الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعي حركة التحرر الوطني العربية

مازن كم الماز

2024 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


السؤال عن استمرار او بقاء حركة التحرر الوطني العربية آكثر من منطقي بعد ما شاهدناه في الأسابيع الأخيرة من مشاهد و أحداث و ما سمعناه مما كان أقرب للمستحيل قبل عدة سنوات فقط ، ليس فقط مشاهد رقص قوميين و يساريين سابقين على وقع قنابل نتنياهو بل على ما نسمعه و نراه من انتظار هؤلاء للدبابات الاسرائيلية لتحررهم من حزب الله و النظام الايراني … سمعنا مؤخرا" من يطالب بتحرير فلسطين لا من إسرائيل بل من ما يسمى اليوم بمحور الممانعة أو المقاومة و سمعنا قادة ميلشيات يطالبون بإنقاذ الدولة من سطوة ميليشيات منافسة و سمعنا عملاء صريحين لدول أجنبية ينتقدون عمالة خصومهم لدول منافسة و سمعنا من يطالب بأقصى الواقعية تجاه العدوان و المجازر الاسرائيلية و هو من ساهم بسوق شعبه في طريق حرب بلا نهاية و بلا غاية و بلا أي تأنيب ضمير ، و جرى في كل هذا الصخب التركيز على إيران أو النظام الايراني تحديدًا و هذا كلام محق بلا شك من جانب لكن تخصيص النظام الايراني وحده ليس فيه الكثير من السذاجة السياسية و حسب بل الكثير من عدم الأمانة المقصودة تمامًا فالنظام التركي مثلًا تدخل في سوريا و ليبيا و اذربيجان الخ انطلاقًا من مصلحته الخاصة و كان ذلك على حساب دماء السوريين و غيرهم و ساهم حيث حل بتحطيم النسيج الاجتماعي و استزلم و سلح مقاتلين و عملاء محليين و استجلب مرتزقة لقتل سوريين و غيرهم و لنهب بلادهم و ثرواتها عندما كان ذلك ضروريًا و ممكنًا لتحقيق أهدافه و يصح ذلك أيضًا على كل الأنظمة التي تدخلت بالشأن السوري و دفعت باتجاه عسكرة الصراع السوري السوري على أسس مناطقية و طائفية و هي الأسباب التي يسوقها هؤلاء لدعم نتنياهو ضد النظام الايراني … أمًا بالنسبة للحديث عن تحرير فلسطين من محور المقاومة لا من إسرائيل فيترجم مثل هذا الكلام على الوضع السوري أنه إذا كانت المعارضة السورية قد قامرت و تقامر بمصير السوريين و تتاجر بآلامهم و أحلامهم في سبيل مصالحها الخاصة و إذا كانت تبيعهم الأوهام و إذا كانت تعمل لحساب قوى و دول إقليمية أو دولية كما يتهم حزب الله اليوم ، يصبح المقصود عندها بتحرير سوريا هو تحريرها من تلك المعارضة لا من النظام السوري … لكن من يبشرنا بالسلام و الازدهار و الحرية بمجرد قضاء نتنياهو على حزب الله و من ينتقد حزب الله و حماس و النظام الايراني على الخراب و الموت في غزة و لبنان له تاريخ غير مبشر من الإنجازات في مجتمعه بالذات ، فهؤلاء قد تركوا وراءهم مجتمعات مدمرة إنسانيًا و اجتماعيًا و اقتصاديًا و كانوا مساهمين فاعلين في إطلاق و استمرار حروب مدمرة طائفية أطاحت بمجتمعاتهم و تسببت لها بخراب معمم … بعيدًا عن هؤلاء يصعب القول أن الحق الكامل هو في صف حزب الله و النظام الايراني ، لقد انحشرت شعوب المنطقة وسط صراعات جيوسياسية تكاد تكون حرب الجميع ضد الجميع ، تكالب كل الأنظمة ضد كل الأنظمة و تكالبها على الشعوب ، حروب جيوسياسية تستخدم فيها أوجاع شعوب المنطقة بلا أي وازع أو تردد ضد الخصوم … كلمة أخيرة و هي كلمة وفاء لرجل كرس فكره و حياته لحركة التحرر الوطني العربية و تستثمر اليوم تضحيته في نعي تلك الحركة و الانقلاب عليها أقصد مهدي عامل ، يجري ذلك طبعًا من دون العودة إلى كلمة مما كتبه الشهيد لأن ما كتبه لا يتناسب اليوم مع ما هو سائد و لا مع ثقافة القوى المهيمنة و لا تلك التي تحاول مغازلتها … ليست حركة التحرر الوطني العربية في أفضل أحوالها اليوم و إذا استثنينا حماس و حزب الله و دائرة ضيقة من اليساريين و الإسلاميين لا يوجد اليوم من يتحدث عن حركة تحرر وطني عربية ، دخل الجميع تقريبًا في الزمن الاسرائيلي و أصبح التنافس اليوم على كسب ود سيد الشرق الأوسط الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستقبل الجولاني في سوريا.. ما إمكانية رفع اسمه من قوائم الإر


.. الجزيرة ترصد تأمين قوات المعارضة السورية معبر يابوس الحدودي




.. بشار الأسد في روسيا التي كان يزورها باستمرار وحيث يعيش نجله


.. وزير الخارجية الأيراني: الأسد -لم يطلب أبدا- مساعدة طهران ضد




.. الدبلوماسي السابق مسعود معلوف: إسرائيل هي الشريك الإقليمي ال