الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية وثيقة -التصور المستقبلي للعرب الفلسطينيين في اسرائيل-

عوزي بورشطاين

2007 / 1 / 1
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لقد كتب رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل، المهندس شوقي خطيب، في مقدمة الوثيقة: "ان هدف العرب الفلسطينيين في اسرائيل هو خلق تعريف هوية شخصية تشمل كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والتربوية والثقافية والاجتماعية"، وفعلا تشمل الوثيقة كل تلك المجالات وتقدم اقتراحا هاما ومفصلا في كل واحد من تلك المجالات.
اولا وقبل كل شيء، تبدو لي اهمية الاشخاص الذين عملوا على صياغة الوثيقة الشاملة فقد عمل 37 من رجال ونساء، من شخصيات عامة واكاديميين ورؤساء سلطات محلية ومحاضرين ورؤساء اقسام في الجامعات وغيرهم، في صياغتها وعندما نطلع على لائحة الاسماء المحترمة تلك، نصل الى النتيجة الواضحة وهي: على الرغم من التمييز العنصري القومي، والتحريض حتى في الجامعات والاجحاف والظلم في الحصول على العلم والتمييز في قبول وظائف ملائمة وما شابه، فلقد قام اطار حي وفعال ونشيط ومحترم من الفلسطينيين في اسرائيل، من ذوي التعليم العالي الاكاديمي، والقادرين من خلال التعاون والتفاهم والتنسيق المتبادل، على نشر مثل هذه الوثيقة الهامة والتي لا شك تساعد وستساعد الفلسطينيين في اسرائيل في نضالهم العادل.
لقد كانت ازمنة اخرى، وفي اعقاب وجود الحكم العسكري المضطهِد والقامع، والتمييز الصعب، ناضل فيها فقط الحزب الشيوعي الاسرائيلي الصادق والجريء والشجاع ضد الظلم قسوة والحكم ومن اجل الغاء كل التمييز العنصري، بما في ذلك في مجال التربية والتعليم، وبصدق وأمانة اشير الى ذلك في احد فصول الوثيقة وكذلك في كتاب: "عرب جيدون"، من تأليف هيلل كوهين، الصادر في عام 2006 والمخصص كله لاوضاع الفلسطينيين قبل قيام الدولة، جرى التأكيد بشكل خاص وشامل على دور الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وهكذا ايضا بعد قيام الدولة، وانا ابرز هذا، لأنه يجب ابراز وبرضى تام، ان الذين عملوا على صياغة وتحضير الوثيقة هم من عدة اتجاهات وآراء سياسية وفكرية مختلفة ومتنوعة، ولكنهم من اجل النضال العادل لحقوق الفلسطينيين في اسرائيل، وجدوا لغة مشتركة واقتراحات واستنتاجات مشتركة، وهذا الامر ابرزه وأؤكده برضى وارتياح، وكاستمرار مثابر لنضال طويل الامد خاضه الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وسأؤكد كذلك هذه المرة النضال العادل والصحيح للحزب الشيوعي الاسرائيلي والعلاقة الايجابية لنشر الوثيقة حاليا، مصدرهما التوجه الاساسي للشيوعيين في فلسطين ومن ثم في اسرائيل، ومنذ قيام الحزب الشيوعي، كان التوجه الايجابي، للحركة القومية العربية وخاصة للحركة القومية الفلسطينية التي تقود النضال العادل من اجل التحرر القومي والاستقلال القومي، نضال ضد الامبريالية الامريكية وعملائها من حكام اسرائيل والحركة الصهيونية.
ان تقديرنا الايجابي للحركة القومية الفلسطينية لم يتغير ومن نقطة الانطلاق هذه، يجب مباركة المبادرة الايجابية لنشر هذه الوثيقة الهامة جدا.
والمشجع ايضا يتجسد في الحقيقة ان شخصيات اسرائيلية ومجموعة من الصحفيين عبروا عن تقديرهم الايجابي للوثيقة، ومن تلك التقديرات الايجابية للوثيقة، مقال نشر في جريدة "هآرتس"، بقلم ميرون بنبنشتي في 17/12/2006، وكذلك كلمة "هآرتس" كانت جريئة ومما جاء في مقال بنبنشتي، وبحق: "يتضح ان مرحلة بلورة المجموع الفلسطيني في اسرائيل وصلت الى نقطة النضوج وقادته نجحوا في بلورة موقف متفق عليه، يطالب بمساواة جماعية وكلية في الحقوق، وانا لا اتجاهل وجود اوساط يمينية في اسرائيل ومن خلال التحريض الجنوني الارعن ضد الفلسطينيين، دعت وتآمرت من اجل اعمال عنف وهجوم ضد الفلسطينيين من مواطني اسرائيل، ولكن هناك خلفية وهناك امكانية لتوحيد قوى يهودية متزنة وعقلانية، كي تدعم النضال العادل للشعب الفلسطيني في اسرائيل من اجل تحقيق خطة الوثيقة.
لن ادخل في تفاصيل ونقاش وتقديرات، بالنسبة للفصول الثمانية الاساسية المشمولة في الوثيقة، ولا شك ان الوثيقة كلها وتفاصيلها ستجري مناقشتهما وتلخيص النقاش في لجنة المتابعة العليا ولجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، وقد تحدث تغييرات مختلفة، وعندها سيكون من الافضل التطرق لذلك والتعامل معه، ولكن بودي التأكيد على قضية واحدة، اعود اليها بين الحين والآخر، ان الوثيقة كلها لا تتناقض بتاتا مع النضال المشترك من اجل الحقوق القومية والاجتماعية للشعبين اللذين يعيشان في اسرائيل، الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني.
يبرز اليوم وأكثر من أي وقت مضى، وجود معسكرين في اسرائيل، معسكر واحد هو معسكر الحرب الواضح وبشكل علني وواضح وفيه الليكود وليبرمان وغوش ايمونيم واليمين بما في ذلك الحكومة، لا يريدون السلام وحتى اولمرت يدعي، انهم في اليمين، أي اصحابه في اليمين، يريدون الدم وسفك الدم والحرب، ولكنه هو الذي يقول ذلك عنهم لا يختلف عنهم، وخاصة انه على ضوء تصريحات جورج بوش ودعمه، يرفض بفظاظة ووقاحة الاستجابة لدعوة الرئيس السوري بشار الاسد وقادة سوريا، للالتقاء والتفاوض من اجل السلام، بين سوريا واسرائيل، وهناك عدد من شركاء اولمرت في الحكومة، بمن فيهم من حزب العمل، لا يريدون السلام، وبالطبع يرفضون ويعارضون الوثيقة وعلى سبيل المثال، الوزير بنيامين بن اليعيزر، الذي ينظر بعدم ثقة الى الفلسطينيين في اسرائيل، ويرى فيهم شعبا ذليلا وما يهمه الحصول على اصواتهم فقط وبأكثر ما يمكن، وهذا كله معسكر الحرب والتمييز العنصري ودوس حقوق العرب.
ومقابل ذلك المعسكر، هناك معسكر السلام، وهو في اوساط الشعب اليهودي في اسرائيل، يرفض الحرب وسفك الدماء والاحتلال ويريد السلام.
معسكران! معسكر الحرب ومقابله معسكر السلام، ومن اجل تحقيق الوثيقة الفلسطينية الصادقة والعادلة، يجب التأكيد على التعاون المشترك والذي لا يتناقض اطلاقا مع الوثيقة، في اطار جبهة يهودية عربية من اجل السلام، السلام وليس الحرب، وواضح ان انصار السلام في العالم وبالذات في الدول العربية، يدعمون وسيدعمون اكثر جبهة السلام، وقد تكون هناك خلافات آراء ايديولوجية ولكن من الممنوع ان يحول ذلك الخلاف إن وجد، دون او يمنع توحيد وتقوية جبهة السلام، واضيف على ذلك مثالا "طازجا" وهو انه جرى قبل اسبوعين، من قبل اللجنة اليهودية العربية ضد العنصرية، تنظيم اجتماع علني في "بيت هكيبوتس" في تل ابيب، والحضور بغالبيته كان من مؤيدي واعضاء "ميرتس"، وقد خطب في الاجتماع، عضو ادارة ميرتس، موسي راز والنائب الجبهوي، د. حنا سويد، وقد قوبلت اقوالهما في الاجتماع بتلهف وتقدير ودعم وبابداء الاستعداد للانضمام الى النضال لمكافحة العنصرية القائمة ضد الفلسطينيين وضد خطر الفاشية، المتصاعد في اسرائيل، ومن اجل التعاون المشترك بغض النظر عن الانتماء الحزبي، ولا شك ان ذلك ممكن، ومن هنا لا شك ان التعاون المشترك بعد نشر الوثيقة صار ممكنا اكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في