الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تأملات في آخر قصاصات الحرب في منطقة الشرق الأوسط
أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
2024 / 11 / 3
الارهاب, الحرب والسلام
ألا يجد المرء نفسه أمام اللحظات الحاسمة حد المأساة عاجزا عن وصف الأحداث؟ وهل من الممكن الكتابة عما يجري حاليا في منطقة الشرق الأوسط دون الوقوع تحت تأثير سوريالية العالم العاجز عن إخماد الحرائق، رغم الشبكات الدبلوماسية، والترسانة القانونية التي تتخذها منظمة الأمم المتحدة مرجعية لها في حل النزاعات بين الدول الأعضاء؟ ثم ألا يشعر الحامل لليراع مثلي بأن ما لكلماته من قوة ناعمة لن يعدو أن يكون نفسا تدروه الريح ويصير هباء، فيتملكه اليأس وينطوي على ذاته محتفظا لنفسه بما التقط من أخبار وقعت وأخرى توقعت.
رغم ما يكتنف الأمر من صعوبة، يمكن التواصل ويسهل عندما يتحدد الموضوع بكل وضوح. هكذا أبادر إلى الإعلان عن غرضي من هذا المقال: الحديث عن الحرب بين إيران وإسرائيل وما يروج حاليا من استعداد نظام الملالي للرد الانتقامي على الضربات الدقيقة" و"الموجهة" التي شنتها إسرائيل في فجر يوم السبت 26 أكتوبر الأخير على عدة أهداف عسكرية إيرانية تشمل مواقع لتصنيع الصواريخ وأخرى للقدرات الجوية، ردا على هجوم طهران عليها مطلع الشهر ذاته. وأعلنت إيران مقتل عسكريين اثنين في هذه الضربات. فيما هددت إسرائيل الجمهورية الإسلامية بأنها ستدفع "ثمنا باهضا" في حال قررت الرد مجددا.
ورغم التهديدات الإسرائيلية الموجه إلى إيران، وفي لا مبالاة بدعوات أمريكا إلى عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي لإيقاف الضربات المتبادلة، ها هي طهران تؤكد أن الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير على طهران وشيك وسيأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نونبر، نقلا عن شبكة سي إن إن الامريكية.
بناء على هذا السيناريو، لم تعد تفصلنا عن ساعة الحسم سوى لحظات. وما هو مؤكد عدم تشكيك نتنياهو ومن معه في جدوائية الاحتماء بالتحصينات التحت أرضية حتى تمر العاصفة النارية الإيرانية، ولسنا من السذاجة بحيث نعتقد أن بضعة أيام تفصلهم عن موعد الرد الإيراني سوف تكون آمنة بالنسبة إليهم، هيهات ثم هيهات، قد تضرب إيران قبل الموعد المحدد أعلاه، في أجل أقصاه مساء يوم غد كما أذاعت قبل قليل قناة فرانس 24.
الإعلان عن قرب تنفيذ إيران ردها على الهجوم الإسرائيلي سبقته أحداث لا بد من هنا من المرور عليها مرور الكرام. بالأمس، راجت أخبار مفاد أحدها أن إيران قامت بإغلاق أجوائها في وجه الطيران المدني، ومضمون ثانيها أن نظام طهران أحيط علما بأن طائرات إسرائيل اخترقت السماء الإيرانية، وأصابت أهدافها وهي تحلق في اجواء العراق القريبة من الحدود مع إيران، ولهذا لن تتسامح مع جارتيها المذكورتين، وسوف تعتبرهما والعدو الإسرائلي في معسكر واحد إذا ما أعادتا الكرة وسمحتا لإسرائيل بتوجيه الضربات إلى إيران انطلاقا من أراضيهما.
إلى مثل هذه القصاصات من الأخبار الممهدة للحدث الحاسم (الرد الإيراني المرتقب)، يمكن أن نضيف ما قاله مستشار الزعيم الإيراني علي خامنئي من أن إيران تدرس زيادة نطاق صواريخها الباليستية لأكثر من 2000 كلم، ومراجعة عقيدتها النووية وسط توترات متزايدة مع إسرائيل وتبادل الضربات الجوية والصاروخية معها.
وما موقف أمريكا من هذه القيامة المتوقعة والمؤشرة على بداية ما بات يعرف بالحرب العالمية الثالثة؟ على المستوى الميداني والعسكري، ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا نزلت بكل ثقلها العسكري والاستراتيجي في الشرق الأوسط، وشوهدت طائراتها الحربية وهي تلتحق بقاعدة العديد بقطر، استعدادا للتدخل في الوقت المناسب لحماية أمن إسرائيل من أي هحوم إيراني محتمل، وحتى للهجوم بالصواريخ،إذل اقتضى الحال، على جهة تريد سوء بربيبتها المدللة. ربما قد يكون هذا التعاون العسكري السافر مع إسرائيل ردا مباشرا ورسالة واضحة إلى اتفاق الدفاع المشترك المبرم حاليا بين روسيا وإيران. والسؤال المطروح هو: هل تجرؤ قطر على منع الولايات المتحدة من توجيه أسلحتها نحو إيران انطلاقا من قاعدة العديد؟
ولكن، هل هناك من بارقة أمل في إخماد الحرائق المشتعلة في كل من الشرق الاوسط وقلب أوربا تلوح بها الانتخابات الرئاسية في أمريكا؟ يصعب حاليا الجواب عن هذا السؤال بالنظر إلى تناقض موقفي ترامب وهاريس مما بجري الآن في منطقة الشرق الأوسط. فإذا كانت هاريس قد وعدت بوقف الحرب في غزة إذا نجحت في الانتخابات، علم الجميع أن ترامب، قبل أن يكون رئيسا، لم يتورع عن حث نتنياهو على ضرب مفاعلات إيران النووية. وأخشى ما يخشاه الشعب الأمريكي ان ينقلب رسوب ترامب في الانتخابات حصريا أهلية كما توعد هو وانصاره.
ولا يخفى عليكم أن تطور النزاع المسلح بين إسرائيل وإيران سوف يخيم بظلاله على العالم بأسره، لأن المنطقة التي يجري فيها الصراع تعتبر مصدرا طاقيا لا يمكن الاستهانة به، وأن الأضرار التي سوف تلحق بمصفاتها البترولية من شأنها رفع اداسعار المحروقات إلى مستويات لا قبل للمستهلكين على تحملها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد سقوط الأسد.. ظهور مصانع -الكبتاغون- علنا بدمشق في سوريا
.. بعد إغلاق 12 عاماً.. تركيا تعيد فتح سفارتها في سوريا
.. نواب أميركيون: العقوبات على سوريا مستمرة رغم سقوط الأسد
.. مسيرة لطلاب جامعة أمستردام للمطالبة بتعليق العلاقات مع إسرائ
.. كيف ستلبي الحكومة السورية المؤقتة طلبات الإدارة الأمريكية؟