الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عبدالنبي القيم يتحدى عبدالحسين زرين كوب وينتقد كتابه “قرنان من السكوت”
جابر احمد
2024 / 11 / 17قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قامت الدولة الإيرانية، أو ما يسمى بدولة “الأمة”، التي تأسست بعد فشل الثورة الدستورية واعتلاء رضا شاه لسدة الحكم، على مجموعة من المبادئ، منها على سبيل المثال لا الحصر: تفوق العرق الآري، تعظيم وتفخيم الماضي القديم لإيران، ومعاداة العرب والإسلام باعتبارهما السبب الأصلي لتقهقر وتخلف إيران.
ونحن هنا لسنا بصدد إبطال هذه المبادئ، لأن ما قام به الدكتور القيم من نقد علمي لكتاب “زرين كوب” يكشف لنا زيف هذه الادعاءات ويفند تلك المبادئ من جذورها.
جاء على الصفحة الخلفية لغلاف الكتاب:
أن عبدالحسين زرين كوب وُلد في مرحلة كانت فيها الأيديولوجية القومية الرومانسية الخطاب السائد آنذاك في إيران، حيث تزامنت تلك الفترة مع ظهور الأفكار العنصرية النازية أو ما يُسمى “بالقومية الجرمانية” أو “بان جرمانيزم”، التي تروج لتفوق العرق الآري، والتي وجد من تأثر بها وروج لها في إيران، وذلك بعد تولي رضا شاه البهلوي السلطة بدعم من بريطانيا، التي كانت آنذاك صاحبة القرار في إيران.
يضيف المؤلف أن زرين كوب نشأ وترعرع في مثل هذه الأجواء. لذلك عندما طلبت هيئة تحرير مجلة “مهرجان” من زرين كوب الشاب أن يرسم لها ملامح عن “الماضي الأدبي لإيران”، بدلًا من أن يكتب عن الماضي الأدبي لإيران، انكفأ على كتابة تاريخ القرنين الأولين للهجرة. ولكونه يفتقر إلى إمكانية تقديم عرض علمي وأكاديمي لتاريخ تلك الحقبة، اعتمد على ما قاله صاحب فرضية تفوق العرق الآري والأب الروحي للنازية “جوبينو” عن سكوت اللغة الفارسية بعد اعتناق الفرس الإسلام. أما من الناحية التاريخية، فقد اعتمد زرين كوب على ما دونه “السير جون مالكوم” عن القرنين الأولين من الهجرة.
يرى الدكتور القيم أن زرين كوب لم يكن مؤرخًا، بل كان أديبًا؛ لذلك فإن ما كتبه ليس أسلوبًا تحليليًا علميًا لكتابة التاريخ بالمعنى الصحيح، بل كان أسلوبًا سرديًا بصيغ قصصية من أجل إثارة الحماسة وتهييج العاطفة.
ويضيف الدكتور القيم قائلًا:
لقد كان زرين كوب يدرك تمامًا أن ما كتبه ليس تاريخًا، ولهذا السبب أطلق على كتابه اسم “ملاحظات”، ولم يجرؤ على تسميته تاريخًا. بل اكتفى بأن يطلق عليها “ملاحظات” تعبّر عن ضميره وعواطفه من وراء زجاج معتم أو ملون بوثائق ومصادر غير دقيقة وبعيدة عن الموضوعية والتوثيق.
ويرى الأستاذ القيم أن هذه هي المشكلة المحورية والجوهرية لدى زرين كوب، فالتاريخ لا يكتب “من نافذة الضمير والعواطف”، بل يجب أن يُروى من نافذة الوثائق والمصادر والمراجع الموثوقة.
لذلك فإن ما كتبه زرين كوب يفتقد إلى المصداقية ويتعارض تعارضًا كليًا مع ما جاء في أمهات الكتب والمصادر التاريخية.
كتاب الدكتور القيم يحمل اسم “قرنان من السكوت، خرافة أم حقيقة” ويشتمل على ثمانية فصول.
• الفصل الأول يتحدث عن حياة زرين كوب وحيثيات تأليف الكتاب والانتقادات الواردة عليه.
• الفصل الثاني يبرهن فيه القيم أن كتاب زرين كوب لا يحمل مواصفات ومعايير كتابة التاريخ.
• الفصل الثالث يتحدث عن أسلوب زرين كوب في كتابة التاريخ، حيث يروي أن العصبية والنزعة القومية الفارسية لازمت زرين كوب حتى مماته. يتميز الكتاب بأمرين: الأول احتقار وازدراء، أو بالأحرى سب وشتم العرب، والثاني إثارة الحقد وبث الكراهية تجاه العرب.
• الفصل الرابع خصصه القيم لتعرية زرين كوب وإثبات تزويره واختلاقه وقلب الحقائق وعدم الأمانة في الاستشهادات وحتى في الترجمة من العربية إلى الفارسية.
• الفصل الخامس عن بني أمية، والفصل السادس عن بني العباس، حيث يحلل ويفند روايات زرين كوب عن العهدين.
• الفصل السابع خصصه القيم لآراء زرين كوب عن الشعوبية وابن المقفع وبشار بن برد وماني ومزدك، وفند روايات زرين كوب عن هؤلاء.
• الفصل الثامن يتناول فرضية قرنين من السكوت ويدحضها بالوثائق والمصادر، وحتى من خلال ما قاله زرين كوب في هذا الكتاب أو الكتب التي كتبها بعد ذلك.
ويعتبر كتاب “قرنان من السكوت” من أهم الكتب التي يستند إليها دعاة العرق الآري ومعاداة العرب في إيران، ولم يتم نقد هذا الكتاب بصورة كاملة وشاملة منذ صدوره إلى اليوم، حتى جاء الأستاذ القيم ليبطل ما جاء فيه من مغالطات عبر المصادر والأدلة التاريخية الموثقة.
نتمنى للدكتور القيم النجاح والتوفيق في مسيرته العلمية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آليات للجيش الإسرائيلي تجرف البنية التحتية في مناطق بالضفة ا
.. بعد عام ونصف.. الجيش السوداني يفك الحصار عن مقر القيادة العا
.. الجزيرة ترصد حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في مدينة رفح جنوب
.. نحو تحسن في أزمة الغاز المنزلي في تونس ومخاوف من تكرار للأزم
.. ...بعد تقرير إعلامي، وزير الداخلية الفرنسي يفتح تحقيقا بشأن