الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبابكم...عنصر الحياة

عبد السلام الزغيبي

2024 / 11 / 12
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


استيقظ الشارع اليوناني الأسبوع الماضي على خبر نقل العشرات من الطلاب والطالبات إلى المستشفى، في حالة غيبوبة،بعد حفل ساهر في حانة، ودقت اجراس الخطر ونقلت الصحف والقنوات الخبر، تدخلت السلطات المحلية للتحقيق في ملابسات الحادث.
ما اتابعه بشكل يومي من خلال تجوالي في شوارع وميادين واسواق المدينة، وما لاحظته ان عدد كبير من الطلبة والطالبات صغار السن، بعد انتهاء اليوم الدراسي، يتوجهون مباشرة على شكل جماعات إلى المولات والكافتريات،لقضاء أوقاتهم. في غياب تام لأولياء الأمور المشغولين بالعمل.
الملاحظ انتشار تعاطي السجائر العادية والالكترونية، وتناول الوجبات السريعة، ومشروبات القوة،والموضة الجديدة، تعاطي الاركيلة التي انتقلت من كافتيريات الاجانب،الى الكافتيرات اليونانية، إلى جانب السماح بتعاطي المشروبات الكحولية وتقديمها، للقاصرين في الحانات بشكل غير قانوني.
وكان آخر هذه التجاوزات هو الحادث الذي وقع مع الطلاب القاصرين الذين سكروا في حانة بشارع فولياجمينيس، مما أدى إلى نقل العشرات من الشباب إلى المستشفى، في حالة غيبوبة.
هذا لا يقتصر على طلاب وطالبات اولاد وبنات اليونانيين،بل امتد إلى مجموعات من أبناء الجيل الثاني من المغتربين مع الاسف.
لاتقتصر هذه الظاهرة على المجتمع اليوناني، وهذا لا يختلف كثيرا عما يحدث في بلادنا العربية،حيث تنتشر المخدرات وحبوب الهلوسة وغيرها، بقوة في المجتمعات العربية، بحسب الاحصائيات،والارقام الصادمة، وهو أمر خطير لما لها من آثار سيئة نفسية واقتصادية على الفرد والمجتمع. وهو أمر لا يخفى على أحد سواء المختصين أو المراقبين.
مسؤولية مكافحة تعاطي المخدرات لا تقع على عاتق جهة دون أخرى، بل لا بد من الترتيب لمشاريع وطنية ودولية كبرى تشارك فيها كافة جهات الاختصاص والمؤسسات الأمنية والتربوية والصحية، وأن لا تستهدف ببرامجها فئة دون أخرى ولا بد من توجيه رسالتها لكافة فئات المجتمع للحد من تلك الظاهرة التي أرقت الجميع سواء الآباء والأمهات أو المسؤولين أنفسهم.
المطلوب قيام الجهات الحكومية بتوفير البدائل خاصة لشريحة الشباب من خلال تنشيط المراكز الشبابية والحركة الكشفية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني.
يجب ان نشدد على أهمية مكافحة آفة السموم ليس فقط في الجانب الأمني والعلاجي، بل أصبح من المهم أيضا التركيز على الجانب التوعوي، باعتباره يمثل الوقاية المبكرة من الوقوع في براثن هذه الآفة المدمرة.
يؤلمني ما آل اليه مصير هؤلاء الشباب،لا يجدون مبددا طاقاتهم الجسدية الا في اللجوء الى اللهو والمخدر، ولا يعثرون على متنفس لقواهم العقلية الا في ضياع الوقت.
هنا يأتي دور المجتمع،والاسرة،والمدرسة،والنوادي الرياضية. لانقاذ الشباب الذين هم مصدر إنطلاقة الأمة وبناء الحضارات وصناعة الآمال وعز الأوطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا السبب.. أميركا تعلن بقاء قواتها في سوريا | #أميركا_اليو


.. مشاهد جوية تُظهر نسف الاحتلال لمنازل في مخيم جباليا




.. خيارات جديدة تضمن ملاحقته.. هذه سيناريوهات محاكمة بشار الأسد


.. مصدر في -النقل- السورية يتوقع عودة مطار دمشق الدولي للعمل ال




.. هياكل سفن حربية سورية متفحّمة في ميناء اللاذقية بعد ضربات إس