الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموعة قصائد: تجليات في مرآة الغياب

خالد خليل

2024 / 11 / 7
الادب والفن


في الوادي السحيق فوق الجبل

حينما أقف على حافة الليل

في وادٍ سحيق لا نهاية له،

ولا حدود، ولا طريق.
صخورٌ تهمسُ بحكايات منسية،

عن أرواح ابتلعتها الرياح،

وصار صوتها صدًى يسكنُ الصمتَ.
وحين أرفع بصري،

أرى الجبلَ جاثمًا كفارسٍ قديم،

عتيق الحكمة، يحمل في قلبه أسرارَ الأزل،

لا ينحني للعواصف ولا للأقمار،

كأنه رُسِي بيدِ إلهٍ نسيته الأكوان.
أريد أن أصرخ،
أن أخترق حواجزَ الصمت،

لكن لا صوت، سوى صوت السكون

يتسرب إلى روحي كخيوطٍ من شفق غريب،

يقيدني ويحررني،

يرسمني كنجمٍ يهيم في فلكٍ لا يُرى.
في الوادي أو فوق الجبل،

لا فرق.

كلاهما مرايا لعينيَّ الغائبتين،

كلاهما مسرح لأسطورة لم تكتب،

وقصة بلا حروف ولا خيال.
في لحظة الصمت المهيب

أرى نفسي تمتدُّ كظلٍّ بارد،

تتحد الأرضُ والسماء،

ويذوب الجبل في الوادي،

فلا أعلم إن كنتُ أنا من يرى،

أم أن الكون يرى من خلالي


بقايا أحلام

ايا قلبا تاه في مسافات البين،

كطائر اضاع موطنه بين الغيمات،

يرفرف بلا جناحين،
يلهث خلف اصداء اصوات

لم يكتب لها ان تسمع.
نحن كأوراق شجر في مهب الريح،

تسقط بغير ميعاد،

وتبعثرنا الطرقات على جنبات الحياة،

كل ورقة حاملة خريطة من الامل والندم،

كل نبضة تحاكي غيابا يسكننا،

لكننا نبتسم، كأن في الابتسامة عزاءنا الوحيد.
ما نحن الا ظل في لوحة لم تكتمل،

الوانها رمادية واطيافها باهتة،

نحاول ان نترك بصمة على قماش الزمن،

لكنه يمحو خطوطنا، كأننا لم نكن،

كأن لحظاتنا ليست سوى ذبذبات في حلم قديم.
يا غريبا يمشي في دروب بلا نهاية،

تأمل الصمت حولك،

تأمل تلك الحجارة التي تحفظ اسرار الطريق،

هي من كانت شاهدة على كل الذين مروا،

كل الذين احبوا وابتعدوا،

وكل الذين حملوا اوجاعهم على اكتاف الليل،

ورحلوا دون ان يودعهم احد.
ايتها الاحلام المتناثرة كحبات الرمل،

لم تعبرين الذاكرة كغيمة صماء،

تتركين خلفك عطشا سرمديا؟

يا تلك الوجوه التي تغيب وتغيب،

تطل في مرآة مكسورة

لتسأل: من اكون؟
وهناك، خلف نوافذ الروح،

شمس تنتظر غروبها دون اكتراث،

ودمعة حبلى باحزان الكون،

تستعد للانفجار في صمت

كصرخة بلا صدى.
يا لهو الحياة بنا،

نحن ابطال مسرحية عبثية،

نرقص فوق خيوط الوهم

وتصفق لنا الرياح.
نحن بقايا احلام، نتقاطع ونتلاشى،

نترك وراءنا اثار اقدام في الرمال،

لكنها تمحى عند اول زخة مطر.


غصن المطر

أنتَ الحنينُ المنسيُّ على شاطئٍ بعيد،

صورةٌ ضبابيّةٌ في مرآةِ الذاكرة،

تأتي مع الريحِ كزَفراتِ شجرٍ مغترب،

كأنفاسِ الأرضِ حين تُمسكُ يدَ الغيمِ برفق.
أنتَ النداءُ الهادئُ في صَخبِ القُرى،

خطى الضوءِ الهارب من عيونِ المساء،

طائرٌ أضاعَ مسارَهُ،

ولكنَّهُ يعودُ كلَّ عامٍ إلى نافذةٍ مُشَرَّعةٍ

كأنَّ الدروبَ تُحدِّثُهُ بلغةِ أجنحتهِ.
أنتَ الغصنُ الذي لَم ينكسرْ

رغم ريحٍ عاتيةٍ لم تتوقف،

الجرحُ الذي ينبتُ زهورًا على جسدِ الصّخر،

أنتَ خيوطُ الضوءِ حين تتكسرُ

لتكشفَ عن شظايا السَّرابِ.
أنتَ قصصُ الغيمِ حين تُلهمُ الأرضَ

أن تخلعَ ثوبَ الجفافِ وتلبسَ المطر،

كلُّ ما يبتعدُ ويعود،

كلُّ ما يموتُ وينبض،

أنتَ الحكايةُ التي تُعيدُ للأفقِ وجعَهُ الجميل.
فيكَ يمتدُّ الشوقُ كحديقةٍ سرّية،

أوراقها تتناثرُ في سماءِ المساء،

تحملها الريحُ بعيدًا،

فتعودُ زاهيةً بألوانٍ لم تُرسمْ من قبل،

أنتَ الوترُ المُرتعشُ في يدِ شاعرٍ قديم،

يحملُ اللحنَ في صدرِه كسرٍّ دفين.
كأنَّك المسافةُ بين الغيابِ والحضور،

والمسافةُ بين الصمتِ والكلمات،

تهبُ الأحلامَ للعيونِ المُتعبة،

وتُسكِنُ القلوبَ كأنَّها الوطن.


غصن المطر

أنتَ الحنينُ المنسيُّ على شاطئٍ بعيد،

صورةٌ ضبابيّةٌ في مرآةِ الذاكرة،

تأتي مع الريحِ كزَفراتِ شجرٍ مغترب،

كأنفاسِ الأرضِ حين تُمسكُ يدَ الغيمِ برفق.
أنتَ النداءُ الهادئُ في صَخبِ القُرى،

خطى الضوءِ الهارب من عيونِ المساء،

طائرٌ أضاعَ مسارَهُ،

ولكنَّهُ يعودُ كلَّ عامٍ إلى نافذةٍ مُشَرَّعةٍ

كأنَّ الدروبَ تُحدِّثُهُ بلغةِ أجنحتهِ.
أنتَ الغصنُ الذي لَم ينكسرْ

رغم ريحٍ عاتيةٍ لم تتوقف،

الجرحُ الذي ينبتُ زهورًا على جسدِ الصّخر،

أنتَ خيوطُ الضوءِ حين تتكسرُ

لتكشفَ عن شظايا السَّرابِ.
أنتَ قصصُ الغيمِ حين تُلهمُ الأرضَ

أن تخلعَ ثوبَ الجفافِ وتلبسَ المطر،

كلُّ ما يبتعدُ ويعود،

كلُّ ما يموتُ وينبض،

أنتَ الحكايةُ التي تُعيدُ للأفقِ وجعَهُ الجميل.
فيكَ يمتدُّ الشوقُ كحديقةٍ سرّية،

أوراقها تتناثرُ في سماءِ المساء،

تحملها الريحُ بعيدًا،

فتعودُ زاهيةً بألوانٍ لم تُرسمْ من قبل،

أنتَ الوترُ المُرتعشُ في يدِ شاعرٍ قديم،

يحملُ اللحنَ في صدرِه كسرٍّ دفين.
كأنَّك المسافةُ بين الغيابِ والحضور،

والمسافةُ بين الصمتِ والكلمات،

تهبُ الأحلامَ للعيونِ المُتعبة،

وتُسكِنُ القلوبَ كأنَّها الوطن.



 أنا حي

تقول إني قد صعبت عليك

وأن الصبر انفلت من بين يديك

كحلمٍ كنت تنسجه من غبار،

وها أنت تتركه على عتبات الريح.
أنا،

موتي لم يكن سوى لعبة صغيرة،

جئتُ إليها دون موعد،

مررتُ بها كعابر،

وعدتُ بأشلائي المتناثرة على صفيح الحياة،

لأسمع نبضات غائرة

ترددني في قلبك…
هل تشعر بي؟

أم أنني مجرد ظل عالق

في زوايا ذكرياتك الراحلة؟
أنا حي،

أعيش في التلاشي،

أتنفس في الفراغ،

أبقى حينما تظن أنني رحلت،

وأرحل حينما تظن أنني عدت.

أنت لم تفهمني،

لست سوى فوضى خالدة،

شظايا من ليل طويل

ونبضات غريبة تسبح في اللاشيء.
يا سكينتي القلقة،

يا خفقان عمري المسلوب،

أنت من ظنّ أن الوجع يقتل،

لكنني،

كالعشب الذي ينهض من بين الشقوق،

كالحزن الذي يبتسم بسخريةٍ

حينما يظنه الجميع قد انتهى.
أتعرفني الآن؟

أنا الفجر الغائب،

الجرح الصامت الذي يزهر في المساء،

صرخة مبحوحة تعشق أنينها،

بكاء بلا دموع،
حكاية بلا نهاية.
يا أنت،

دع كل شيء يهيم في سديم السؤال،

دعني حيًّا،

نصف حياةٍ،

نصف حلمٍ،

وليتردد فيك الصدى:

هل أنا حي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم الحريفة 2 يحصد 11 مليون جنيه خلال يومي عرض بالسينمات


.. احتفاء كبير بصناع السينما المصرية وبفيلم البحث عن منفذ لخروج




.. أون سيت - لقاء خاص مع الفنان عمر السعيد | الجمعة 6 ديسمبر 20


.. تجمع لعرض ثقافات وفنون الدول في العاصمة واشنطن | أميركا هذا




.. أون سيت - فيلم Moana 2 يتصدر إيرادات الافلام الاجنبية في مصر