الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
-التغطية الإعلامية للأميرة للا خديجة: بين المظهر والتأثير الاجتماعي في الصحافة المعاصرة-
بن سالم الوكيلي
2024 / 11 / 6كتابات ساخرة
في الآونة الأخيرة، أثارت إطلالة الأميرة للا خديجة، ابنة العاهل المغربي الملك محمد السادس، اهتماما واسعا في وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، حيث تم تسليط الضوء على جمالها وملابسها وأسلوبها الذي يذكر بجمال والدتها، الأميرة لالة سلمى. وقد تولت العديد من الصحف الإلكترونية والجرائد المحلية تغطية هذا الحدث، مشيرة إلى التشابه بين الأميرة الشابة ووالدتها في ملامح الوجه والجمال، وهو ما أثار موجة من النقاشات حول دور الإعلام في تسليط الضوء على المظاهر الشخصية لأفراد العائلة الملكية.
الاهتمام المكثف بإطلالة الأميرة للا خديجة يتجاوز في الكثير من الأحيان حدود تغطية بسيطة لمظهر شخصي، ليغدو محط اهتمام إعلامي يركز بشكل شبه حصري على التفاصيل الخارجية، مثل الملابس والشعر والتشابه الجمالي مع والدتها. ففي حين كان من الممكن أن يتناول الإعلام دور الأميرة في الأنشطة الاجتماعية أو العمل الخيري أو في مجالات أخرى قد تساهم في تنمية المجتمع، نجد أن الصحافة، في معظمها، اختارت التركيز على هذه الجوانب السطحية، مما يثير تساؤلات حول الأولويات التي تفرضها الصحافة في تناول الشخصيات العامة.
إن هذا التركيز على المظهر الجمالي للأميرة، الذي لا يكاد يتجاوز حدود الاستعراض البصري، يعكس جانبا من الصحافة المعاصرة التي تفضل تغطية الموضوعات اليسيرة التي تثير الانتباه البصري، على حساب القضايا الأعمق التي تعكس التأثير المجتمعي والفكري لتلك الشخصيات. فما كان يمكن أن يكون مقالا عن إنجازات الأميرة في مجالات اجتماعية أو تعليمية، أو حتى دورها في تعزيز القيم الإنسانية في المجتمع، أصبح مجرد استعراض مبتذل لجمالها الطبيعي وأناقتها. وهو ما يضع الصحافة في موقف يتسم بالتسطيح، حيث أصبح الجمال، بجانب كونه سمة شخصية، يشكل جزءا من هوية إعلامية يسعى الجمهور إلى استهلاكها دون التفكر في عمق الدور الذي قد تؤديه هذه الشخصيات.
من ناحية أخرى، تم التأكيد في العديد من التقارير الصحفية على التشابه الكبير بين الأميرة للا خديجة ووالدتها، الأميرة لالة سلمى، في ملامح الوجه والجمال، وهو ما قد يعكس محاولة ضمنية للربط بين الجمال الخارجي وقيم العائلة الملكية في المجتمع المغربي. ولكن التركيز على هذا التشابه الجمالي، إلى جانب الاستعراض المستمر لملابس الأميرة، يسهم في إضفاء طابع سطحية على التغطيات الصحفية التي تنشغل أكثر بالصور والأزياء وتفاصيل الجمال، دون أن تتناول بأي عمق الأبعاد الأخرى التي قد تساهم بها الشخصيات العامة في خدمة المجتمع وتطويره.
إن هذا النوع من التغطية الإعلامية يعكس تحولا ملحوظا في الصحافة المعاصرة، حيث تتراجع القضايا الجوهرية مثل التعليم، الثقافة، أو العمل الاجتماعي لصالح متابعة مستمرة للمظاهر والموضة. وبذلك، فإن الصحافة تفقد جزءا كبيرا من دورها في نقل المعرفة وتعميق الوعي الجماهيري، وتحصر نفسها في نشر مواد تستهلكها الجماهير بشكل سريع دون أي انعكاس حقيقي على واقع الحياة الاجتماعية والسياسية.
في خضم هذه الموجة الإعلامية، يبرز التساؤل حول ما إذا كانت الصحافة اليوم قادرة على إحداث تأثير حقيقي في المجتمع، أم أنها مجرد ناقل للصور الجمالية والإثارة السطحية التي لا تلامس جوهر القضايا المطروحة. فمن الأهمية بمكان أن تعيد وسائل الإعلام تقييم أولوياتها، وأن تركز على تقديم محتوى يعكس التحديات الاجتماعية والتنموية التي يواجهها المجتمع المغربي، بدلا من التركيز المفرط على الجمال الخارجي والموضة.
في الختام، إن التركيز الإعلامي المكثف على جمال الأميرة للا خديجة وملابسها، رغم أنه يعكس الاهتمام الكبير بالشخصيات العامة، إلا أنه يعكس أيضا عجز الصحافة عن الخروج من دائرة التغطيات السطحية. ومن هنا، تتضح الحاجة إلى إعلام مسؤول يسعى إلى تغطية الأحداث والمواضيع التي تساهم في بناء وعي جماهيري أعمق وأوسع، بعيدا عن الوقوع في فخ الإثارة الزائفة التي لا تجلب سوى الاستهلاك الفوري دون مردود حقيقي على المستوى الاجتماعي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف
.. تزاحم شديد حول عامر خان بمهرجان البحر الأحمر ونجم بوليوود يع
.. نسخة جديدة من بطولة ون للفنون القتالية تقام بصالة لوسيل للأل
.. بيشتغل دوبلاج تركي.. أحمد أسامة فنان متعدد ??
.. ما بين الصيدلة والتمثيل.. رحلة مريم كرم صيدلانية وممثلة