الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل الحرب النووية ممكنة ؟ - 10
مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)
2024 / 11 / 6
الارهاب, الحرب والسلام
إسرائيل والقنبلة النووية – أ -
بفضل قدرتها على تصنيع أسلحة نووية، وجدت الدولة اليهودية نفسها في وضع دبلوماسي مثالي خلافا للعرب
كثيرون اليوم يتساءلون أين تقف دولة إسرائيل في إنتاج الأسلحة النووية. والأكيد هو أنها تمتلك بالفعل أسلحة نووية وعضو في نادي البلدان النووية.
وما زال يعتقد البعض أن البرنامج النووي قد وصل بالفعل إلى مرحلة متقدمة وفي إمكانه صناعة القنبلة الفتاكة أنا شاء وأراد وهذا للحفاظ ورقة المساومة مع الولايات المتحدة.
في عهد الجنرال موشيه ديان ويتلخص كان الموقف الإسرائيلي الرسمي يتلخص في عدم قيام أي تخطيط عسكري، سواء على المدى القصير أو الطويل، على أساس استخدام الأسلحة النووية.
ومهما يكن من أمر يبرز سؤالين:
- ما هي الأسلحة النووية التي قد تكون تحت تصرف إسرائيل ؟
- وما هي القوى السياسية وغيرها التي يمكن أن تؤثر على قرارها من بين الخيارات المختلفة المتاحة لها؟
ومن الناحية الفنية المحضة، فإن جملة من الحقائق معروفة ولا تخفى على أحد، على الرغم من وجود هامش صغير من عدم اليقين التام عن البعض.
أولاً، لا تملك إسرائيل أي وسيلة لتصنيع اليورانيوم المخصب كما تستطيع فرنسا و الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا العظمى والصين.
فاليورانيوم المخصب (وهو يكاد يكون نقيا من اليورانيوم 235) يعتبر ضرورة عملية لا مندوحة عنها لإنتاج قنابل هيدروجينية فعالة. ولذلك يذهب المشككون إلى افتراض أن إسرائيل غير قادرة على تصنيع القنابل الهيدروجينية.
- تجربة ألاماغوردو- Alamagordo 1- عام 1945
- والقنبلة التي ألقيت على ناغازاكي باليابان - Nagasaki.
--------------------------------------------
1- في 16 يوليو 1945، اختبرت الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية في التاريخ في ألاموغوردو، نيو مكسيكو
------------------------------------------------------
إن البلوتونيوم غير موجود في حالته الطبيعية؛ بل يتم تصنيعه في المفاعلات النووية من اليورانيوم الموجود طبيعياً.
علما أن البلوتونيوم يتم إنتاجه بكميات أكبر أو أقل في المفاعلات النووية العديدة التي تم بناؤها في جميع أنحاء العالم لإنتاج الطاقة الكهربائية.
ولهذا السبب أنشأت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ودول أخرى نظام مراقبة ثنائيًا تخضع له المفاعلات لمتواجدة عبر العالم وكذلك اليورانيوم المباع لتشغيلها.
وقد يجري تحويل هذا النظام الثنائي، إلى حد ما، إلى نظام متعدد الأطراف على نطاق عالمي، من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
ولكن هناك حالتين مهمتين تم فيهما بناء المفاعلات دون أي رقابة على الاستخدامات التي يمكن أن تصنع من البلوتونيوم الخاص بها:
- الأولى في الهند، حيث يخضع المفاعل الهندي ا2 لاتفاق يتم بموجبه استخدام البلوتونيوم فقط لأغراض أخرى. للأغراض السلمية، ولكن لم يتم إجراء التفتيش بخصوصها.
------------------------------------------------
-2أصبحت الهند رسمياً سادس دولة تقوم بتطوير أسلحة نووية، حيث أجرت تجربة نووية وأعلنت أنها تفجير نووي سلمي في مايو 1974
------------------------------------------------
ومنذ ذلك الحين، أعربت الحكومة الكندية عن أسفها الشديد لإبرام هذه الاتفاقية غير الحكيمة وغير القابلة للإلغاء، وفضلت بعد ذلك خسارة العقود بدلاً من التخلي عن شروط الضمان الجادة.
- والمثال الثاني هو مفاعل الأبحاث الكبيربإسرائيل الذي شيده فنيون فرنسيون في ديمونة بالنقب، على نموذج مفاعل EL-3 في بريست- sur le modèle du réacteur EL-3** de Brest.
- ------------------------------------------------
** EL3 - الماء الثقيل رقم 3) هو ثالث مفاعل نووي فرنسي للمياه الثقيلة. تم تكليفه في عام 1957
--------------------------------------------------
وبدأ تشغيل الجهاز في عام 1964 تحت غطاء كامل من الأمن العسكري الإسرائيلي، مما تسبب في سلسلة من التصريحات التقريبية عندما أرادت السفارة الأمريكية معرفة طبيعة المواد المنتجة (حقيقة أن إصدارات مختلفة تم تقديمها في كل مرة كانت تثير الشك).
ومن خلال أبعاد مفاعل ديمونة،3 يمكننا أن نتصور أنه لو خصص لإنتاج البلوتونيوم بأقصى كفاءة لصنع المتفجرات، فإنه سينتج ما يكفي لإنتاج قنبلة كل عام. لكن الإسرائيليين واجهوا مشكلة الحصول على وقود اليورانيوم الذي لا يخضع للتفتيش. وقد تم حل المشكلة جزئياً من خلال بناء صناعة الفوسفات للأسمدة، والتي توفر أيضاً اليورانيوم كمنتج ثانوي.
-------------------------------------------
3 - مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية في النقب جنوب شرق مدينة ديمونة. بدأ بناء المنشأة في عام 1958، بمساعدة فرنسية وفقًا لبروتوكول اتفاقيات سيفر. وتم بناء المجمع سرا، وخارج نظام التفتيش التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
-----------------------------------------------------
كما تم شراؤه أيضًا من الخارج ولكن بكميات صغيرة. ومن المرجح اليوم أن تكون ديمونة مكتفية ذاتيا بخصوص الوقود
وحسب الكثير من الخبراء نظراً للصعوبات الأولية، والتطور البطيء للطاقة الكاملة لمفاعل ديمونة ، كان من الممكن أن ينتج هذاالمفاعل ثلاث أو أربع قنابل حتى الآن، والتي ينبغي أن تضاف إليها واحدة كل عام تقريباً.
ولكن حسب الخبراء لا بد من الوصول إلى مرحلة جديدة قبل أن يصبح من الممكن استخدام البلوتونيوم. ويجب بناء نظام آلي للتعامل مع قضبان الوقود المستهلك واستخلاص البلوتونيوم.
وحسب الخبراء تعتبر هذه عملية الهندسية الكيميائية بسيطة إلى حد ما، ولكن نظرًا لأن القضبان تحتوي على نشاط إشعاعي عالٍ جدًا، فيجب تنفيذها بحذر شديد. وإذا كان الهنود هم من قاموا ببناء المصنع اللازم لاستخراج البلوتونيوم الخاص بهم، فلا يقين هناك بوجود مصنع للفصل في إسرائيل وربماأن الامر مازال محاطا بالسرية التامة.
ومما لا شك فيه أن هناك بعض القدرة على استخلاص البلوتونيوم على المستوى المختبري، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج محدودة نسبيا عبر بضع سنوات.
ورغم أن تفجير نظام البلوتونيوم ليس بالمشكلة البسيطة، إلا أن الكثير من المنشورات والتقارير حول هذا الموضوع تفيد أن إسرائيل لا تواجهها صعوبة في صنع قنابل البلوتونيوم. وهذا القول يحضى بقبول الخبراء والمتابعين لاسيما وأن إسرائيل تأوي علماء على دراية كبيرة ببرامج الأسلحة الغربية عموما.
وتبقى مسألة التجريب والتجارب. وهي لا تشكل مشكلة أساسية، على الرغم من صغر مساحة الأراضي الإسرائيلية. وبهذا الصدد يقر الخبراء، أنه نظراً لمدى المعرفة بالمتفجرات النووية في إسرائيل، فإن القيام بالتجارب قد لا يكون ضروريا. ومن المؤكد أن السلطات الإسرائيلية ستظل في شك بشأن القوة الدقيقة لجهازها، لكن سيظل لديها يقين جيد بالقدرة على إنتاج تفجير نووي.
وأشارت بعض الإحاطات واردة في التقارير المنشورة إلى أنه في حالة ضرورة إجراء تجربة، فمن المحتمل أن تكون هناك مساحة كافية في سيناء. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن دائمًا إجراء تجربة تحت الأرض والتي من الواضح أنها لن توفر الكثير من المعلومات حول التأثيرات الناتجة أو عن أداء المادة المتفجرة. لكنه سيكشف عن القوة التقريبية للسلاح ويمحو أي شك في وجود خطأ جوهري بخصوص تصميمه.
ولهذا السبب قد يبدو من المبرر القول إنه بفضل قرار الحكومة الفرنسية تزويد إسرائيل بمفاعل من نوع EL-3 دون ضمانات، فمن الممكن أن تمتلك الحكومة الإسرائيلية الآن مخزوناً صغيراً من البلوتونيوم، الموجود في مخزونها بفضل عملية النمو. ومن هنا كان القلق الشديد في واشنطن، مما أدى إلى سلسلة من المفاوضات المهمة جداً. وكانت النتيجة الأكثر إثارة ووضوحاً هي التصريح غير الرسمي بتفتيش مفاعل ديمونة، وقبول الإسرائيليين لهذا الشكل من السيطرة الدولية على هذا الجهاز، حسب تقدير المتتبعين.
ومهما يكن من أمر فمن الواضح أن الهدف الذي تسعى إليه أمريكا هو يجب أن تنضم إسرائيل إلى معاهدة عدم الانتشار، والذي يصاحبه تفتيش عام لجميع المنشآت النووية المخصصة للأغراض السلمية. علما أن هذا لم ينجح حتى الآن. ويجب أن يكون الهدف المحدود الآخر هو التزام الإسرائيليين بعدم فصل البلوتونيوم أو الاحتفاظ بمخزونهم معزولاً تحت طائلة بعض عمليات التفتيش.
عموما يبدو أن الأميركيين جعلوا من مهمتهم ضمان عدم امتلاك إسرائيل لسلاح نووي، وربما تواطؤوا مع الروس لتحقيق نفس النتائج في العالم العربي.
____________________________ يتبع _____________________________________________
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا في مدن سوريا بعد سيطرة المعارضة
.. صراخ وفوضى.. شاهد ما حدث في برلمان جزر البهاما بعد إلقاء نائ
.. إيران تعيد حساباتها في الشرق الأوسط.. وهذا ما ستفعله مع سوري
.. أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يكرم صحفيي الحرب في منتدى
.. بلومبرغ: روسيا ليس لديها خطة لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار