الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل الحرب النووية ممكنة ؟ - 11
مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)
2024 / 11 / 7
الارهاب, الحرب والسلام
إسرائيل والقنبلة النووية - ب -
إن حصول إسرائيل على 50 قاذفة قنابل خفيفة من طراز فانتوم زود الصهاينة بنظام نقل أسلحة نووية عالي الجودة. وهكذا احتلت مسألة الأسلحة النووية الإسرائيلية بالضرورة مكانا أساسيا في المفاوضات حول اتفاقية الفانتوم الشبح.
ولم يعد خافيا عن الاذهان الآن أن إدارة جونسون اتخذت قرار بيع 50 طائرة فانتوم لإسرائيل، وأن إدارة نيكسون صادقت على هذا القرار.
وأيضا من الجدير بالذكر أن معظم حكومات الدول العربية الكبرى إما وقعت على معاهدة عدم الانتشار النووي أو أعلنت عن نيتها القيام بذلك.
ومع ذلك، ظل الحكام العرب ينددون في الصالونات كلاميا باللسان – على سبيل اضعف اليمان بإسرائيل والتي أصبحت جزءا من المشهد اليومي في الشرق الأوسط.
وتوشي هاتان الحقيقتان إلى أن مسألة الأسلحة النووية الإسرائيلية تتم معالجتها على مستوى عال في السياسة والعلاقات الدوليتين.
كيف لا و قد بدا واضحا أن الأميركيين كانوا يأملون ضمان عدم امتلاك إسرائيل لسلاح نووي، وربما تواطؤا مع الروس لتحقيق نفس الهدف بخصوص العالم العربي.
و قد تلقت الحكومات العربية الكبرى تطمينات بهذا الشان.
ففي حالة صحة هذه الاستنتاجات ، وإذا كانت إسرائيل تبني قدراتها النووية بينما هي تتظاهر بممارسة ضبط النفس بما يرضي واشنطن، فمن الواضح أنها كانت دائما في وضع مريح بهذا الخصوص.
- وذلك أولاً ، لأن القوى العظمى، التي تستطيع وحدها أن توفر للعرب وسائل إنتاج اليورانيوم، تشجع الحفاظ على الوضع غير النووي لهذه الدول.
- وثانياً، لأن إسرائيل تتمتع بالقدرة التي يمكنها استخدامها إذا كانت قواتها الدفاعية التقليدية غير كافية،
- وأخيراً، فإن تخليها-ولو إلى حين- عن استخدام هذه القدرة النووية يمكن أن يصبح ورقة رابحة في كل مرة للحصول على تنازلات من موردي الأسلحة.
.
وكان من الممكن أن تكون الحجة حاسمة في المفاوضات بشأن بيع الفانتوم، كما يمكن أن تكون في مفاوضات أخرى
صحيح أن الملف النووي الإيراني يستحوذ على الاهتمام الدولي، لكن طهران ليست الوحيدة التي تطور برنامجا نوويا في المنطقة. من الخليج إلى مصر، تراهن عدة دول على طاقة نووية نظيفة. لكن هذه المشاريع تصطدم بالتبعية من حيث الخبرة والتكلفة العالية وعدم الاستقرار الإقليمي. ويمكن أن تؤدي إلى عسكرة المعرفة.
عملية شمشون**
.
كان هذا هو اسم الخطة العسكرية الأكثر سرية التي طورتها هيئة الأركان العامة الإسرائيلية كجزء من التحضير لحرب الأيام الستة (من 5 إلى 11 يونيو 1967). وتمثلت في تفجير قنبلة ذرية في مصر في حال كان النتيجة في غير صالح جيش الدفاع الإسرائيلي.
___________________
- ** هو اسم عمليات تحليلية قام بها بعض المحللين العسكريين لنظرية الردع الإسرائيلية الافتراضية المرتبطة بعمليات الانتقام واسعة النطاق بالأسلحة النووية، باعتبارها آخر الحلول، ضد الجماعات التي تشكل تهديداً عسكرياً على وجود الكيان الصهيوني. استخدم بعض المعلقين هذا المصطلح للإشارة إلى الحالات التي هددت فيها جهات غير إسرائيلية وغير نووية بالانتقام باستخدام الأسلحة التقليدية. ومن الأمثلة على ذلك ياسر عرفات وحزب الله.
اسم شمشون وردت عنه إشارة في الكتاب المقدس، حيث قام شمشون بدفع أعمدة معبد الإله الأشوري داجون الذي كان يعبده الفلسطينيين ما أدى إلى سقوط السقف فقتل نفسه مع آلاف الفلستيين الذين كانوا قد أسروه، وكان يصيح حينها «لتمت نفسي مع الفلسطينيين!» (سفر القضاة 16:30). وكان الموتى الذين أماتهم في موته، أكثر من الذين أماتهم في حياته.
وهناكى كتاب بعنوان خيار شمشون: الترسانة النووية الإسرائيلية والسياسة الخارجية الأمريكية هو كتاب صدر عام 1991 من تأليف سيمور هيرش. يعرض تفاصيل تاريخ برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي وتأثيراته على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية. يشير "خيار شمشون" في عنوان الكتاب إلى الاستراتيجية النووية التي بموجبها ستشن إسرائيل ضربة نووية انتقامية ضخمة إذا تم اجتياح الدولة نفسها، تمامًا كما قيل إن الشخصية التوراتية شمشون قد مزقت أعمدة معبد فلسطيني. فهدم السقف وقتل نفسه وألوف الفلسطينيين الذين تجمعوا لرؤيته مذلولا.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن هذه القضية ، لكن كتاب الأعمدة العسكرية في الصحافة الإسرائيلية كانوا يعرفون بالفعل تفاصيلها وعمومياتها منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين،
دون التمكن من الكشف عنها بسبب الرقابة العسكرية التي تحظر الكشف عن أسرار الدولة. وخاصة تلك المتعلقة بالإمكانات النووية لبلادهم
بدأ كل شيء في مايو 1967، عندما أصبحت الحرب حتمية بين إسرائيل وثلاث دول عربية متحدة في قيادة عسكرية مشتركة، مصر وسوريا والأردن. وعلى عكس ما يُزعم في كثير من الأحيان، فإن رئيس وزراء حزب العمل في ذلك الوقت، ليفي أشكول- Levi Eshkol ، وأعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر والجيش المحيط بهم لم يرغبوا في هذا الصراع. وكانوا يخشون أن يتحول الأمر إلى كارثة عسكرية قد تؤدي إلى اختفاء "الوطن القومي اليهودي".
وكان الهدف هو إقناع مصر.
ولهذا السبب أمر ليفي اشكول- Levi Eshkol-، الذي قدمه الجميع على أنه متردد بينما هو لم يكن كذلك-، الجيش بالاستعداد لاستخدام السلاح النهائي. في ذلك الوقت، لم يكن لدى الدولة اليهودية سوى قنبلتين من النوع A. وبما أنها لم تكن مصغرة، فلا يمكن تركيبها على قاذفة قنابل مقاتلة أو تكييفها مع رأس حربي صاروخي.
لذلك خططت عملية شمشون أن يقوم الكوماندوز-العناصر المختارة بنقل أحد هذه الأجهزة، التي تسمى "أكافيش"- Acavish - (العنكبوت)، على متن طائرتين هليكوبتر فرنسية الصنع من طراز سوبر فريلون- Super Frelon والتي تم تجهيز تساهال- Tsahal- بها بعد ذلك.
وأنهم سيضعونها على قمة في صحراء سيناء تقع على بعد اثني عشر كيلومترا من قاعدة عسكرية مصرية. لقد كانت مهمة انتحارية، حيث كان من المفترض أن يقوم الجنود بتفجير القنبلة يدوياً – دون إمكانية الفرار – بمجرد تلقيهم الأمر من رئيس الوزراء الاسرائيلي شخصيا.
لقد وضع ليفي إشكول والجنرالات القلائل المطلعون على السر عدة شروط لإثارة الاضطرابات النووية.
أولاً، كان لا بد أن تتحول الحرب إلى ما يلحق الضرر بإسرائيل بشكل واضح. ثم يبدأ الجيش المصري بغزو البلاد وتصل أرتال دباباته إلى القرب من أشدود، وهي مدينة ساحلية تبعد خمسة وعشرين كيلومترًا عن تل أبيب.
.
ومع ذلك، أرادت الخطة تجنب التسبب في وقوع إصابات، حتى لو كان الغبار المشع الذي تحمله الرياح سيتراكم بلا شك في البلدات المصرية وحتى تلك الموجودة في جنوب إسرائيل. وفي الواقع، كان المقصود من الانفجار إقناع مصر لإجبارها على وقف تقدمها العسكري والتفاوض على وقف إطلاق النار.
يوتم طرح نفس السيناريو مرة أخرى خلال حرب يوم الغفران
وبعد مرور خمسين عاماً، تم كشف أن حرب الأيام الستة حدثت بشكل مختلف. ولكن في أكتوبر 1973، عندما شنت مصر وسوريا حرب يوم الغفران لاستعادة سيناء ومرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل قبل ست سنوات، تم اختراق خطوط الجيش الإسرائيلي إلى حد كبير. مذعورًا ومكتئبًا، طلب موشيه ديان، وزير الدفاع وبطل حرب الأيام الستة، من رئيسة الوزراء غولدا مئير تنفيذ نسخة محدثة من عملية شمشون، والتي تضمنت تحميل القنابل على القاذفات المقاتلة.
.
لكن مسار الامور انقلب لصالح الدولة اليهودية، وتم التخلي مرة أخرى عن فكرة الضربة النووية.
خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، كان يرأس مركز أبحاث وتطوير الأسلحة التابع للجيش الإسرائيلي إسحق يعقوب - Itzkak Yaakov- ، الملقب بـ "ياتزا - Yatza "، وهو ضابط كبير وجد نفسه في قلب الإعداد لعملية شمشون. في نهاية حياته، كتب هذا العميد السابق مذكراته، وفي هذه المخطوطة الموزعة على عدد قليل من الأصدقاء تم العثور على معلومات تتعلق بالخطط النووية السرية لإسرائيل.
تم اعتقاله في عام 2001 ووجهت إليه تهمة "التجسس المشدد" و"نشر معلومات سرية في الخارج"، وحُكم على إسحق يعقوب أخيرًا بالسجن لمدة عامين بتهمة "حيازة وثائق سرية". توفي عام 2013 عن عمر يناهز 87 عامًا، معلنًا أنه "لم يخن" بلاده أبدًا.
________________ يتبع_________________
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سحب الثقة من حكومة بارنييه: أي تداعيات للأزمة السياسية في فر
.. في باكستان.. حين تتحول الأنهار الجليدية إلى وحوش قاتلة
.. فرحة الأهالي في حماة بعد دخول المعارضة السورية
.. صحيفة التايمز: حمص هي المحطة الأخيرة لقوات المعارضة السورية
.. مراسل الجزيرة يرصد من ساحة العاصي في حماة الأجواء الاحتفالية