الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية: إعلان رسمي عن علمانية الدولة... مع قليل من الدين المعتدل!-

بن سالم الوكيلي

2024 / 11 / 28
كتابات ساخرة


في خطوة غير مسبوقة تضاف إلى سلسلة التصريحات الرنانة، أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، بشكل غير مباشر، أن المغرب قد أصبح دولة علمانية. نعم، ربما قد لا يتفق مع المعنى الدقيق للكلمة، ولكنه في حديثه الأخير قد اقترح مفهوما جديدا للعلمانية؛ علمانية معتدلة، مرشحة لتكون "الماركة المغربية" الخاصة. حيث قال بحماس منقطع النظير: "نحن دولة علمانية، لأنه لا إكراه في الدين وإسلامنا إسلام معتدل."

تصريح الوزير المثير، الذي كان بمثابة المفاجأة السارة لكل من يعتقد أن العلمانية هي مفهوم متروك فقط للغرب، أضاف عنصرا مغربيا خالصا لهذا المصطلح. فها نحن، في خضم الحديث عن إسلام معتدل، نجد أنفسنا أمام مزيج ثقافي من نوع جديد: علمانية تضاف إليها لمسة من الاعتدال الديني، وكأنها وصفة غذائية تحضر مع بعض التوابل المحلية.

إذا كان الوزير يشير إلى أن "لا إكراه في الدين" هو حجة قوية لدعم العلمانية، فدعونا نقترب من هذا المنطق. فعلا، لا إكراه في الدين! ولكن إذا كنت من غير المعتقدين، هل ستكون لديك نفس المساحة للتعبير عن رأيك بحرية؟ وهل ستكون العلمانية التي يتحدث عنها الوزير "معتدلة" بما يكفي لاحتواء هذه الحريات؟ سؤال يستحق التأمل.

وفيما يتعلق بـ"إسلام المغرب المعتدل"، قد يتبادر إلى أذهاننا سؤال آخر: هل هذا المعتدل هو نفسه الذي يقصدونه في المملكة العربية السعودية، أو ربما في تونس؟ أم أن هناك طراز مغربي خاص؟ أهي تلك المظاهرات المتعددة لأصوات الدين المعتدل التي تأخذ شكل المساجد، والمناسبات الدينية، ورائحة الشاي بالنعناع؟ هل هذا الاعتدال هو نوع من التوابل التي يضيفها المغرب إلى مفهوم "العمل السياسي" لجعل الدين أكثر قبولا في الأوساط العامة؟

ولكن لا تقلقوا، فالعلمانية التي يتحدث عنها الوزير لن تؤثر على الثوابت الدينية للدولة، بل إن الأمر ببساطة يتعلق بفصل الدين عن الدولة في الأمور اليومية، في حين تبقى المساجد "مكانا دافئا" يقدم لك وجبة دينية سخية عندما تحتاج إليها. ربما الفكرة هنا هي أننا نعيش في علمانية "مشروط عليها" بإيمان لا مفر منه، ولكنها علمانية مع قلب "ديني" يدق في كل ركن من أركان حياتنا.

وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن الوزير لم يحدد ماهية العلمانية التي تحدث عنها، وبالتالي تظل الفكرة غامضة، مثل سر الوصفة التي تعدها جدتك في رمضان، والتي لا يمكن أن تفهمها إلا بعد سنوات من الخبرة الشخصية. ومن هنا يمكننا أن نؤكد أن العلمانية المغربية هي كالكولا المغربية: محلى، معتدل، وله طعم خاص، وتجد نفسك مدمنا عليها دون أن تعرف السبب.

وختاما، يبقى القول بأن تصريحات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية حول العلمانية تحتاج إلى مزيد من التوضيح، وربما إعادة تقييم. فقد تكون العلمانية، في نسختها المغربية، ببساطة خلطة فريدة من نوعها: قليلا من الدين، كثير من السياسة، وكمية معتدلة من العلمانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي أحمد وأحمد فيلم صعب جداً وحتى المنتج والمؤلف اسمهم


.. باسم سمرة يوجه رسالة لفهمي والسقا بعد «أحمد وأحمد»: الفيلم م




.. كريمة منصور: الرقص مفيد في التمثيل ولا أحب عمليات التجميل


.. بعد الفوز على مانشستر سيتي.. شاهد توقعات الناقد الرياضي عاطف




.. كلمة أخيرة - لميس الحديدي : أنغام عندها حق.. بلاش تقارنوا ال