الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو وترامب؛ الرجل وظلُّ ذيله

علاء اللامي

2024 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو نتنياهو، لمن ينظر إليه من الخارج، عنيدا ومتماسكا وصاحب إنجازات عسكرية حاسمة وغير مستعد لتقديم أي تنازلات. هذا في المظهر الخارجي أو على السطح البادي للعيان والذي يخفي وراءه نقيضه. أما في الجوهر وبقراءة الأرقام والوقائع في الميدان فهو شخص مخادع لا ينقصه الذكاء (ذكاء المسكنة والمراوغة) ولذلك فهو يدرك إنه محاصر بفضائحه وخيباته وعلى وشك الانهيار والحل الوحيد لديه هو الهروب إلى الأمام وتلقي الضربات. وهذا هو بالمناسبة شعار دونالد ترامب كما يخبرنا بوب وودورد في كتابه "الحرب"؛ "تلقيت ضربات ولكني أتقدم... لا يوجد من هو أقسى مني أنا تحت المساءلة (القضائية) ولكني اتصرف كما لو أنني فزت بالسباق اللعين".
كيف ذلك؟ لقد امتنع نتنياهو عن التوقيع على اتفاقية لوقف إطلاق النار مع المقاومة في غزة رغم أن جنوده كانوا ينزفون بغزارة وأسراه يعانون الأمرين من قصفه الجوي والمدفعي لسبب وحيد هو أن يلبى طلب أو أوامر ترامب بعدم تقديم هدية انتخابية للديموقراطيين أي لبادين ثم لبديلته هاريس. وحتى بعد أن فاز ترامب، استمر نتنياهو في عناده، ورفض أن يمنح للعجوز البائس بايدن هدية نهاية الخدمة رغم كل ما قدمه له من أسلحة وحماية دبلوماسية وأموال... نتنياهو يبدو الآن وكأنه مستعد تماما لتقديم كل شيء بعد عشرين كانون الثاني، موعد استلام ترامب للحكم، وهو يحسب الزمن بالساعات لا بالأيام بسبب حجم الخسائر البشرية. إنه يعلم جيدا أن مستقبله السياسي مضمون فشعبيته في المجتمع الاستيطاني المريض بالفاشية والتطرف التوراتي الداعشي في تصاعد أو انها في الأقل مستقرة، ولكنه مع ذلك لا يريد النزول من بغلته إلا بسوط من يد ترامب نفسه!
ولن يفعلها ترامب فهو ليس أقل صهيونية من بايدن بل وأكثر منه بسبب أن المتطرفين الصهاينة كصهره الصهيوني المتطرف جاريد كوشنر زوج ابنته إيفانكا وآخرين يحيطون به صباح مساء، إضافة إلى ما يتمتع به هو شخصيا من سذاجة معهودة لدى ابن الطبقة الوسطى الأميركية ضيق الأفق تصل إلى حدود الخَبل الممزوج بذكاء التاجر اللئيم ملتقط الفرص والسادي الذي يستمتع بتعذيب ضحاياه وهو يبتسم!
*هذا التشابه بين طباع الرجلين، ترامب ونتنياهو، قد يترتب عليه انجذاب وتوحد لا اختلاف وتعادي ولكن نرجسية كليهما الشديدة تجعل كلا منهما يدور حول محور ذاته، مع فارق صغير هو أن نتنياهو جبان مع إنه مقامر وليس مغامرا ولكن على حساب غيره وعلى هذا يمكن لنا أن نتوقع اتفاقا واقترابا بينهما في بداية عهد ترامب ثم اختلافا شديدا قد يؤدي إلى اختفاء أو انسحاب أحدهما من المشهد.
نعود إلى الميدان وحيثيات القتال وإلى الجبهة الشمالية اللبنانية أولا ففي خط القرى الأول أي قرى الحافة الحدودية وخط القرى الثاني يكتفي جيش الاحتلال بشن غارات يسمونها "مناورات" وهي ليست مناورات (المناورات في العلم العسكري هي تحركات عسكرية تدريبية تحاكي الواقع) بل هي غارات وهجمات سريعة في الواقع وليست تحاكي الواقع، تنتهي بالتدمير وتفجير القرى وقتل السكان المدنيين والتقاط الصور ثم الانسحاب الأشبه بالفرار من الميدان!
الهدف الجديد المضحك لجيش الاحتلال كما عبر عنه الرجل عديم الهيئة كاتس وزير الدفاع الجديد هو نزع سلاح المقاومة وإبعادها هي وسلاحها شمال الليطاني والبعض في الإعلام الصهيوني اعتبر ما قاله كاتس مجرد مزحة سمجة وباردة كثيرا إذ كيف يمكن لجيش فشل في الحفاظ على موطئ قدم او بناء رأس جسر في قرى الخط الأول المحاذي لحافة الحدود أن ينجح في السيطرة على خط القرى الثاني بعده؟
المعركة مستمرة على شكل غارات يقوم بها مهاجمون جبناء يدمرون القرى ويقتلون القرويين اللبنانيين ودفاع نشط ونصب كمائن من المسافة صفر لرجال المقاومة. الوقائع التي رأيناها بالأمس ونراها اليوم هي التي ستحسم توجهات ترامب وذيله الصهيوني نتنياهو.. وحتى يوم 20 من كانون الثاني ستكون مهمة المقاومة تكريس هذه المعادلة: فشل إسرائيلي على الأرض وخيبة سياسية أميركية. وهذا يعني اقترابا حثيثا من النصر الكبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة ماكرون إلى بريطانيا... استقبال ملكي وقمة حول الدفاع وا


.. 8 شهداء وفقد نحو 40 في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم الشاطئ




.. يديعوت أحرونوت: ترمب مارس ضغوطا قوية على نتنياهو خلال لقائهم


.. محكمة أسترالية تصدر أدلة على تورط طاهية الفطر السام




.. كليفلاند كلينيك أبوظبي ينجح بزراعة رئة باستخدام الجراحة الرو