الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هواجس كثيرة 362
آرام كربيت
2024 / 11 / 28مواضيع وابحاث سياسية
قال وليد معماري، قرأت على الشابكة، من باب المصادفة، رواية قصيرة، من تلك التي يطلق عليها مصطلح (النوفيل) لكاتب سويدي يدعى هانز بيترسون..
هي رواية تحمل عنوان (إيلين) بترجمة إلى العربية ( آرام كربيت )
اعتقدت لفترة وجيزة أني أقرأ رواية لهانز كريستيان أندرسون (1805 – 1875).. صاحب القصة الشهيرة:
ـ (فرخ البط القبيح).. ثم اتضح لي أن بيترسون كاتب سويدي، بينما أندرسون كاتب دانمركي..
وثمة قرابة جغرافية، ولغة تربط بين الكاتبين.. ولم أجد في الموسوعات التي بين يدي أي تعريف بهانز بيترسون.. وأظن أن المسافة التي تفصل بين الكاتبين هي مئة عام على الأقل...
توقفت طويلاً أمام رواية بيترسون.. وهي رواية بسيطة في لغتها، وسردها، ولا تقدم أي حكم قيمة.. ولا تعلق على الأحداث، بل تترك لقارئها اكتشاف كل المضامين المخبأة فيها..
وملخص رواية (إيلين)، أن إيلين هي الأقل ذكاء في عائلة متميزة، وبذلك تتحول إلى خادمة للعائلة..
وثمة من يقع في حبها، وهو، الشاب هوكو.. الأدنى منها تراتبية في المستوى الاجتماعي..
يهاجر هوكو للعمل في الولايات المتحدة، ويعود بعد ثلاثين سنة من الاغتراب، ليتحدى كل الظروف التي منعت زواجه من إيلين.. ويتحول معها إلى خادم شريك للعائلة التي تتفتت تدريجياً بفعل الزمن..
والمقارنة بين رواية (الحب في زمن الكوليرا) لغابرييل ماركيز، ورواية (إيلين) ممكنة.. فبطل رواية ماركيز (فلورينتينو أريثا) المراهق يحب فيرمينا أديثا.. وكما أن فلورينتينو هو ابن غير شرعي، كذلك هو هوكو بطل بيترسون.. وكلا البطلان يهاجران قسراً بعيداً عن الديار.. ويبقيان على حبهما حتى سن متقدمة..
هذا لا يعني اتهاماً لماركيز باقتباسه الخط الناظم لرواية بيترسون، فماركيز بلغته الكثيفة، وواقعيته السحرية، قدم أجواء بعيدة كل البعد عن أجواء ولغة رواية إيلين...
هذا يذكرني بالناقد (أوكونور)، في كتابه: (الصوت المنفرد)، وقد برهن على أن القصة الروسية ليست وحدها التي خرجت من (معطف) غوغول.. بل عشرات المئات من القصص، أعادت إنتاج (المعطف)، ولكن بصيغ جديدة، وعوالم مبتكرة... وقل مثل ذلك عن أساطير مكررة في ثقافات العالم، يصعب حصرها في هذه العجالة، ما يعني أن العالم كان وما زال قرية صغيرة.. وما تغير الآن هو سرعة التفاعل التي فرضها عصر السرعة والتكنولوجيا المتطورة.
الفوضى اللاخلاقة طرحتها إدارة بوش العجي، الولد، لزرع الخوف والكراهية وأنعدام الاستقرار في عالمنا.
هذه الفوضى تنزع نحو الكراهية والعنصرية وتمزيق العلاقات البشرية على مستوى كل دولة، وقارة والعالم.
انظر ما تفعله هذه الولايات المتحدة المارقة، المخربة، تشعل الفتن، تزرع الاحقاد، تمول الحروب، تمول الأقنية الكاذبة القذرة مثلها، سواء كانت عربية أو غربية، كلهم يشتعلون بالحماس ذاته على تعميق التدين الشكلاني، مستخدمين علماء النفس لبث الكراهية في النفوس.
لا أحد يقف أمام نفسه وعالمه، أو يفكر، أن يأخذ مسافة من هذا الدمار الذي تقوده دولة الكشتبانجية، امريكا.
الجميع انخرط في اللعبة، نسوا أو تناسوا أنه يجب على الكثيرين العودة إلى الثقافة، إلى العقل، إلى الضمير والتوقف عن الهياج، والعمل على رجم سياسات الولايات المتحدة وفضحها وتعريتها حتى لا تكمل مشاريعها القذرة.
تعبت من هزائم بلادنا، من أوجاعها، تعبت من إعلانات الحرب الكاذبة، من النتائج المحسومة سلفًا، من التضحيات المجانية.
لو أستطيع أن لا أتكلم، أن لا أنطق، أن لا أقول، لو يخذلني التعبير، أن يهرب الوعي مني ويتركني في ظلمته وحيدًا، أن أصبح أبلهًا لا يعرف أبعاد الصراخ.
الضجيج يلاحقني من مكان لمكان، الثرثرات المجانية، الصخب الذي لا نفع فيه.
بلادنا لا وزن لها، لا عقل لها، لا رؤية، سنبقى غرباء حتى في قبورنا.
هذا حظنا من الحياة، أن نحمل شمعة مطفأة لا تنير الطريق.
لا أعرف كيف يحلل ويركب العقل البناء النفسي للإنسان، وكيف يغربل ما يأتي إليه، وما يطرحه من مواقف وأفكار وتجربة شخصية وعامة، ومواقف
وأحزان وأفراح.
وهل بناء هذه الشخصية لها علاقة بالجينات أم بالحياة المعاش، أو بجملة علاقات؟
نلجأ إلى تكرار الكلمات العامة، أننا بناء مستقر ومتحرك، مركب من جملة عمليات معقدة جدًا، هي التي تصنع فرادتنا وما نحن عليه.
ماذا يفعل بناء العقل عندما نختار صديق ما، صديقة، ما هي العمليات الهندسية التي ينظمها العقل، يدفعنا ليقول لنا، أريد هذا ولا أريد هذا؟
ما الذي يدفع العقل أن يربط هذه المرأة الجاهلة بهذا الرجل المثقف، والعكس صحيح، وكيف يستمران سنوات طويلة في علاقة هندسية غاية في التعقيد، مزروعة بالقلق والتوتر والاقتراب والابتعاد، وفي بيئة متناقضة، متداخلة ومتباعدة، ولماذا؟
هل نعرف أنفسنا أم أن داخلنا يعرفنا أكثر من أنفسنا، هل نحن نحن أم نحن جملة تكاوين في تكوين واحد؟
يتصحر دماغ الإنسان عندما لا يقرأ، يجف دون ماء.
إذا لم يكن لديك حبيب أصنعه من صلصال، أعطه من روحك روح، ستراه أمامك يرقص، يصفق ويغني، ويلحن، ويلعب معك في فضاءك وتلعب معه، وسيركض وراءك، وتركض وراءه.
وستشكلان حديقة من أشجار وارفة الظلال، وسحاب يعانق السماء وروح المطر.
يا ولدي: تمسكن حتى تتمكن.
هذا ما يعلمه الأهل في بلادنا لأولادهم.
هذه اللغة الباطنية تختزن في داخلها احتقارا ما بعده احتقار للأنا.
إنه إلغاء للذات، للروح الحرة، لنظافة القلب والوجدان والضمير لصالح حياة جسدية باردة لا قيمة للحرية فيها في المستقبل.
هذا المسكين الذي ينتظر الوقت ليتحول إلى غول، ديوث فاقد القيمة والحرية.
هذا الديوث بمجرد أن يصل إلى ما يريد، لنتأمل الكم الهائل من الفظائع النائمة في ذهنه، ينتظر أن يخرج من مكمنه.
هل هذا أنا، أنت، نحن؟
هل في دواخلنا ذلك الديوث القاتل الذي ينتظر الفرصة ليفتك بالآخر المختلف.
هو كذلك.
الغرس الوسخ ينتج التصحر، الرمال والخواء والموت والفناء
في العالم العبودي الجميل الذي نعيش فيه، عليك أن تحجز لنفسك مقعدًا مهمًا لتكون عبدًا سعيدًا.
العبد السعيد هو الذي يملك الذكاء الفطري والمكتسب، والمال والجاه والمكانة والسلطة.
وإن يكون نخبويًا مميزًا، مشهورًا يدر عليه الكثير من المال ليشتري الكثير من السلع بمن فيهم المرأة الجميلة أو الرجل الوسيم.
كله بيع وشراء.
حضارة السلعة تجعل جميع العبيد سعداء ومهمين.
بالطبع، لست خارج هذه العبودية، ومفاهيمها. فأنا استخدم كل المفاهيم المتداولة وأدافع عنها، سواء برغبتي أو دونها.
من لا ينتظر لا يشعر ببهجة الحياة.
كل واحد منا له زاوية انتظار. ننتظر. الأمل، الحب، الجمال.
الإنسان ينتظر الأشياء التي تملأ الفراغ في قلبه وعقله
أفضل قيمة منحتها الطبيعة للرجل هي المرأة.
من الواضح أن الرئيس الأوكراني لا يتمتع بالحنكة السياسية ولا يعرف المعادلات الدولية، أنه يذهب إلى النهاية في عداءه مع روسيا.
نريد القول، عليك أن لا تتحول إلى رأس الحربة في اللعبة، عليك أن لا تسمح للاخرين أن يلعبوا بك من هذا الجانب أو ذاك.
كلهم ينتظرون الوليمة حتى تنضج ليأكلوها، وهذه الوليمة هي أوكرانيا.
الولايات المتحدة ستتفاوض مع روسيا بالنيابة عنك، وسيزاود لقلوق تركيا عليك، وأوروبا قالت لك منذ البداية لن نتدخل.
أحذر من اللعب مع هذا الجار القوي عسكريًا، إن القتال مع روسيا ليس لعبة، وعليك أن لا تحول بلادك إلى جوكر، حذاري ثم حذاري، صدقا ستبقى في الميدان وحدك.
ستكون ضربة روسيا ضربة الخائف، وستكون قوية عندما ترى هناك من يحاول أن يمس أمنها القومي وحدودها.
عليك أن تجنب الشعب الاوكراني ويلات الحرب، أن لا تحولهم إلى لاجئين ومشردين.
فاوض خصمك السياسي، أجلس معه على طاولة المفاوضات، أنت ضعيف بالقياس لروسيا، وعلى الضعيف سياسيا أن يتنازل، ولا يعتمد على غيره.
لنتذكر كيف فعلت الولايات المتحدة مع العراق عندما ورطته بدخول الكويت ثم تبرأت من كلامها، ثم استثمرت الانتصار لها وحدها.
الاعتماد على الولايات المتحدة مثل ذاك النائم في العراء، ويحلم بالتدفئة.
من ينظر إلى أوروبا عصر النهضة يندهش من الكم الهائل من الفلاسفة والمفكرين والأدباء والفنانين، والعلماء في مختلف المجالات، الفيزياء والرياضيات والكيمياء.
كانت ورشة فكرية وثقافية وعلمية، أغنيت القارة وما زالت.
أوروبا ليست قارة عجوز، فهي تصدر 30 بالمئة من الناتج الاجمالي العالمي من المواد المصنعة، بهذا تسبق الصين أكثر من الضعف، الصين تصدر 14 بالمئة.
عندما تقرأ أو تتابع حياة المفكرين والعلماء والأدباء تجد أن أوروبا سيدة العالم، تنظر إلى نفسك وبلادك، تخجل من الحال الذي كنا فيه وما زلنا، فنحن غير موجودين على الخارطة العالمية في أي مجال، منذ قبل ألف سنة.
حتى السلطنة العثمانية في عز قوتها العسكرية لم نسمع عن مفكر واحد فيها أو فيلسوف أو فنان أو موسيقي أو عالم رياضيات أو فيزياء، بل في أغلب المجالات.
في القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر كان الاستبداد السياسي والديني قائمًا في أوروبا، مع هذا لقد شقت هذه القارة طريقها نحو التنوير وعممته على العالم كله.
أغلب العلماء والفلاسفة والأدباء كانوا مؤمنين، بمعنى أن الايمان لم يمنعهم من العمل والبحث، على عكس منطقتنا.
من لا ينتظر لا يشعر ببهجة الحياة، ينتظر الأشياء التي تملأ الفراغ في قلبه
مشروع ترامب السياسي بعيد المدى، بذهابه مات هتلر أخر.
إن يحكم الرجل الأبيض العالم الغربي الديمقراطي بعيدًا عن المتلونين.
هذا المشروع لا يقبل به اليهود، لهذا سيغرقون أوروبا والولايات المتحدة وبقية العالم الغربي بالملونين في القادم من الأيام.
كان يستطيع ترامب أن يذهب في مشروعه إلى النهاية لو كان مؤهلًا، لكنه جبان ورعديد.
بتقديري الزمن لن يعود إلى الوراء.
الزواج مؤسسة قانونية مثلها مثل أية مؤسسة سياسية وإدارية بيروقراطية قمعية قائمة على تراتبية القوة والسيطرة، وفيها حجز لحرية الفرد ووجوده.
ولهذا يكون هناك فرار منها، وتسيب وكذب ونفاق، لأنها قائمة على اغتراب الرجل والمرأة عن بعضهما.
في الزواج عليك الاختيار مرة واحدة لتبقى في داخل الصندوق طوال حياتك سواء برغبتك أو غصبًا عنك.
هذا توصيف للزواج وليس بالضرورة دعوة لتدميره.
الارتباط القائم على الاختيار الحر دون تدخل الأهل والمجتمع، لشريكين حريين، ربما له القدرة على الاستمرار مدة طويلة.
بانتهاء مرحلة تاريخية، الحرب الباردة، انتهت معها قوى اجتماعية سياسية من الساحة السياسية في المنطقة.
انتهت صلاحيتها السياسية، ولم تعد قادرة على إنتاج نفسها أو الارتقاء إلى تحليل المرحلة الجديدة.
إننا بحاجة إلى فكر يمهد الطريق للسياسة، يحرث ويفكك، يحلل الواقع ويبدره بالأفكار والمفاهيم الجديدة التي تواكب تطورات الرأسمالية في مرحلتها الجديدة، الأمبرطورية.
السياسة دون فكر أو رؤية هو حالة ضياع.
نحن في هذه المرحلة، عم نعمل في العتمة.
نحن، لا نبصر أمامنا.
في المساءات الشتائية الباردة الغنية بالفضيلة, نحلق حول الموقد. حضور طاغي للحميمية يضمه الليل بين دفتيه. تعزف أمي على الدودوك, أنا أعزف على الكمنجة, نمضي الوقت في الغناء. يجلس والدي في الزاوية يسمع ويكتب. صوت الريح يعصف بشجرة الكينا العالية في فناء بيتنا الكبير.
في خضم هذه الأمسيات الجميلة. ينبعث غموض غريب من الجوار كل ليلة, يهيم فوقنا كاحتفالية غريبة. ربما إنذار, مترافقًا مع أصوات وقع حوافر خيل الجبليين متجهًا صوب المدن والقرى, السهول والجبال وأقواس الأفق, مختلطًا مع نباح الذئاب.
كتبت قبل أيام أن الإسلام موضوع وليس غاية في سياسة ما تسمى محاربة الإرهاب, السياسة النازية الجديدة التي دخلت الاستخدام بعد ال 11 من ايلول العام 2001.
علينا تعرية هذه السياسة, كشف ألاعيبها, استخداماتها, وظائفها, إرتداداتها. أن لا نتوه ونضيع.
إن ما يحدث للعراق وسورية واليمن وليبيا, والقادم أسوأ, هو موضوع للسياسة الدولية, امتصاص أزمة النظام الرأسمالي وتناقضاته البنيوية, لن يحل بين ليلة وضحاها. إنه طويل للغاية ولا حلول في الأفق القريب والبعيد. قلنا سابقا:
النظام الدولي مثل جراء الذئاب, لا نعرف إن كانوا يلعبون مع بعضهم أم يعظون بعضهم.
القوى الاجتماعية التي تناهض, تكون أسيرة النظام القديم لمدة طويلة, تكون قريبة الشبه به إلى أن تتحرر منه.
الجنين الجديد, يخرج من الرحم القديم, ثم يتمايز عنه بعد حين من الزمن.
لا يمكن أن تتحرر القوى الجديدة, إلا عبر الانفكاك الكامل عن القديم, عبر انتاج واقع اجتماعي جديد.
إذا أردت أن تبتر جزء من أعضائك أو كله، عليك بالدين.
الدين سينقلك نقلة نوعية، سيخصيك من رأسك إلى قدميك، سيحولك إلى شبح تلعب في ذاتك، سيمحي كل شيء جميل فيك.
في الدين أنت شخصية أخرى، نائم في جنباتك بشكل دائم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ما ادراك ما هذا المهرج زيلينسكس
سلامة الرازق
(
2024 / 11 / 29 - 11:51
)
تقول عن مشروع ترامب السياسي بعيد المدى،- هذا المشروع لا يقبل به اليهود، لهذا سيغرقون أوروبا والولايات المتحدة وبقية العالم الغربي بالملونين في القادم من الأيام. - و لكنك لم تقل لنا لماذا لا يقبل به اليهود و ماذا يستفيد اليهود من اغراق أوروبا بالملونين ؟ و هم منذ 5 عقود مضت و لم يقصروا في ذلك و اغرقوا أوروبا و امريكا و كل الدول التي يحكمونها على فتح ابوابها لكل من هب و دب و خصوصا المهاجرين المسلمين ، اما حديثك عن زيلينسكي و نصيحتك له -عليك أن تجنب الشعب الاوكراني ويلات الحرب، أن لا تحولهم إلى لاجئين ومشردين.- أنا استغرب منه و كأنك لا تعرف هو روبوت تم وضعه في هذا المنصب ليقتل الشعبين الروسي و الاوكراني و يحولهم إلى لاجئن و هم امروه ان يصبح رأس الحربة عرقيا هو ليس أوكراني و انت تعرف هذا جيدا و هو حاقد على الأوكرانيين البانديري
.. لقطة تُظهر بايدن يغفو خلال قمة في أنغولا
.. صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية
.. مراسل الجزيرة يرصد الموقف التركي من التطورات الجارية في سوري
.. انفجار صندوق كهربائي بسيدة مرت أمامه في منطقة كوماس البيروفي
.. هل تحكم حلب هيئة انتقالية؟.. الجولاني يكشف خطته في سوريا