الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فوزية ، حكاية من حكايات التحدي و الاصرار
نورهان علي حجي
2024 / 11 / 12حقوق الانسان
فوزية.. حكاية من حكايات التحدي والإصرار
لم تكن الصغيرة "فوزية"، تتوقع بأنها ستكون المسؤولة عن أخوتها وهي في ربيع عمرها ولكن شاء القدر ان تكون هي المعيلة الوحيدة لعائلتها بعد ان فقدت والديها عام 2014، اثناء إجتياح عناصر داعش لقضاء سنجار وارتكاب أبشع الجرائم بحق الايزيديين.
تم إلقاء القبض على عائلتها التي كانت تسكن قرية "الوردية"، غرب سنجار وتم نقلهم إلى تلعفر وتواجه مصيرها المظلم في لحظة من اللحظات.. ظلم، بيع، شراء، رق، عبيد هذه المصطلحات دخلت حياتها وهي طفلة صغيرة فرقوها عن والديها.
بعد ان قضت "فوزية" أربعة أعوام وهي تتنقل بين تلعفر والموصل وسورية أخيراً تحررت وسكنت في إحدى الخيم العشوائية في ناحية خانكي التابعة لمحافظة دهوك مع شقيقيها وهي تعمل مع إحدى المنظمات الإنسانية لإعانة عائلتها وبنفس الوقت تشارك في المحافل المحلية والدولية من أجل التعريف بما حصل للنساء الايزيديات من جرائم.
عزيمة وإصرار
تقول "فوزية"، التي تبلغ من العمر 19 ربيعاً، لم أستسلم يومًا رغم كل ما تعرضت إليه من تعذيب اثناء وقوعي بيد عناصر داعش وكان عمري تسعة سنوات فقط، لقد قاموا ببيعي أكثر من مرة وأنا بعيدة عن عائلتي ولا أعرف عنهم شيئاً.
وتضيف، لقد كانوا يعملونني معاملة قاسية وتعرضت للضرب مرارا وتكرارا ورغم ذلك تحملت وها أنا اليوم أناضل من أجل نيل الحقوق المسلوبة لأهلي وصديقاتي اللواتي مازلن في الأسر ينتظرن من يتحرك لإنقاذهن.
تؤكد الاحصاءات بأن أكثر من 6000 إيزيدي تم اختطافهم عام 2014، ومازال مصير الاف منهم مجهول خصوصًا النساء اللواتي تعرضن للبيع في أسواق الرق والعبيد.
أحلام بريئة
تحلم "فوزية" بأن تعيش حياتها مثل أي شابة أخرى وهي في مقتبل عمرها بسعادة وهناء لا أن تتحمل مسؤولية فوق طاقتها وهي التي عانت الكثير وكانت تتوقع بأن هناك من سوف يهتم بها ويرعاها لكنها وجدت نفسها وحيدة باستثناء البعض من الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبها وشجعوها.
تعيل اليوم "فوزية" عائلتها وهي المسؤولة عنهم، تعمل وتناضل بعد ذاقت من الحياة الكثير ووجدت نفسها مكان الأم والأب داخل خيمتها الباردة في الشتاء والحارقة في الصيف.
شاركت "فوزية"، بتاريخ 1-8-2024، في العاصمة العراقية بغداد بمؤتمر إحياء الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديين في مبنى البرلمان العراقي مع وفد من الناشطين والناشطات وبرلمانيين وكان لها حضور مميز.
تقول "فوزية"، بعد كل ما حصل لي وصلت إلى كبار المسؤولين في الدولة العراقية وطالبت بحقوق أهلي وهذا محل فخر وأنا سعيدة لأنني لم أستسلم وأنا اليوم أدافع عن قضية شعبي في هولندا وهذا ليس بالأمر السهل إذ لم تكن لدينا الإرادة والعزيمة.
رسالة عنوانها التحدي
توجه "فوزية" رسالة لكل شابة ذاقت العذاب في سجون داعش بأن تنهض وتدافع عن حقوقها، الحقوق لا تمنح بل تسترد وهذا ما نسعى إلى تحقيقه وما عملنا هذا ومشاركاتنا الا لهذا الغرض.
كونوا أقوياء ولا تسمحوا للآخرين بالنيل منكم لأن مخططهم سوف ينجح عندما نستسلم أمامهم، حياتنا هو التحدي ونحن لها.
يذكر ان البرلمان العراقي اقر قانون الناجيات وتم التصويت عليه عام 2021، ونشره في جريدة الوقائع الرسمية وهو يوفر مزايا وامتيازات للناجيات والناجين من قبضة عناصر داعش.
تم إنتاج هذه المادة بالتعاون مع جمعية التحرير للتنمية TAD
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -سجن إيفين-.. حقائق عن معقل التعذيب في إيران
.. ماذا عن موقع الأقليات في مستقبل سوريا؟
.. تونس: المفوضية الأوروبية تعتزم وضع شروط صارمة لاحترام حقوق ا
.. أدوات التعذيب في سجون الأسد
.. رئيس إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع: لن نعفو عن المتورطي