الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموالاة النظيفة فى البحرين

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2006 / 12 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


هناك من يزايدون على الآخرين في العمل السياسي، ولا يتوقفون عند هذا الحد بل وينصبون أنفسهم حكام الملعب السياسي فيصنفون هذا العمل بأنه يخدم الوطن وذاك الفعل لا يخدم الوطن ! وكأنهم قد نصبوا من أنفسهم مجلساً دستورياً ولكنهم بدلاً من الحكم على القوانين أصبحوا يحكمون على تنظيمات المعارضة ويحددون وطنيتها أو هي تعمل إلى الخارج ! .
ولا مانع عند بعض دعاة الموالاة من توجيه الاتهام تارة بالتطرف أو فتح معارك ضد اى تنظيم معارض يقول رأيا صريحاً من اجل هذا الوطن ولكننا لا نشاهدهم ولا نرى صورهم في بعض الصحف وهى البارزة على الغالب بسبب أو بدون سبب عندما تكون هناك قضايا وطنية كبرى لا يختلف عليها شعب البحرين كقضية الفساد المالي والادراى .
فقد يكون هناك من يختلف مع جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في سياسية المقاطعة لجلسات مجلس النواب لتوزيع المناصب ولكن الذي يجب إن لا نختلف عليه هي ضرورة العودة إلى أسباب هذه الأزمة فالمقاطعة نتيجة وليست سبب ، فالتوزيع غير العادل للدوائر الانتخابية والذي تمثل في دوائر بالإلف تنتخب نائب ودوائر بالمئات تنتخب نائب وكان من نتيجة ذلك إن 62 % من الكتلة الانتخابية يمثلها 18 نائباً و38% من الكتلة الانتخابية يمثلها 22 نائباً هو السبب لهذه الأزمة ، ولذلك فان تصحيح هذا الوضع هو الحل وليس رمى الرماح ورفع السيوف على الوفاق يعالج المشكلة كما فعلت بعض الموالاة .
فعندما نتحدث عن زعامة نواب الشعب فهو استحقاق يجب إن يكون له ثقل شعبي وليس تقسيمات تساوى بين رأس مواطن في محافظة وخمسة في محافظة أخرى وكأننا نقول لهم وللرجل منا مثل حظ الخمسة منكم وهى مقاربة ذات بعداً قديم لما كان يقال عن عنتر بن شداد في قوته ولكننا بالتأكيد لسنا في زمن بن شداد بل في عصر التكافل والمساواة التي أمر بها الإسلام والتي لا يتذكرونها إلا إذا كانت تخدم مصالحهم وغير ذلك فالتأويل ودعاته جاهزون حسب الطلب .
وعليه فان الإعلام لبعض الموالاة لم ينظر إلى هذه الحقائق بل توجه مباشرة إلى لبس العمائم والبدل ونسى أو تناسى إن لبس البدل خيراً من تغيير شعيرات الجلد لأكثر من مرة وفى اتجاهات مختلفة يجمعها أطار الموالاة التي لا تلتصق بهموم هذا الشعب بل بمطالب الفرد ورغباته .
ولكن أولياء الموالاة لم ينطقوا كلمة عن الفساد الذي أشار إليه تقرير ديوان الرقابة المالية عندما صدر وهم يسارعون إلى التحريض هنا وهناك و يطبلون يميناً و يساراً في وسائل الإعلام الصفراء لمجرد موقف المقاطعة والذي من الواضح إن بعضهم كان يتمناه حتى يمارس هوايته المفضلة في اقتناص المناصب وتوزيع الغنائم وهى لا تفرق معه إن كانت من تحت الطاولة أو فوقها فالغاية تبرر الوسيلة كما هي الانتهازية والميكيافلية ولكنها عندهم بنكهة قال وقيل وقلنا ونحن الصادقون .
وليسمحوا لنا إن نقول لهم إن المعارضة سوءً كانت بالبدلة أو العمامة ليس هو موضوعنا حتى تمتلئ صفحاتكم بها ويجف الحبر من اجله ولكن الطريق للقمة العيش ومحاربة الفساد هو ما نرغب بجفاف حبركم من اجله وتتقطع أحبالكم الصوتية وهى تصرخ لما جاء في تقرير ديوان الرقابة المالية من تجاوزات مالية وإهدار للمال العام فشركة بابكو التي تماطل في زيادة رواتب الموظفين ترمم منازل كبار الموظفين بـ 2.3 مليون دولار وألبا تختار المقاول الأكثر بـ 25 مليون دولار بينما العمال يحتاجون إلى الاعتصام حتى تساومهم في زيادة مقدارها 20 % فأين حناجركم من كل هذا ؟ .
فإذا كانت الموالاة ترفض وتتعذر بالتعديلات الدستورية وتدخل الحديث في سفسطائية لا نتيجة لها فأنهم ملزمون ألان إن يعبروا وينفذوا ما يقولون بضرورة محاربة الفساد ودون محابة لوزير هنا أو هناك وبدون إن تتبخر المواقف قبل يجف الخبر في الصحيفة بل نقولها لهم هذه المرة إن الحق ظاهر وان الحياد عنه يعنى إن عليكم إن تاخدوا بشوتكم الى الصحراء فالعويل هناك لا يسمعه احد ولكن هنا شعب يسمع ويريدكم إن تكونوا معه ضد هذا الفساد والمسئولون عنه وعندها فقط تصبحون من الموالاة النظيفة وغير ذلك فلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا