الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصد الرؤوس ولعنة التيوس

فيليب عطية

2006 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لم اكن ادري ان الامريكان علي تلك الدرجة من الجرأة ليذبحوا خروف العيد في اول ايام العيد ،لكنهم فعلوها واعتلي صدام المشنقة مع اخيه غير الشقيق واحد قضاته لتنتهي قصة من اعجب قصص التاريخ لمغامر اراد ان يكون بطلا ولو بقطع الرقاب في عالم يعرف جيدا انه غابة يسود فيها قانون الغاب ،وماذا يفعل التيس مع الضباع والنموروالاسد الهصور.تصور صدام انه سيهزم الفرس فأذلوه ،واراد ان يعوض بالكويت وهو لايعلم ان الكويت محمية امريكية الي ان ينتهي بترولها وتنضب ثرواتها ،وهكذا دفع الرجل ثمن غبائه ،ودعونا من لطم الخدود ومذبحة الاخدود للشيعة او الاكراد فهذه من السفاسف التي لاتجعل اليانكي يعبر البحار ويمارس هواية الجزار. وبنفس المنظور لم يكن اجتياح افغانستان انتقاما لواقعة البرج الشهيرة بل كان وضعا لليد علي قلب آسيا ولايمكن للمرء ان يفصل تلك الاحداث عما جري للاتحاد السوفيتي المأسوف علي شبابه وما جري ويجري في الجمهوريات السوفيتية السابقة المحروسة .هذا هو المنظور الوحيد الذي يفسر لنا كيف امكن للجاني ان يظل مطلق السراح حتي الآن ليس فقط امام جهاز مخابرات يبعث اسمه الرعب في القلوب وهو السي آى ايه بل امام كل اجهزة المخابرات الاوربية ،اي استخفاف بالعقول هذا الاستخفاف ؟! وهناك ما هو اكثر ان يظهر احد اعوانه بين الحين والحين وهو يرتدي الجلباب المكوي واللاسة المنشاة ،ولاينسي بالطبع الوقوف امام المكتبة العامرة كرمز للتبحر في العلوم (وربما للفنون والقرون)ليبشرنا ان الفرج قريب والسذاجة مفتاح الفرج
وقاموس الفكاهة لاينتهي ، اما بالنسبة لفكاهة الفكاهات فقد جاءت من الصومال وعلي يد دولة عريقة في الفقر والمجاعات ،ومن كان يراهن ان اثيوبيا بجيشها الواهن ستتمكن خلال بضعة ايام من طرد ما يسمي بالمحاكم التي ملأت الدنيا صخبا وضجيجا باحكامها وشريعتها وغباء افرادها الذين يلوذون الآن بالكهوف ،وربما يحتفلون بالعيد بقرن خروف
بقي من سلة الفكاهة شيئين :ايران التي لم تتعلم من درس صدام شيئا ،فكما لوح المرحوم بالصاروخ القاهر الظافر تلوح هي بالقنبلة الذرية ،وسواء اكانت تملك بالفعل تلك القنبلة الظرطية او لاتملك فهذا لن يغير من الامر شيئا ،ولن تستغرق في يد الامبريالية العالمية (ولااقول الامريكية او الاوربية)باكثر مما استغرقه صدام ،وكل المؤشرات تشير ان العد التنازلي لايران قد بدأ ولن يتوقف الا اذا اعلنت ايران قبولها لكل الشروط الامريكية
اما الشئ الآخر فنضعه في سلة الفكاهة وهو في الحقيقة مأساة :انه غفلة الشعوب التي تتصور ان تلك المغامرات والحكومات التي تتستر بالدين يمكن ان تقدم حلا لمشاكلها وهمومها ،وهي لاتدري ان الدين خرج من قاموس السياسة العالمية منذ قرون ،وعلي من يريد ان يفعل شيئا ان يفهم اولا لغة العلم والاقتصاد ،وفن السياسة والحروب ،وكلها تجاوزت مرحلة ابجد هوز حطي كلمن









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال