الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب ، هل سيطلق رصاصة الرحمة على حرب المنطقة

مثنى إبراهيم الطالقاني

2024 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مع فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية، تترقب منطقة الشرق الأوسط الى التوجهات السياسة الأمريكية وتداعياتها المحتملة على النزاعات القائمة، وخصوصاً الحرب بين محور المقاومة متمثلاً بفلسطين ولبنان ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
إذ من المتوقع أن تعيد الإدارة الأمريكية رسم خريطة التحالفات والمواجهات في المنطقة، بما يعزز من حضور واشنطن في هذا الصراع ويعيد توجيه دفة الدعم الأمريكي نحو حليفتها إسرائيل.

يُعتبر ترامب من أشد داعمي إسرائيل، وقد اتضح ذلك جلياً في سياسته خلال ولايته السابقة التي شهدت قرارات حاسمة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك دعمه المطلق للحكومة الإسرائيلية في سياساتها التوسعية في الضفة الغربية.
ومن المتوقع أن يتبع ترامب سياسة مشابهة بل وأكثر تشدداً في حال استلم إدارة جديدة.. قد يقرر زيادة الدعم العسكري واللوجستي لإسرائيل وتكثيف الضغوط على أيران لإضعاف الدعم لمحور المقاومة. كذلك، من الممكن أن يسعى لإعادة فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الدول الداعمة لفلسطين ولبنان، المتمثلة بإيران والعراق واليمن بما يعزز عزلة هذه الدول ويزيد من ضغوطها الداخلية والخارجية.

ومن المرجح تأثير فوز ترامب على الحرب في فلسطين ولبنان سياسة ترامب المتشددة قد تعطي جيش الاحتلال الإسرائيلي ضوءاً أخضر لتكثيف العمليات العسكرية في قطاع غزة وجنوب لبنان، بحجة القضاء على ما يعتبره “تهديدات أمنية” من قبل الفصائل المقاومة. وقد يؤدي هذا الدعم الأمريكي المتزايد إلى توسيع دائرة الحرب، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك واستمرار الحرب على لبنان، حيث تعاني غزة من حصار خانق، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والصحية الحادة.
كما قد يعزز هذا الدعم من العمليات العسكرية ضد حزب الله في جنوب لبنان، ويزيد من احتمالات تصاعد النزاع إلى مواجهة إقليمية شاملة.

يبدو أن فوز ترامب بولاية جديدة قد يزيد الآثار السلبية على العراقيون، خاصةً إذا لم تتوقف الحرب في غزة وجنوب لبنان.
فالعراق يُعتبر جزءاً من المنطقة المتأثرة مباشرة بتصاعد الصراع في فلسطين ولبنان، وقد يتعرض لضغوط اقتصادية وسياسية في حال دعم محور المقاومة أو حتى التزامه الحياد. أيضاً، من المعروف أن ترامب قد عبّر صراحةً عن طموحاته تجاه ثروات العراق، وخاصة النفط، حيث صرّح في مناسبات سابقة أنه يرى في هذه الثروات حقاً لأمريكا نظير “التكاليف” التي تكبدتها في العراق.
هذا التوجه قد يعيد طرح مسألة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على موارد العراق، ويهدد بتفاقم التوترات السياسية والاقتصادية الداخلية في حال ضغطت الإدارة الأمريكية الجديدة باتجاهات تهدف إلى السيطرة أو الاستفادة من تلك الثروات.
و ان اتجاهات الموقف العراقي الرسمي، فإنه يعتمد على الحفاظ على توازن حساس في علاقاته مع الولايات المتحدة، وخصوصاً في إطار تجديد تفعيل وثيقة الإطار الاستراتيجي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، فإن الاستمرار في تفعيل هذه الوثيقة يعتمد على تجنب التوترات المتصاعدة وعدم السماح بانتهاك السيادة العراقية من قبل القوات الأمريكية، خصوصاً في ظل تقارير حول اختراق الأجواء العراقية من قبل الطائرات الأمريكية لمساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية.
هذا الوضع يضع الحكومة العراقية أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة، مع تجنب أن تكون أراضي العراق أو أجواؤه ممراً للهجمات ضد جيرانه.
ونرى كمراقبين ان فوز ترامب بولاية ثانية يحمل في طياته العديد من التداعيات التي قد تزيد من تأجيج النزاعات في المنطقة، مع خطر توسيع دائرة الصراع لتشمل العراق، إما من خلال التدخلات الخارجية أو الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تهدف إلى تحقيق مكاسب خاصة الا ما قد يكون ترامب رسم سياسة اقتصادية مناقضة لسياسة بايدن في إدارة الملفات الدولية والتي من أولوياتها تحقيق السلام في الشرق الأوسط كما أدعى ذلك ترامب خلال حملته الانتخابية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سحب الثقة من حكومة بارنييه: أي تداعيات للأزمة السياسية في فر


.. في باكستان.. حين تتحول الأنهار الجليدية إلى وحوش قاتلة




.. فرحة الأهالي في حماة بعد دخول المعارضة السورية


.. صحيفة التايمز: حمص هي المحطة الأخيرة لقوات المعارضة السورية




.. مراسل الجزيرة يرصد من ساحة العاصي في حماة الأجواء الاحتفالية