الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكفيريون والتعليم

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2007 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من أسوء نتائج ما خلفه الاتحاد السوفييتي بعد خروجه من أفغانستان هو هذا الفكر المتعصب والذي ينادى بتكفير المجتمع ويستبيح الدماء والأنفس تحت شعارات طائفية ومذهبية وضمن قناعة باطلة يعتبرون خلالها أنفسهم أصحاب المذهب الحق وباقي المسلمون كفار ، لذلك فان الدول العربية والإسلامية التي دعمت هذه الجماعات هي اليوم تواجه مشكلة معهم ، فهم نقلوا المعركة من أفغانستان إلى تلك الدول وأصبحوا يستخدمون العنف تحت مبررات يدعون أنها شرعية ولكنهم في الحقيقة لا يعرفون من الإسلام إلا ظاهره .
ففي العراق التكفيريون لا يقتلون إلا العراقيين وهم لا يستهدفون قوات الاحتلال فالذي يفجر نفسه في باص للركاب أو سوق شعبي لا يمكن له أن يدعى انه يواجه الاحتلال ولذلك فان الخطر الأكبر هو في حالة عودة هؤلاء التكفيريون إلى بلدانهم بعد انتهاء الأزمة العراقية وحدوث توافق وطني عراقي على مستقبل بلدهم فهم سوف يكونون كالقنبلة الموقوتة التي تنفجر في اى لحظة كما حدث بعد خروج السوفييت من أفغانستان لذلك فان الدول التي تساعد هؤلاء التكفيريون سوف يقعون في مشكلة بعد نهاية الأزمة العراقية ، ويتحملها كذلك هؤلاء الذين يحرضون على الطائفية في العراق ويدعون إلى مناصرة طائفة ضد أخرى من فوق أبراجهم العالية في دول الجوار .
ولكن يبقى أن جذور هذه المشكلة تعود إلى النظام التعليمي الذي بدلاً من أن يدرس تقنية المعلومات والكيمياء والفيزياء النووية والعلوم الإنسانية ذهب إلى التفنن في وضع مقررات التربية الدينية بل وأصبحت هي المعيار في النجاح أو الرسوب في بعض الدول وهذا وضع يؤدى إلى خريجين يكون مصيرهم التفكير دائماً ليس في خدمة البلد عن طريق العلم ولكن العنف والتفجير وقتل الآخرين تحت دواعي تفسيرات للقران الكريم ابسط ما يقال عنها بأنها سطحية .
فالنظام التعليمي في العالم العربي وبشهادة الأمم المتحدة لا يصلح إلا لتخريج التكفيريين لان هدفنا في المدارس لم يعد تخريج أجيال قادرة على استنهاض الأمة بل أصبحنا نتفنن في بناء المساجد داخل المدارس حتى اننى أتوقع أن تكون مقياساً للنجاح والرسوب في القريب العاجل،
وكيف لا يحدث ذلك والقائمون على بعض النظم التعليمية في العالم العربي هم لا يصلحون كمدرسين في مدارس ابتدائية وليس قيادات تعليمية ينتظر منها تخريج أجيال المستقبل.
ففي تقرير التنمية البشرية لعام 2001 الذى يتحدث عن الهند ويعتبرها دخلت بقوة لسوق العمل في مجال تقنية المعلومات وارتفعت صادراتها في هذا المجال من 150 مليون دولار في عام 1990 إلى أربع مليارات عام 1999 ويتوقع أن تصل إلى خمسون مليار عام 2008 فالهند تصدر التقنية ونحن نصدر القنابل البشرية إلى كشمير.
وكذلك النظام الجامعي في العالم العربي أصبح يخرج شهادات ليست ذات فاعلية ولكن البحث العلمي أصبح غير مهم فمادامت الدول الغربية تصدر لنا السلاح والغذاء فهذا كافي ويتحدث بعض الزعماء العرب عن محاربة إسرائيل التي يبلغ إنفاقها على البحث العلمي في عام 2001 ( 2.4 ) % من اجمالى الدخل القومي بينما العرب ومن ضمنهم مصر يعادل ( 0.2 )% والكويت ( 0.2 )% فهل بهذه الميزانيات سوف ننتج القدرة النووية ونواجه إسرائيل ؟، وهناك دول عربية ليس لها تصنيف لان لا يوجد لديها بحث علمي اساساً بل لديها مليشيات ولحى وقتل وتدمير.
وفى تقرير التنمية البشرية لعام 2006 احتل العرب والمسلمون ذيل القائمة فمصر وهى اكبر دولة عربية في المرتبة 111 والتقرير يتحدث عن إن العرب سوف يتأخرون بواقع 27 عاماً في التنمية ولكن هذا إذا بداء العرب تنمية صحيحة من ألان إما إذا استمر المشهد السياسي يحكمه الثوب واللحى والتكفيريون فإننا سوف نحتاج إلى ضعف هذه المدة وهى خمسون عاماً .
لذلك نحن بحاجة إلى مراجعة نظامنا التعليمي الذي أصبح يوفر لنا قنابل تنفجر في وجه الآخرين وليس دعاة علم ولكن يبقى لنا سؤال يجب إن يجيب عليه التكفيريون الذين يشهرون السيوف والقنابل البشرية في العراق والصومال وأفغانستان والشيشان بينما هم مند نشأة تنظيم القاعدة لم يطلقوا طلقه واحده ضد إسرائيل ؟! فإذا كان المسلمون جميعاً يتفقون على إن العدو هو إسرائيل بينما التكفيريون لا يشاهدون العدو إلا في شوارع وكنائس ومساجد بغداد وفى الخبر والرياض والطائرات المدنية فلماذا لا يظهرون هذه الشجاعة في فلسطين ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر