الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جبال الأفغان إلى أنفاق غزة

طيب إسماعيل
كاتب

(Tayeb Smail)

2024 / 11 / 27
القضية الفلسطينية


شهد العالم تحولًا جذريًا في السياسة الدولية عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون، وردًا على هذه الهجمات، أطلقت الولايات المتحدة حملة عسكرية واسعة النطاق ضد أفغانستان في7 أكتوبر 2001 تحت اسم "عملية الحرية الدائمة"، مستهدفة حركة طالبان وهي كلمة بشتونية تعني بالعربية (طلبة العلم الشرعي)، وتنظيم القاعدة (هي قاعدة بيانات للأشخاص الذي ذهبوا للجهاد في أفغانستان ضد الروس- الإتحاد السوفياتي سابقا) .
كانت الأهداف الرئيسية لهذه الحرب القضاء على القاعدة التي خططت للهجمات وإسقاط نظام طالبان الذي وفر لها الملاذ الآمن، بدأ التدخل الأمريكي بضربات جوية مكثفة على مواقع طالبان والقاعدة، أعقبها نشر قوات برية بالتعاون مع تحالف الشمال الأفغاني ( قوات حجي زمان، حجي قدير، حضرت علي)، وهو تحالف محلي مناوئ لحركة لطالبان، وهذا ذكاء من الأمريكا لتوزيع جهودهم فتكتفي هي بالقاعدة وتترك قوات التحالف الشمالي تقاتل طالبان.
بحلول نهاية عام 2001 وبالضبط في 15 ديسمبر أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية القضاء على القاعدة، كما تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها (حلف الناتو) من إسقاط نظام طالبان، لكن الحرب لم تنتهِ.
وتمت عملية واسعة من الإعتقالات تجاوزت في بعض التقارير 3000 شخص منهم الكثير من الأشخاص الأبرياء مثل الأشخاص القائمين على منظمة الوفاء الإغاثية (منظمة سعودية تقدم مساعدات إنسانية) الذين أخذوهم فيما بعد مع المعتقلين إلى سجن غوانتناموا في جزيرة كوبا، على فترات منهم من أخذوهم في بداية جانفي إلى معسكر (اكس راي)، ثم نقل المعتقلين كل شهر أو شهرين إلى أن انتهو تماما، وأثار هذا المعتقل العديد من التحفظات الدولية والمطالبة بمحاكمة المتهمين وخاصة بعد إنتشار أخبار عن التعذيب الذي طال المعتقلين فيه فأصبح معتقل سيء السمعة.
سرعان ما تحولت الحرب إلى صراع طويل الأمد مع ظهور حركة تمرد واسعة من قبل طالبان، واستمرت العمليات العسكرية لعقدين تقريبًا، على الرغم من الجهود المبذولة لبناء حكومة أفغانية مستقرة وتدريب قوات الأمن المحلية، واجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها تحديات هائلة، بما في ذلك الفساد، وضعف الحكم، وتصاعد أعمال العنف.
في عام 2020، أبرمت الولايات المتحدة اتفاقًا مع طالبان، نص على انسحاب القوات الأجنبية مقابل ضمانات أمنية. وفي أغسطس 2021، استكملت القوات الأمريكية انسحابها، مما أدى إلى انهيار سريع للحكومة الأفغانية وعودة طالبان إلى السلطة.
أثارت الحرب تساؤلات عديدة حول فعاليتها وتكاليفها الإنسانية والاقتصادية، فقد خلفت آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين والعسكريين، وعمقت أزمات البلاد، واليوم تبقى الحرب الأمريكية في أفغانستان درسًا معقدًا حول تحديات التدخل العسكري وتأثيراته طويلة الأمد على الأمن الدولي.
وفي السابع من أكتوبر 2023، نفذت حركة حماس عملية عسكرية مفاجئة ضد الاحتلال الإسرائيلي تحت اسم "طوفان الأقصى"، وهي إحدى أكبر العمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة. جاءت العملية في وقت حساس، حيث تصاعدت حدة التوترات في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في القدس والمسجد الأقصى، جاءت هذه العملية كرد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الفلسطينيين، بالإضافة إلى ما وصفته حماس بمحاولة الاحتلال تهويد القدس وتقليص الحقوق الفلسطينية.
بدأت العملية بتنسيق محكم بين الأذرع العسكرية لحماس، حيث استهدفت صواريخ من قطاع غزة المدن الإسرائيلية الرئيسية مثل تل أبيب وعسقلان، وسقطت العديد من القذائف على مناطق مختلفة، كما استخدم مقاتلو حماس الطائرات المسيّرة والأنفاق في هجماتهم المباغتة، التي خلقت حالة من الفوضى والهلع داخل المستوطنات الإسرائيلية، وقد أثبتت العملية قدرة حماس على مفاجأة الاحتلال واستخدام أساليب غير تقليدية لشن الهجمات.
كان الهدف الرئيس للعملية هو رفع مستوى الرد الفلسطيني على ما اعتبرته حماس انتهاكات الكيان الصهيوني متزايدة بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، فضلاً عن الاعتقالات اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية. وبالرغم من تدمير العديد من المواقع العسكرية للكيان الصهيوني ، فقد أسفرت العملية عن مقتل وإصابة عدد من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
رد الكيان الصهيوني على الهجوم بتكثيف قصفها على غزة، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، وقد أثارت العملية ردود فعل دولية متباينة؛ حيث دانتها بعض الحكومات الغربية، بينما أيدتها أطراف أخرى من العالم العربي والإسلامي.
"طوفان الأقصى" لم يكن مجرد عملية عسكرية بل رسالة سياسية من حماس مفادها أن القضية الفلسطينية ما زالت حية، وأن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي مستمر.
الخلاصة: تعتبر حرب السابع من أكتوبر كرد فعل على الإرهاب السياسي العالمي، لأن ولم يكن التوقيت عاديا بل يعتبر ذكرى الهجوم على أفغانستان من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الهجوم استراتيجيا يتخذ نفس أسلوب الكيان في ضرب أعداءه وهي خطة بن غوريون التي تنص على أن يكون الهجوم مباغتا، وقويا، وسريعا لإضعاف قوة الخصم، جاء طوفان الأقصى بعد التنظيم والتنسيق لفترة أكثر من 7 سنوات تحضيرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كوريا الجنوبية يتراجع عن فرض الأحكام العرفية بعد تصويت


.. فرنسا تمر بنقطة -مفصلية- عشية تصويت حاسم حول حجب الثقة عن حك




.. ماذا نعرف عن المعارك الدائرة في شمال سوريا؟ • فرانس 24 / FRA


.. معارك حلب تتصاعد.. هل نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا؟




.. لماذا يبذل جيش النظام السوري أقصى جهده للدفاع عن مدينة حماة؟