الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتل بأسم الشعوب

بسام البغدادي

2007 / 1 / 2
الغاء عقوبة الاعدام


كيف تجعل من جريمة يعاقب عليها القانون مثل جريمة القتل الى فعل مجاز شرعا وقانونا ويمكن في اغلب الاحيان توثيقه و ارساله على الهواء مباشرة؟ نعم , كل ما تحتاجه هو برلمان يشرع قانون يجيز جريمة القتل. هل هذا ممكن ام ان بسام البغدادي هنا يحاول ما فشل فيه غيره؟ لا أبداً ! فان القتل باسم الشعوب هو اكثر انواع القتل التي عرفها التأريخ حتى يومنا هذا, نعم هي عقوبة الاعدام التي تقررها الاغلبية البرلمانية المختارة باسم الشعب. ما يتم هو بعد ان يتم محاكمة شخص ما بعقوبة الاعدام ان يتم تحويل اوراق هذا الشخص الى قسم خاص متخصص بالاشخاص الذين سوف يتم اعدامهم (قتلهم باسم الشعب). وفي اليوم المقرر الذي لا تعلمه سوى ادارة تنفيذ الاحكام ياتي اشخاص لاقتياد الشخص الذي سوف يتم اعدامه الى غرفه الاعدامات ومن ثم يتم التنفيذ وفق مراسيم متفق عليها حسب القانون المنصوص في ذلك البلد. بعد ان يتم التنفيذ يشرفني ان اعلمكم بان الشخص فلان الفلاني قد تم تنفيذ حكم الاعدام فيه باسم الشعب.

نعم هذا ما تجري عليه اصول قوانين احكام الاعدام. وبهذه الطريقة يتم جعل كل شخص منا سوآء ان كنا قد صوتنا مع او ضد الحكومة الحالية مشاركاً بفعل سلب حياة شخص قد يكون مجرما من الطراز الاول وقد يكون بريئا براءة الذئب من دم يوسف. هل تدرك عزيزي القارئ عدد الاشخاص الذين ساهمت بشكل مباشر في سلب حياتهم؟ لا؟ ان رغبت ان تعرف فقط راجع ملفات احكام الاعدام الصادرة في بلدك في مركز البحوث و الدراسات القريب منك طبعا ان كان هذا مسموحا لشخص بمثل موقعك وحينها سوف تعرف العدد الاجمالي لعدد الذين اشتركت في قتلهم منذ ان بلغت عمر الثامنة عشر.

لا اريد هنا ان اكون انسانيا اكثر من شعوبنا المغلوبة على امرها و لا اريد ان احملك عزيزي القارئ ما لا تستطيع تحمله ولكن اما جاء الاوآن لان نرفع اصواتنا ونطالب بايقاف هذه المجازر المرتكبة باسمائنا و التي تسلب بشر ارواحهم وحقهم في الحياة. قد يقول قائل ان هؤلاء الذين يتم اعدامهم هم في اغلب الاحيان مجرمين وقطاع طرق وقتلة. نعم في اغلب الاحيان, ولكن يجب علينا اولا ان نفهم ان قيمة الانسان الانسانية وحقه بالحياة مبنية على ماهية الانسان كأنسان وليس على ما يفعله هذا الانسان اما الشي الثاني والذي لا خلاف عليه هو انه في كثير من الاحيان الاخرى يسقط ابرياء في طاحونة الموت القانونية هذه التي سنت باسم الشعب.

ها انا هنا اضع خطا فاصلا بيني وبين القانون العراقي الذي يجيز عقوبة الموت, لا اقبل ان يقتل باسمي. خطا فاصلا بيني وبين الحكومة العراقية التي تصدق على عقوبات الاعدام, لا اقبل ان يقتل باسمي. وخطا فاصلا بيني وبين البرلمان العراقي الذي يشرع جريمة الاعدام ويسن القوانين لها بأسمي, لا اقبل ان يقتل باسمي. هل تقبل ان يقتل بأسمك هذا شأنك ولكن ان يقتل باسمي بهذا الدم البارد فهذا ما لن اقبله يوماً ما مهما من كان من شرعه باسم الشعب وباسم الله و باسم الدين فهو اولا وآخرا دمه في عنقي وهذا ما لن اقبله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ....
هالة قداح ( 2011 / 7 / 26 - 10:53 )
الاعتداء على القاصر-خصوصا- والقتل بدافع الشرف برأيي انا جريمة تستحق القتل
فأن تقتل طفولة أحداهن أو أن تسلبها حياتها برأيي أنا جريمة تستحق القتل
فقد قتلها باسم الشرف
ولم ينتفض الشرف ليقول له لا تقتل باسمي
جريمة شرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..

اخر الافلام

.. دفع غرامة وكفيل.. حياة المهاجرين تزداد صعوبة في مصر


.. المدير التنفيذي للوكالة الأمريكية للاجئين شون كارول: تم إغلا




.. جمهوريون: عقوبات على -الجنائية الدولية- إذا صدرت أوامر اعتقا


.. تفاقم معاناة النازحين في رفح بعد سيطرة إسرائيل على المعبر وت




.. أعداد الشهداء الفلسطينيين تتزايد جراء الهجوم على غرب رفح.. و