الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحرب النووية ممكنة ؟ - 8 --

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)

2024 / 11 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


مخاوف الدول العربية المتناقضة من الخيار العسكري المحتمل ضد إيران


ظلت الدول العربية تخشى أن تعاين إيران الفارسية والشيعية تصل إلى مكانة القوة النووية العسكرية. لكن العرب يخشون أيضا الخيار العسكري الذي يمكن أن تنفذه الولايات المتحدة أو إسرائيل لوقفه.
وهذا التناقض هو الذي هو الذي ظل يؤثر- بشكل أو بآخر - على جميع الدول العربية في مواجهة ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه رغبات إيرانية للهيمنة الإقليمية، أو حتى على العالم الإسلامي برمته.



تناقض العالم العربي حول مسؤولية إسرائيل في السباق النووي في الشرق الأوسط

إن إسرائيل - القوة النووية غير الرسمية - التي تمتلك ما يناهز 200 رأس نووي – على كل حال، هي التي أطلقت السباق النووي في المنطقة بالنسبة لجميع الدول العربية.

وهذا لايثني عن اعتبار ميول عراق صدام حسين منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، قبل تدمير مفاعل أوزيراك - Osirak العراقي من كرف السلاح الجوي الإسرائيلي في 7 يونيو 1981. يتمسك الأمير وعلى الصعيد الدبلوماسي على الاقل استمر الامير سعود الفيصل يردد هذا التفسير إذ صرح ف لقناة بي بي سي البريطانية أن “المشكلة تكمن في أن أي استثناء يتم التسامح معه يفتح الباب أمام جدل لا يفتقر لمنطق والذي مفاده: "لماذا هذا البلد - يعني اسرائيل- البلد وليس بلدي- يعني السعودية؟"

علما أن الغرب ألحق الضرر بسماحه لإسرائيل بامتلاك أسلحة نووية، وعلى هذا فإن مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم الممالك النفطية الست في شبه الجزيرة العربية، ظل يأمل رسميا أن تصبح منطقة الخليج، بما في ذلك إيران ، "منطقة خالية من الأسلحة النووية".
وهو موقف لا ينفي بالمرة وقطعا هاجس سباق نحو القنبلة النووية في المنطقة.
ازدواجية بعض الدول العربية بشأن القضية النووية

إن السعودية - التي كانت قواتها المسلحة دائمًا ضعيفة تقليديًا- (من زلت خائفة بشكل متزايد ومتزايد من فكرة رؤية إيران الفارسية والشيعية ربما تنضم إلى مرتبة القوة النووية و اتفاق نووي مع باكستان. علما أن المملكة العربية السعودية وباكستان وقعتا على اتفاقية تعاون نووي سرية تقوم على تبادل التكنولوجيا النووية (تتعلق بترسانة تقدر بما بين 200 إلى 400 سلاح معدلة لصواريخ أرض-أرض سعودية) لصالح المملكة مقابل تزويد باكستان بالنفط بثمن رخيص.

وقد تم الكشف عن هذه الاتفاقية بعد زيارة قام بها ولي العهد الأمير عبد الله إلى إسلام أباد في منتصف أكتوبر 2003 رفقة حوالي مائتي شخص من بينهم الأمير سعود الفيصل بالإضافة إلى العديد من الوزراء وكبار الاطر الآخرين.

وقدتم نفي رسميا هذه المعلومات بشدة. وفي وقت مبكر من ثمانينات القرن الماضي، كانت المملكة قد بلورت استراتيجية مفادها المساهمة بأموال النفط لتمويل برنامجين نوويين وطنيين متكاملين، أحدهما عربي والآخر إسلامي :
- أولاً، العراق البعثي، شريطة نقل جزء من الأسلحة إلى أراضي المملكة السعودية (وهو التعاون الذي عفا عليه الزمن بعد غزو الكويت وحرب الخليج)؛
- ثم بالتوازي مع باكستان - التي كان لديها طموح مؤكد في أن تصبح مالكة لـ "القنبلة النووية الإسلامية" الأولى.
وبهذا الخصوص سبق وأن أشار سايمون هندرسون - Simon Henderson -، المحلل الشهي في معهد واشنطن، إلى أن الأمير سلطان، ولي العهد زمنئذ، سبق له أن زار مصنع كاهوتا لليورانيوم والصواريخ في عام 1999، وهي الزيارة التي أثارت شكوى دبلوماسية رسمية من طرف واشنطن. وبعد بضعة أشهر، رد عبد القدير خان - Abdul Qadeer Khan- 1، "عراب" القنبلة النووية الباكستانية، الجميل بزيارة للمملكة العربية السعودية.
1- للمزيد انظر
https://www.bbc.com/arabic/world-58863468
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2021/10/10/

وقد اضطر هذا الأخير إلى الاعتراف علناً في فبراير 2003، بأنه المسؤول الرئيسي و"الوحيد" عن أكبر عملية تكاثر تم الكشف عنها منذ وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما كان الأمير سلطان حاضرا أثناء التجارب النووية الباكستانية وأثناء إطلاق صاروخ غوري الباليستي.2
2 – في ستينيات القرن الماضي، خلال الأيام الأولى من تنافس باكستان مع الهند. قال الرئيس ذو الفقار علي بوتو تصريحه الشهير في عام 1965 : "إذا صنعت الهند القنبلة النووية، فسوف نأكل العشب أو أوراق الشجر، أو حتى نجوع، لكننا سنحصل على واحدة خاصة بنا". أسس عبد القدير خان ام 1974 معامل هندسية للبحوث في مدينة كاهوتا، والتي سُمّيت لاحقاً بمعامل خان البحثية، تيمناً به، واستغرق بناء مفاعل كاهوتا النووي ستة أعوام. وامتدّت أنشطة معامل خان البحثية لتشمل برامج دفاعية مختلفة منها تصنيع صواريخ، وأجهزة عسكرية أخرى . وفي سبتمبر 1986، تمكنت باكستان من القيام بأول تفجير نووي تحت سطح الأرض، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في خطوة تمثل أبرز إنجاز عسكري حققته باكستان في تاريخها، وما زالت إلى اليوم هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي بلغت مرحلة إنتاج القنبلة النووية.
وامتدّت أنشطة معامل خان البحثية لتشمل برامج دفاعية مختلفة منها تصنيع صواريخ، وأجهزة عسكرية أخرى كثيرة، وأنشطة صناعية، وبرامج وبحوث
__________________________________

وكما يشير سايمون هندرسون المذكور نفسه، "بصرف النظر عن المخاوف المتعلقة بانتشار الأسلحة النووية، فإن مخاوف واشنطن تتعلق بحقيقة أننا لا نستطيع استبعاد احتمال أن يصبح النظامان في الرياض أو إسلام آباد أنظمة إسلامية متطرفة". وهذا بطبيعة الحال هو ما برر الضغوط الغربية المكثفة في يونيو 2005 داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرياض من أجل مزيد من الشفافية بشأن الطاقة النووية حين كانت المملكة العربية السعودية تتدارس الخيار النووي كوسيلة للردع في الشرق الأوسط المتفجر وقتئذ، حيث كانت تسعى منافستها الكبرى، إيران، إلى الحصول على أسلحة نووية، وترى الرياض أن امتلاك إيران للأسلحة النووية لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر في المنطقة.
لكن دول المشرق الأخرى ليست فوق الشبهات في هذا الشأن. وهذا هو الحال على وجه الخصوص بالنسبة لمصر، الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية منذ عام 1982 وبروتوكولها الإضافي منذ عام 1996، ولكن تعرضت لانتقادات علنية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 14 فبراير 2005 لفشلها عدة مرات في الإبلاغ عن بعض التجارب النووية التي من المحتمل أن تؤدي إلى كارثة نووية.. وقد أجريت غالبية هذه التجارب التي أجرتها مصر في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين. علما أن مصرالذي رفضت في 27 صيف 2005 التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، معتبرةً أنه أولاً على إسرائيل القيام بذلك أولاً.
وعلى الصعيد المغاربي أيضاً، هناك تساؤلات. فمنذ بداية عام 2004، وجدت الجزائر نفسها خاضعة لضغوط أميركية "متكتمة" ولكن "مستمرة" لقبول زيارات غير معلنة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مفاعليها النوويين "النور والسلام" في عين وسارة (160 كيلومترا. جنوب الجزائر العاصمة) بقدرة 15 ميغاوات، والتي ستكون قادرة على إنتاج 3 إلى 5 كيلوغرامات من البلوتونيوم سنويا، وهو ما يلزم لصنع قنبلة نووية.
واهتمت واشنطن للغاية بنتائج تقرير أعدته المخابرات الإسبانية في صيف 1998 حول "الإمكانات النووية" للجزائر. و مما ورد فيه أنه اعتباراً من عام 2000، قد يكزن لدى الجزائر مرافق لإنتاج البلوتونيوم ذي الدرجة العسكرية.
وفعلا أثار البرنامج النووي الجزائري ورغبة الجزائر في الحصول على قنبلة ذرية قلقا لدى وزارة الخارجية الأمريكية التي ترى أن "البرنامج العسكري الجزائري وصل إلى مرحلة متقدمة جدا" وهذا ليس بدون سبب يثير القلق في عدة عواصم بدءاً من بلدان جنوب أوروبا، ولكن أيضاً في بلدان عربية أخرى، لدرجة أن شكوكاً ظهرت حول رغبة الجزائر في أن تكون أصل "القنبلة العربية" الأولى، بعد سابقة "القنبلة الإسلامية السنية" الباكستانية الأولى. "، وهو ما من شأنه أن يوازن المشروع الفارسي المتمثل في "القنبلة الإسلامية الشيعية".
___________ يتبع _____________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة لطلاب جامعة أمستردام للمطالبة بتعليق العلاقات مع إسرائ


.. كيف ستلبي الحكومة السورية المؤقتة طلبات الإدارة الأمريكية؟




.. مستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية في منطقة جبل الشيخ السورية


.. الاحتلال يقصف منزلا بمدينة غزة ما أدى لسقوط شهداء بينهم نساء




.. توقيف أكاديميين وطلاب داعمين لغزة خلال مظاهرة في جامعة نيويو