إليها ..
طبعا اخاطبكم يا اصدقائي باختصار كثير لأني كتبت بشكل اكثر في مقالة مشابهة .
في النمسا اصدرت مجلة باسم الدائرة ثم مجلة باسم الخطوة كان الكثير من الكتاب يشاركوا فيها مثل الدكتور هيثم مناع وصلاح بدر الدين والأديبة الكاتبة فينوس فائق ، والصبية المعتقلة طل الملوحي ، والكاتبة الأردنية سناء شعلان ، وحسين شيخموس وغيرهم .. وكانت ردود فعل القراء ايجابية تماما حولها .
ذات مرة توقف صدورها لعدد واحد ، ذلك قبيل موت حافظ اسد حيث كان الدكتور هيثم مناع يشارك في قيادة لجان الدفاع عن المعتقلين العشرة .
في تلك الفترة وخلال حديث هاتفي بيننا أشرنا في حديثنا إلى الأستاذ جريس الهامس فسألني : وهل تعرفه ، قلت نعم ، قال إنه عندي في باريس .
قلت له أبلغه سلامي من فضلك .
في اليوم التالي اتصل بي هاتفيا وقال ، أبلغته سلامك لكنه لم يعرفك !!
جاوبته على الفور : قل له أن غسان شيخاني يبلغك السلام ..
في اليوم التالي اتصل بي ، اعتذر ورحب بي وراح يسألني عن حالي واحوالي ، ثم ارسل رسالة فيها البيان الذي وزعته مع رفاقه ومع القوى التي شاركته في توزيعه ، وكتب عليه بخط يده : هذه نسخة قديمة من البيان التاريخي الذي وزعناه معا في الداخل ، لم أجد أنظف من يديك لحفظه لديك .

* كاتب وناشط سياسي كردي - سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Mohammed Benmoussa : Les pistes de Benmoussa pour sortir du


.. الصحراء الغربية: زعيم البوليساريو.. -محكمة العدل الأوروبية ت




.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين في ميلانو


.. الحكومة تعالج الاختلالات المالية من جيوب المغاربة #المغرب




.. تغطية القناة الأولى للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي لحزب