الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التطهير العراقي وسيلة لإستعادة الأهلية !
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2024 / 11 / 7
القضية الفلسطينية
لا شك في أن النازية بماهي تيار فكري سياسي ، شكلت عاملا وازنا في إطلاق سيرورة إنشاء دولة أوروبية استيطانية في المشرق العربي ، استدلالا بمعالم مستقاة من قراءة في التوراة ، هي واحدة من القراءات الممكنة ، التي لا تؤكدها المعطيات العلمية الأركيولوجية ( كمال صليبي ، فاضل الربيعي ) .لكن من المعلوم أن الحركات الاستعمارية و الاستيطانية الأوروبية لا تحترم القوانين والشرائع و الثقافات و الجغرافية ، نجم عنه أنها كانت على الدوام وراء حروب الإبادة ، حيث يمكننا القول مع شاعر المارتنيك ، إيميه سيزير ، أن " النازية " كانت سلوكا أتبعته الدولة القومية الأوروبية قبل الحرب العالمية الثانية و لا تزال تتبعه إلى الآن ، و هو يقضي بإزالة كل ما يعترض الاستيطان في المكان المرغوب ، ضمنا إبادة السكان الأصليين . بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، تسعى الدولة القومية الأوروبية دائما إلى " امتلاك السلطة و حرية الهدم " ، فويل لشعب يتمسك بأرضه و ثقافته ، أما إذا صار في نظر دولة أوروبية عدوا ، انتقلت هذه الأخيرة إلى الفعل و حاق به خطر الإبادة و الدمار ومُنع " السؤال " تحت حجة " ان فهم ما جرى يسقط مبررات العقاب المستوجَب عليه " . سأل بريمو ليفي عندما اقتيد إلى معسكر اوشفيتز : " ماذا فعلت أنا ؟ " فقالوا له " هنا لا توجد إجابة على لماذا " .
المتغير الرئيس الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية هو أن تحالفا أوروبيا شاملا تكون ضد ألمانيا ، ما لبث أن أنقسم إلى تحالف في أوروبا الشرقية تحت قيادة الإتحاد السوفياتي و آخر في أوروبا الغربية تزعمته الولايات المتحدة الأميركية . تجدر الملاحظة هنا إلى أن الفريقين توافقا على تأييد إقامة دولة إسرائيل ، لكن كانت لدى كل منهما ، من و جهة نظرنا ، مفهومية مختلفة لهذه الدولة ، لا سيما أنه ظهر سريعا أن هذه الأخيرة هي في جوهرها ، جزء لا يتجزأ من التحالف الغربي أو بتعبير أدق هي مولود شرعي له .
استنادا عليه نقول أننا حيال محاولات من أجل استكمال مشروع الدولة الاستيطانية الأوروبية ـ الغربية الصهيونية ، بين النيل و الفرات . تتصف هذا المحاولات بالعلامات التالية:
ـ تشارك فيها، الدول الأوروبية ـ الغربية ، في إطار جماعة عدوانية متوحشة، ضمنا ألمانيا و إسرائيل . فمن نافلة القول أن الفلسطينيين في قطاع غزة و الضفة الغربية و المقاومة في لبنان ، و الدولة الإيرانية لا يتصدون في الراهن للدولة الصهيونية و حسب و أنما لجماعة الدول الأوروبية ـ الغربية التي تعاودها كما صار معلوما ، بين الفينة و الفينة ،حمى النازية ، منذ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر !
ـ اللافت للانتباه هو انضمام الحركة الصهيونية اليهودية باسم اليهود ، إلى الصهيونية الأنكلو ـ ساكسونية ( الصهيونية البروتستانتية ) في هذا المشروع الاستيطاني ، ليس بالضرورة عن طريق تفويض اليهود أمرهم للحركة الصهيونية و لكن هذه الأخيرة وضعتهم في أغلب الأحيان أمام الأمر الواقع ( توريطهم في أعمال إرهابية قضية لافون في مصر سنة 1954ـ انفجار قنبلة في الكنيس الكبير في بغداد سنة 1951 ) استلابا لإرادتهم .
لا بد من القول في الختام أيضا ، أن اليهود الأوروبيين ، مثلوا على الأرجح ، بالنسبة لرواد الدولة القومية في أوروبا النقيض لمفهومية الدولة القومية و تجانس سكانها ، لا سيما أنهم كانوا منتشرين في أكثر البلدان الأوروبية . فليس مستبعدا أن تلقى عليهم المسؤولية عن الإخفاقات السياسية و العسكرية التي كانت تمنى بها الدولة ( قضية الضابط الفرنسي دريفيس سنة 1894 ) أو يتهموا بتسميم آبار المياه و التسبب بالإمراض السارية ( كبش المحرقة ) . أغلب الظن بهذا الصدد أن الصهيونية اليهودية و عرابيها في بريطانيا ، و ظفوا العداء لليهود في مختلف الدول الأوروبية الذي بلغ ذروة الشناعة ، بعد انتصار الثروة البلشفية في روسية ، من أجل رد الاعتبار و إعادة الأهلية و الحقوق إليهم عن طريق إقناعهم بالانضمام للمشروع الصهيوني ـ البريطاني الاستعماري الاستيطاني ، إسوة بالشعوب الأوروبية . و لكن لحسن الحظ أن اليهود لم ينساقوا جميعا وراء الحركة الصهيونية !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سحب الثقة من حكومة بارنييه: أي تداعيات للأزمة السياسية في فر
.. في باكستان.. حين تتحول الأنهار الجليدية إلى وحوش قاتلة
.. فرحة الأهالي في حماة بعد دخول المعارضة السورية
.. صحيفة التايمز: حمص هي المحطة الأخيرة لقوات المعارضة السورية
.. مراسل الجزيرة يرصد من ساحة العاصي في حماة الأجواء الاحتفالية