الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن خلدون (1332 – 1406)أب علم الاجتماع السياسي

محمد زاهد

2006 / 12 / 31
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تقديم وترجمة: محمد زاهد
خصصت مجلة "Manière de voir" في عددها الأخير (أبريل – ماي)، ملفا لموضوع « Le Maghreb colonial »، تضمن العديد من الدراسات والمقالات المتعلقة بموضوع الملف المذكور لكتاب ومحللين من مثل: كاتب ياسين، يفيس فلورين، بيير بولونجير، يفيس لاكوست... علاوة على أسماء أخرى ساهمت بعدة كتابات تهم مختلف المجالات ذات الارتباط بموضوع الاستعمار والمغرب الكبير الكولونيالي.
ومن جملة المواد التي حملها العدد المذكور من نفس المجلة، عدة بورتريهات لشخصيات كبيرة أثث الفضاء المغاربي عبر إسهاماتها وآثارها والبصمات التي تركتها واضحة، مثل شخصية الأمير عبد القادر الجزائري (1808 – 1883)، وشخصية محمد عبد الكريم الخطابي (1882 – 1963)... علاوة على شخصية العلامة ابن خلدون (1332 – 1406) الذي يحتفل بذكرى مرور (600) سنة على رحيله بالعديد من الدول، كما هو الشأن مثلا لإقامة معرض خاص به بمدينة إشبيلية (إسبانيا) وإقامة حلقات دراسية حول تراثه.
وتكريما لروح الفقيد العلامة ابن خلدون كأحد عظماء الفكر الإنساني الذين أنجبتهم بلاد المغرب، ارتأينا ترجمة هذا النص الخاص به والمنشور بمجلة « Manière de voir »
ولد أبو زيد عبد الرحمان، المعروف بابن خلدون، بتونس في 27 ماي 1332 وسط عائلة من أصل أندلسي. مؤرخ وفيلسوف، تابع دراسته في العديد من المدارس بمختلف مدن المغرب الكبير، وتقلد عدة مناصب سياسية بجانب سلاطين تونس وفاس، ثم بجانب عاهل غرناطة (الأندلس). وإزاء طرحه لأفكار حديثة وجديدة، سينفى إلى مصر حيث عمل هناك كقاضي (موثق)، قبل أن توافيه المنية بالقاهرة في 19 مارس 1406.
لقد كان من شأن الحركية التي تميز بها خلال مراحل حياته، أن استطاع ابن خلدون دراسة الأندلس، المغرب الكبير والمشرق. كما لاحظ من خلال ذلك بروز السلطة السياسية ومدى مجابهتها وصمودها لمدة تاريخية. في هذا الإطار عزز نظريته حول دوران الحضارات والتي أكد من خلالها أن الفرد ليس هو من يصنع التاريخ، بقدر ما يصنعه المجتمع.
لقد توضح من هذا الاعتبار، أهمية مؤسس علم الاجتماع السياسي، وكذا طريقته ومنهجيته في تحليل الظواهر الاجتماعية والسياسية، وهي المنهجية التي ظهرت إلى الوجود بكثير من القرون على ظهور الفكر الأوربي في نهاية العصور الوسطى. لكن، ورغم ذلك، فنجد الآن أن هناك في محيط وأوساط العالم العربي والإسلامي، من يتنكر لهذه الأعمال ولصنعة المؤلف ويتجاهلها.
في المقدمة ( خطابات حول التاريخ الكوني)، مدخل كتابه الأعظم كتاب العبر (تاريخ العرب، العجم والبربر) الذي عرض فيه ابن خلدون مفهوم التاريخ الدائري، نجد أنه يعتبر بأن " حياة الإمبراطوريات والدول مثل حياة الإنسان (...) " تنمو وتعيش في سن النضج، قبل أن تبدأ في الانحطاط والزوال.
(...) وبصفة عامة، فزمن حياة [الإمبراطوريات] (...) لا يتجاوز ثلاثة أجيال [120 سنة تقريبا] ".
في جميع مؤلفاته وأعماله، خط ابن خلدون نظاما عقلانيا والذي أوجب على كل ممارس لمهنة التاريخ أن يلتزم وينضبط له: امتحان وتفحص (تحقق) الأشياء، بحث وتقصي في القضايا التي تستنتج، معرفة (دراية) عميقة بأسلوب ونمط الأحداث الماضية. وبمنطق قسوته وشدته، فالنظام النظري وضع من طرف ابن خلدون في اعتناء خلال كل عهد وفي كل وضعية تاريخية. لسبب ذلك، لم يتذكر المغرب وانشغل بكتابة " التاريخ الكوني".
وبجانب ذلك، يمكن أن نعتبر بأن ابن خلدون من أوائل منظري الاقتصاد الحديث. فقد سجل بأن قيمة المنتوج تتحدد بجودة العمل الضروري أثناء إنتاجه. كما سجل عدم وجود علاقة بين العوامل الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية والديمغرافية. لهذا كله، نجد أن المؤرخ البريطاني الكبير أرلوند توينبي يقول في حق العلامة ابن خلدون: " لقد ابتكر وضاع فلسفة التاريخ التي هي، بدون شك، بمثابة عمل كبير جدا لم يسبق لأي عقل إنتاجها في أي وقت وفي أي مكان ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام