الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية هي مفتاح الحل

نوار قسومة

2024 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية تبدو المنطقة العربية على موعد مع تغيرات كبيرة والقراءة الواقعية لتطورات الأحداث تقودنا لاستنتاج أن الأدوار الإقليمية ستتغير والسعودية ستلعب الدور المحوري في المرحلة القادمة مع أفول تيارات الإسلام السياسي وتراجع تدريجي للدور القطري وانحسار للدور الإيراني.
لقد أثبتت نتائج مغامرة حماس المتهورة في السابع من أكتوبر والدمار الذي أعقبها في غزة ولبنان بعد النظر في السياسة العاقلة التي اتبعتها السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين في الفترة الأولى من حكم ترامب. وشهدنا فيها انفتاحاُ كاملاُ من الإمارات والبحرين على إسرائيل أما السعودية وبحكم مكانتها العربية والإسلامية ففضلت الانفتاح المشروط والحذر وربطت منذ البداية إقامة أي علاقات مع إسرائيل بإيجاد حل نهائي يضمن للفلسطينيين إقامة دولة لهم. على أي حال تعثرت مبادرة الرئيس ترامب بسبب خسارته وقدوم إدارة الرئيس بايدن الديموقراطية وما تخللها من أحداث كارثية.
لكن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض ووعوده بوقف الحرب في غزة ولبنان عاد الأمل في إحياء مبادرة السلام المجمدة. وهنا يأتي أهمية تكرار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم أمس في القمة العربية والإسلامية غير العادية التي انعقدت في الرياض أن بلاده متمسكة بالسلام مقابل حلٍ عادلٍ يضمن إعلان دولة فلسطينية. وتأكيده على تمسك بلاده بهذا الأمر يحمل رسالة مباشرة للرئيس المنتخب ترامب ولإسرائيل بأن السعودية لا زالت ملتزمة برعاية لعملية سلام شامل في المنطقة وأن الكرة الآن في ملعب الإدارة الأميركية وإسرائيل.
القمة العربية الإسلامية غير العادية يوم أمس أتت في فترة صعبة تمر بها منطقة الشرق الأوسط وبعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات الأميركية. وإن كان من المستبعد أن تحمل حلولاً سحرية نتيجة للفترة الانتقالية الحالية في واشنطن فإنها تحمل في طياتها بكل تأكيد إعلان مبادئ مهم للمرحلة القادمة تكون السعودية فيها المحرك الرئيسي ويقف خلفها كتلة عربية وإسلامية هائلة غاضبة من استمرار العنف الإسرائيلي في غزة ولبنان.
السعودية بما تمتلكه من ثقل اقتصادي وسياسي وعلاقتها المتميزة مع إدارة ترامب تمسك الآن بالمفتاح الرئيسي لاستقرار دائم في الشرق الأوسط. فهي ومعها دول الخليج السوق الأكبر في المنطقة مع إمكانات هائلة للاستثمار وشعوب فتية. أما إسرائيل فهي بكل تأكيد الدولة الأكثر تقدماً تكنولوجياً، ولكنها الأكثر انعزالاً. وإذا قررت الأخيرة الخروج من عزلتها فإنه من الممكن إيجاد صيغة للعيش والتعايش بينها وبين دول المنطقة ضمن إطار يضمن المنفعة لكل الأطراف بدل من الدخول في حروب تدميرية لن تجلب سوى المزيد من الدمار والحقد والدم.
أميركا أيضاً بحاجة للدول العربية والإسلامية وهي تدخل في مواجهة وحرب اقتصادية قادمة مع الصين. وإذا شعرت السعودية ودول الخليج في خيبة الأمل من الدور الأميركي في الضغط على إسرائيل في إيجاد حل متوازن ودائم سيكون المستفيد هو العملاق الصيني الذي سيمضي قدماً في تعزيز دوره في المنطقة على حساب النفوذ الأميركي.
على إسرائيل وأميركا التقاط الرسالة السعودية وأخذها بمحمل الجد. لا يمكن لإسرائيل الاستمرار بالوجود في المنطقة دون الانفتاح على جيرانها. الأسلحة المتقدمة ستضمن لها وجوداً مؤقتاً يستمر مع استمرار تدفق السلاح المتطور ويتوقف إذا توقف هذا الإمداد بعد سنة أو ربما سبعين سنة. إذا كانت إسرائيل راغبة فعلاً في حل للصراع والانفتاح الاقتصادي على جيرانها والاستقرار الدائم فإن عليها تقديم ثمن في المقابل. لا يمكن لطرف أن يربح كل شيء ويخسر الطرف الآخر كل شيء لأن ذلك سيعيدنا إلى نقطة الصفر ومسلسل طويل آخر من العنف. الأطراف كلها منهكة وأي حل دائم يجب أن يضمن الربح "المنطقي" لكل الأطراف. هذا ما يجب أن تفهمه إسرائيل ومعها الرئيس ترامب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد | صدمة شاب من غزة عقب استشهاد أحد أقربائه بقصف إسرائيلي


.. الجزيرة ترصد انسحاب قوات روسية من مناطق متعددة في سوريا




.. عاجل | نائب قائد اللواء المسؤول عن مطار دمشق للجزيرة: بشار ا


.. الجزيرة تكشف تفاصيل الساعات الأخيرة لهروب الرئيس المخلوع بشا




.. الجيش اللبناني يعيد فتح الطرق والبحث عن الألغام في الخيام جن