الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل حل سلمي عادل يستجيب لمطالب شعب فلسطين في إقامة دولته الحرة المستقلة

تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)

2024 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


— ألواح سومرية معاصرة
في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نوفمبر تشرين الثاني أجدني بين ظواهر تخص مشعلي الحرائق ومن يصب الزيت بنيران الحروب والدفع باتجاه تكريس خطاب الكراهية والعداء والتمهيد لمزيد من تصاعد سطوة قوى اليمين بل الفاشية الجديدة بقصد إدامة الكوارث المتوالدة ونمط الاحتلال الاستيطاني بوقت يبقى التمسك بإرادة السلام وفرضه بقدرات متاحة دوليا إقليميا وبالاستناد لنضال شعب الجبارين الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه وحريته ودولته المستقلة هو البديل والحل الذي يُنهي دوامة تصيب العالم بكل ما يدفع نحو الدمار والخراب ونحو تمكين العار الأخلاقي الذي يتأتى من الانزلاق وراء انفعالية تولد أخرى وبلا منتهى! فلنتضامن جميعا مع الحل السلمي الذي رسمته مبادرات السلام العادل والشامل عربيا أمميا ولنكسر شوكة الحروب وكوارثها ودوامات نزيفها المستمر..
***

كل التضامن مع شعب فلسطين ومع حقه بتقرير مصيره في إطار شرق أوسط تحيا شعوبه بكل تنوعاتها بسلام وأمن وأمان



خضع شعب فلسطين للاحتلال البريطاني، وعانى من مشكلات خطيرة في قمع ثوراته وانتفاضاته مثلما عانى من الإهمال والحرمان من حقه بتقرير المصير في دولة حرة مستقلة حتى بعد انتهاء الاستعمار البريطاني ورحيل قواته.. ومع قرار الجمعية العامة ذي الرقم 181 لسنة 1947 الذي اعتمد التقسيم لم تظهر الدولة الفلسطينية بل وجدنا مئات آلاف الفلسطينيين يجري تشريدهم وطردهم غب الحرب العربية الإسرائيلية ما كانت الأمم المتحدة سجلته في قرارات عديدة تخص حق العودة للاجئين وهو ما لم يجد من ينفذه حتى يومنا ولكن ما تجدر مهمة التذكير به أنّ يوم النكبة التراجيدي الحزين للفلسطينيين ليس هو الأسوأ في التاريخ الفلسطيني الذي شهد ويشهد مزيدا من الكوارث والنكبات ليس أقلها ما يجري يوميا بحق هذا الشعب المبتلى بجراحات نازفة بلا توقف!

فلقد دارت حروب متعاقبة كلها كانت مآس كارثية دفعت بملايين الفلسطينيين إلى الشتات مثلما أوقعت من تشبث بالأرض تحت نير استعمار استيطاني لم يوفر جريمة إلا وارتكبها من كل أنماط جرائم ضد الإنسانية مرورا بجرائم العدوان والحرب وحتى جرائم الإبادة الجماعية التي شملت اليوم ملايين مضافة أخرى من الضحايا البشرية..

إن نضالات الشعب الفلسطيني خيضت بظروف معقدة محليا دوليا ولكنها وظّفت مختلف الأدوات المشروعة في القانون الدولي وما يتعلق بالكفاح ضد الاحتلال.. إلا أن تعقيد مسار الصراع وأزماته بقي يحتضن دعماً استراتيجيا لإسرائيل التي سوّقت باستمرار لمبرراتها فيما ارتكبته وترتكبه يومياً من جرائم بمقابل ضعف أدوات الضحية بأغلب الأحيان. ومع ذلم فالعالم المتحضر لم يقر للوحشية الهمجية ارتكابها جرائم وإشعالها الحروب لمجرد توظيفها ما يستدر العواطف الإنسانية على قضايا مضت وانتهت منذ ما يقارب القرن..

فلقد كان الوعي الأممي بمعاناة شعب فلسطين سببا قويا لاعتماد مناسبات ومنصات ومشروعات مصاغة بقرارات عديدة تؤكد دعم المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لفلسطين وشعبها بحق تقرير المصير وإقامة دولته الحرة المستقلة وكان من بين تلك القرارات قرار 23-40 ب، لاعتماد يوم 29 نوفمبر تشرين الثاني يوماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني وكان اختيار هذا اليوم لأنّه يصادف يوم اعتماد قرار التقسيم المعروف.

وإذا كانت الأمم المتحدة تنهض بأنشطة تسلط الضوء على تهجير نصف الشعب بحرب الـ48 وبقاء أكثر من ست ملايين لاجئ بلا ضوء يشير للعودة؛ فإن قوى الحرية في المنطقة والعالم مطالبة اليوم بتفعيل تضامنها بخطوات ملموسة في الظرف العالمي الراهن بجانب كشف بل فضح سياسات التضليل التي يمارسها اليمين الإسرائيلي في مخاطبة العالم بخاصة الدول ذات الأثر في القرار الأممي وفي التأثير على أزمة الشرق الأوسط الأولى والأساس..

إن قرار رفع علم فلسطين وتحديدا في المقر الأممي قد جاء في ضوء تضحيات جسيمة وتلك التضحيات تتضخم اليوم على أرض حيث يجري محو البشر والشجر والحجر في غزة بعبثية دموية، تزعم محاربة قوة إرهابية لم تظهر من دون ذات الأحابيل والأباطيل التي يسوقونها..

والمطلوب اليوم ليس التمسك برمز شعب فلسطين من علم وغيره ولا الاكتفاء بمنصب المراقب بل المطلوب تحويل الاعتراف الرسمي لأغلبية دول العالم بفلسطين دولةً ليصير واقع حال دولة حرة مستقلة ذات سيادة تحمي الشعب من جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر مثلما تحميه من ظواهر التطرف وقوى الإرهاب وكل من يوفر أسباب إشعال الحرائق وإيقاع مزيد مآسٍ كارثية بحق الشعب..

إن الشعب الفلسطيني اليوم ليس بحاجة لمن يصف أوضاعه حتى بالقول إنها “كارثة إنسانية” لأنَّ الأقوال تمر كما الصدى وتتلاشى بلا أثر فيما الجراحات الفاغرة تتطلب أفعالاً تظهر نتائجها على الأرض ميدانيا عمليا وفعليا حيث تأمين السلم والأمن للملايين المستضعفة من الأبرياء المدنيين وبخلافه فإن العار يبقى علامة بجبين المجتمع الدولي وقواه الناظمة والحاكمة الوحيدة القادرة على حسم الموقف وتلبية مطالب إنسانية وجودية قبل أن يكون فات أوان التحدث عن الحلول المتاحة والمتحدث عنها منذ عقود وعقود بلا من يفرض تنفيذ القرارات حتى بحدودها الدنيا كما القرارات 242 و338 وتلك الخجولة التي تحدثت عن حرب غزة وكأنها تترجى المعتدي والمعتدي يوغل أكثر وأفظع بلا آذان كما الأفاعي تلتهم وتلتهم ولكنها لا تسمع صرخات من تلتهمه..

إن مشروعات الحلول السلمية واضحة وموثَّقة سواء بالمبادرة العربية للسلام أم بالقرارات الأممية آنفة الذكر أم في سجل التضحيات الجسام مما دفع ثمنه غاليا، من دماء الأبناء، دفعه الشعب الفلسطيني ليؤكد تمسكه بحقه في العيش الحر الكريم مثلما كل شعوب الأرض ودولها..

واليوم يؤشر التضامن مع الشعب الفلسطيني هويته وطابعه السلمي وتمسكه بالبدائل والحلول السلمية كونها الممر الأنجع والوحيد نحو نيل المطالب وهو ما لن يتحقق من دون تضامن فعلي يقوم على اتخاذ وسائل أممية كافية لفرض الحل وتحقيق استقلال فلسطين من دون التنكر لفروض الواقع الدولي الراهن والواقع الموجود على الأرض..

إن الاستعداد ليوم 29 نوفمبر وأنشطة التضامن بروحها السلمي سيصد قوى التطرف والتشدد وينهي أية فرصة لإرهابها ليلج نحو الحل الحازم والحاسم بإعلان دولة فلسطين حرة مستقلة بلا أي مجال لمزيد أضاليل وأباطيل ودجل خرافات من أي طرف كان..

كل التضامن مع شعب فلسطين ونضاله وصموده بوجه الوحشية والفاشية وبوجه كل الجرائم المدانة التي سيأتي يوم محاسبة مرتكبيها أمام الجنائية الدولية وعلى وفق القوانين الدولية وهي جرائم لا تنتهي بالتقادم مثلما لن تحقق أوهام من يسوق لدجل الخرافة وما تستهدفه..

سنحتفل قريبا ليس بيوم التضامن حسب بل بيوم الانعتاق والتحرر وسيادة الاستقرار والسلام والعيش بأمن وأمان يستحقه الشعب الفلسطيني بالعدل والمساواة مثلما شعوب الأرض جميعاً..



اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني 29 نوفمبر تشرين الثاني



المقال في موقعي الفرعي بالحوار المتمدن



فلتعلو أصوات السلام بديلا لكل الانفعالات ربما الغاضبة تلك التي لا تعبر إلا عن ردود فعل متطرفة وحتى تلك الفاشية ووحشيتها بينما تتطلع البشرية لفرض إرادة التعايش السلمي طريقا للبديل النوعي للاستقرار وألمن والأمان ورائع خطى السلام فضاء للإنسان والأنسنة وللانعتاق والتحرر بخلاف أضاليل وأباطيل لا تملك حتى مصداقية التعبير ولا يقابلها سوى توتر متطرف إرهابي فتتوالد الكوارث بلا منتهى لكن الأمل بثقة وطيدة هو انتصار قوى السلام والحرية والتعايش بظلال حل دائم مشروع وعادل يكفل لكل إنسان وشعب حقه في الحياة ولا يغفل مقاضاة كل أشكال الجريمة من أي طرف و-أو جهة كانت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهدنة مقدمة تمنح فرص التفكر واختيار طريق السلام
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي ( 2024 / 11 / 19 - 11:41 )
بالضبط العنف وكل مساراته لا يوفر سوى فرض منطق الفوضوية ووحشية الأداء وهمجية الفعل بوصفه مجرد انفعال أو رد فعل على دوامة عشوائية للعنف ومنطقه الأهوج.. ما تحتاجه شعوب المنطقة جميعا هو وقف استخدام السلاح (وقف إطلاق النار) وإعلان (هدنة) ستمنح فرص التفكر والتدبر بعقلانية وموضوعية تنظر ببصيرة لا بما تراه العين حينها سيأتي دور الحكمة حيث سداد الرأي وقدرته على درء الاندفاعات والتوترات وأشكال الاحتقان والتفجر غضبا أهوج بدءا باستخدام الشتائم وانجرارا لخطاب تبادل الاتهامات وليس انتهاء بل مثل هكذا خطاب لا نهاية له سوى توالد منطق الثأر والانتقام وبشاعات ارتكاب الجرائم المبررة بذرائع رخيصة لا تحترم الإنسان وكرامته..
وحين يكون السلام بين مختلف شعوب المنطقة تكون مسيرة نوعية جديدة لإقرار كامل الحقوق المشروعة للوجود البشري متعدد الانتماءات القومية والدينية بلا استثناء أو إقصاء وسيكون هنا العربي وغير العربي والمسلم والمسيحي واليهودي وأي من أتباع ديانات أخرى بل والملحد بحوار يستثمر التعايش السلمي ويفضي لخيارات العيش الحر الكريم للإنسان بلا تمييز قد يتأتى من أي
سبب وسيحياالجميع بلا منطق أقليات وما تعنيه


2 - التركيز على جوهر مسمى لا يعني إلغاء الآخر
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي ( 2024 / 11 / 19 - 11:51 )
وعليه لابد من التذكير بأن عدم المرور على (كل) الأسماء والعناوين في قضية لا يعني استبعاد طرف أو آخر ولا يعني إهماله أو الخشية من ذكره مثلما المعالجة في أعلاه فهي تركز على ذكر الشعب الفلسطيني كونه من بين شعوب الكوكب التي لم تحصل على دولة واستقلال ومجمل الحقوق في الحياة الحرة الكريمة وأول ذلك حق تقرير المصير بسبب من طبيعة من يحكم الآخر وما قاد إليه من نزعات عدوانية وعدم التعايش لمخططات بعيدة يرى فيها إقامة مشروع الوهم القائم على الخرافة ولكن طبعا التي تُفرض بالقهر ومنطق العنف الأهوج فيما المنطق يقوم على تعايش بين اليهودي والمسلم والمسيحي مثلما قرون التعايش وعقوده عندما كانت الحياة تقوم على احترام التعددية والتنوع وحق الآخر في العيش الحر الكريم وعلى كبح المتطرف المتشدد ومنعه من اختراق نهج التعايش والسلم الأهلي بخطاب القانون والثقافة المجتمعية الأسمى للتعايش.. سينتصر السلام ومنطقه ونهجه وستندحر خطابات التحريض والكراهية والانتقام والثأر وتتعايش شعوب المنطقة بلا حاجة لتبادل الاتهامات بل بمنطق التعاون للبناء والتنمية واستراتيجيا خدمة الإنسان
وجوديا وأؤكد على حق كل شعوب المنطقة بالعيش بلا قهر

اخر الافلام

.. كوريا الشمالية تحث جنودها المقاتلين مع روسيا على الانتحار تف


.. الذكاء الاصطناعي: تهديد لصناعة رسوم -المانغا- اليابانية؟




.. ما رد الجزائر على تصريحات وزير العدل الفرنسي؟


.. الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون يكلف نواف سلام بتشكيل حكوم




.. لهذا السبب.. إيران تستعرض أسلحتها الفتاكة قبل مفاوضات بشأن ا