الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخطط ترامب للانقلاب

لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)

2024 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تتضح الصورة اكثر حول مخططات ترامب في حالة فشله في الفوز في انتخابات الرئاسة الحالية ، فهو طالما ردد في حملاته الانتخابية انه لوفشل في الفوز فمعنى ذلك انه قد حصل غش وتزوير. ورغم ان الكثيرين لم يكترث لتصريحاته ، كونه افتراء فارغ في بلد يسوده النظام والقانون والاخلاص الوظيفي ، وتصريحاته هي جزء من مرضه السيكولوجي ( وفق تقرير لجمعية علماء النفس الاميركية ووقعه 27 من اكابر علماء النفس فيها ان ترامب مصاب بمرضين هما Psychopath ( مختل عقليا) والاخر داء العظمة الاضطرابي (الكارثي) Narcissistic Personality Disorder (NPD) ويخلص التقرير ان ترامب لا يصلح لرئاسة الولايات المتحدة . وسبق هذا التقرير بيانا وقعه 200 من كبار الموظفين ممن عملوا مع ترامب في ادارته السابقة ، ومنهم مايك بومبيو وزير الخارجية السابق ووزير الدفاع كريستوفر ميلر ومستشار الامن جون بولدن كأمثلة، انه يشكل خطرا على مستقبل الولايات المتحدة وعلى الديمقراطية فيها، ووصفه رئيس مديري موظفي البيت الابيض في رئاسة ترامب نفسه ، مارك ميدوس، انه يحمل عناصر الفاشية الى اميركا، وغيرها من البيانات التي اصدرتها شخصيات وتجمعات تسنمت اعلى المناصب، بما فيهم جنرالات متقاعدين ووزراء سابقين وحكام ولايات ،واغلبهم حتى جمهوريين ، ونشرت على صحيفة نيويورك تايمز تحذر من انتخاب ترامب وتوضح خطره على الديمقراطية الاميركية، وكان اخرهم مايكل بنس ، نائب الرئيس ترامب في دورته السابقة ، ان ترامب لايصلح للرئاسة. تم وضع جميع هؤلاء تحت حمايات خاصة لحمايتهم بعد تلقيهم وعوائلهم تهديدات من رعاع ترامب ، ونقول رعاع كون هؤلاء هم جيش ترامب الميليشياوي ( كالقمصان السود لهتلر وموسوليني)، يقدسونه كمسيح منقذ لاميركا، ومستعدون للتضحية في سبيله ، ويؤازرون كل كلمة يقولها ، وأهم واجباتهم زرع الرعب عند الذين يرفضون ترامب ويجابهونه علنا، خاصة من الجمهوريين التقليديين الذي يعتبرونه قد اختطف حزبهم المعتدل لصالحه لاقامة نظام شبيه بهتلر ( هكذا سماه تحديدا احد مستشاريه السابقين).
الا انه مؤخرا بدأ ينكشف بشكل اوضح مخطط ترامب في استخدام هؤلاء الرعاع في حالة خسارته في الانتخابات وتدور حول دورهم في منع تصديق نتائج الانتخابات في الولايات ( هجوم وحرق مراكز الانتخابات، محاصرة حاكميات الولايات والبرلمانات المحلية وتهديد بالقتل في حالة المصادقة ، الخ) بحيث يتم حجب التصديقات باتهامات بالتزوير ومنه حجب ارسال النتائج الى اللجنة للجنة الوطنية لانتخابات. وتأتي الخطوة القادمة هو اعلان عدم حصول اي من المرشحين على 270 مقعد ( صوت من ممثلي الولايات ) وهنا تدخل المادة 12 من الدستور حيز التنفيد والتي تنص على ان يتم التحول، في حالة عدم حصول اي مرشح ل 270 صوت ، للتصويت في مجلس للولايات ، تكون كل ولاية ممثلة بصوت واحد فيه، وينصب الرئيس وفق اغلبية التصويت فيه. هذا السيناريو هو الذي يراهن عليه ترامب كون عدد الولايات التي تصوت للجمهوريين يصل الى 34 ولاية ، اغلبها قليلة السكان وهي ولايات داخلية محافظة زراعية او صناعية متاكلة وتصوت عادة للجمهوريين. اي ان مخطط ترامب يعتمد على خلق فوضى وجرائم قتل وحرق واعتداء وصولا الى رفض التصديق على النتائج من حكام الولايات الجمهوريين ومنه التهيئة للانتقال الى المادة الملحقة بالدستور رقم 12.
تجب ملاحظة ان هذه المادة قد تمت اضافتها في اعقاب الحرب الاهلية الاميركية عام 1863 من قبل الكونفدراليين في الجنوب كشرط للهدنة لتضمن للولايات دورا هاما في الانتخابات متهمين الشمال انه ذو اغلبية سكانية تصوت له ومنه تم ادراج هذه المادة اضافة لاعتماد 270 صوت من مجموع 349 صوت (يدعى اصوات مفوضي الولايات) للفوز في الانتخابات الرئاسية.
وفي الايام الاخيرة يحتدم النقاش حول مدى امكانية نجاح مخطط ترامب لفرض استخدام المادة 12 اعلاه، فمنهم من يعتبرها ان ترامب قد خطط لها وجاهزية رعاعه لخلق اجواء الفوضى وشبه الحرب الاهلية لمنع وتجميد التصديق من الولايات ، والبعض يرى انه سيفشل حيث لن يرضخ بعض حكام الولايات الجمهورين لمطاب ترامب ورعاعه واضعين المسؤولية الوظيفية والقوانين فوق التحزب ، كما اثبته حاكم جورجيا في انتخابات عام 2020 ، ووصفه ترامب انه خائن، كون الحاكم صرح انه مسؤول ولاية وليس موظفا عند ترامب وانه يضع قوانين الولاية مرشدا لعمله رغم ان ترامب ساهم بتعيينه حاكما ( هنا مثال جيد حيث يتم الفصل بين الولاء الحزبي والولاء الوطني ووضع الاخير فوق الاول وهي سمة بارزة في المؤسسات الحكومية الاميركية او مايعرف فصل التحزب عن عمل مؤسسات الدولة).
الصفة البارزة هنا تناضر الظاهرة الفاشية الترامبية مع الفاشيات الاوربية في القرن الماضي حيث باسم المشاعر القومية يتم تجييش الرعاع للاصطفاف خلف قائد منقذ يعبدونه ومستعدون لتنفيذ اي امر يصدر منه ويمارسون الارهاب والتخويف لعموم المجتمع لتمرير قائدهم العظيم "المريض والمختل عقليا". نجح هذا في المانيا وايطاليا ، ولكن اليوم وياللمفجأة ، ظهر في نفس اميركا ، ولو بشكل اضعف كون المجتمع الاميركي ومؤسساته متماسكة وكلاهما لايسمح لقوى الرعاع وزعيمها المنقذ بالانفلات، وعموما لا احد ينتظر ان يوم السادس من نوفمبر، وهو يوم اعلان النتائج، سيكون الحاسم لو خسر ترامب، فسنشهد اشهرا من صراع ربما يأخذ شكل العنف قبل اقرار النتائج اواللجوء للمادة 12. والسؤال الهام هنا : هل لو خسر ترامب الانتخابات ستكون هذه اخر موجة لليمين الفاشي في اميركا؟ ربما اميركا هي المكان الغير مناسب نظرا لقوة مؤسساتها واستقلاليتها وكون السكان يقدسون الحريات والاستقلالية اكثر من تقديس اي فرد يدعي نفسه مسيحا منقذا للامة ، فهذه الدعوى تسري فقط على الرعاع من القوم، وجلهم لم يحظى بتعليم اكثر من الفباء المدرسة. انهم المتذمرون وهم الحطب الذي يراهن عليه ترامب وامثاله من اليمين القومي المتطرف في اوربا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصحة نفسية
صالح محمود ( 2024 / 11 / 4 - 13:22 )

هذا الرجل يحتاج الي علاج وتأهيل نفسي ومكانه الطبيعي هو مصحة نفسية وليس رئيس لدولة عظمي بحجم الولايات المتحدة.


2 - المشكله
على سالم ( 2024 / 11 / 4 - 14:21 )
ليست المشكله فقط فى ترامب فهو شخص مخبول موهوم وفقد حاسه التمييز والفهم وبلطجى , لكن المشكله هى اتباع ترامب الرعاع الجهله القاصرين عقليا واعدادهم كبيره وقد تصل الى الملايين وهنا المشكله والخطوره


3 - ‏الرعاع ليس فقط من الاميركان
د. لبيب سلطان ( 2024 / 11 / 5 - 03:58 )
الاخوة الاعزاء صالح محمود وعلي سالم
كان خير ما وصفتم به المعتوه ترامب والرعاع من حوله وكلا الظاهرتين، ترامب ورعاعه، ليست جديدة في العالم فقبله هتلر وموسوليني وصدام وكيم الحفيد جميعهم ظواهر واحدة رغم اختلاف الثقافات والجذور والمجتمعات، ، مرضى نفسانيا بداء العظمة وقطيع مبهور من الرعاع واذ نتابع في اميركا الاصطفاف واضحا فعشرين امام جامع زار ترامب للاعراب عن مبايعتهم وعندما سألوا كيف تبايعونه وكان اول قرار اصدره في رئاسته السابقة واول يوم له في البيت الابيض منع المسلمين من 10 دول من دخول اميركا فكان جوابهم ، هذا كان سابقا واليوم تغير ( طيح الله حظكم ، اربعو يوما وضع ذيل الكلب بقصبة ولم يستعدل) والمضحك انهم طلبوا منه عدم اتباع الاسلاموفوبيا، واوعدهم بذلك وهو بقندرة مايشتريهم ، ولكن الاكثر سخرية هو حقيقة موقفهم فهم اممة جوامع لاهل السنة يناصبون ايران الشيعية العداء ويعتقدون انه سيضرب ايران مع ناتنياهو ويقضي على الشيعة ( لعنهم الله ليوم القيامة كما قال مرة احدهم) ..هؤلاء هم ربع ترامب رعاع اميركان وعرب ومسلمين واوربيين ، الرعاع بحاجة لقائد قطيع ..هذا مايعلمنا التاريخ اياه .
لكم الشكر

اخر الافلام

.. سموتريتش يعلن أن إسرائيل ستغلق -الإدارة المدنية- | الأخبار


.. الجولاني عن حماة: تعرضت لمجزرة كبيرة قبل 40 عاما ارتكبها حاف




.. بمقابلة حصرية مع CNN.. شاهد ما قاله #الجولاني عن صلته بـ #ال


.. وزير الداخلية الأردني يقرر إغلاق معبر على الحدود مع سوريا




.. مدير مشفى كمال عدوان: أصبحنا تحت مقولة الجريح يعالج الجريح