الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر:: الدول الريعية بين ((التطور)) والتبعية

نجم الدليمي

2024 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ان بناء الجسور في العراق مثلاً شيء مهم بالنسبه للشعب العراقي...ولكن الاهم من ذلك هو ان تعطي الحكومة العراقية اهتمام خاص وكبير لتطوير القطاعات الانتاجية الزراعة والصناعة.. تحديداً
و ينبغي ان يتم هذا وفق استراتيحية واضحة المعالم والاهداف....لان هذه القطاعات الانتاجية هي التي تضمن للشعب العراقي الغذاء والدواء....وعلى هذا الاساس على الحكومة العراقية ان تعطي الاولوية لتطوير القطاع الصناعي والزراعي بالتزامن مع تطوير قطاع الخدمات.

اما بناء الجسور في بغداد فهي تعالج مشكلة ازمة النقل وحركة سيرها فقط.... ،نعتقد على قادة نظام المحاصصة الحاكم إذا كانوا يمتلكون القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي... ان يعطوا الاهتمام الكبير لتطوير القطاعات الانتاجبة الزراعة والصناعة...وبدون ذلك لا فائدة من بناء الجسور... العمارات العملاقة لا تعكس..، ان هذا البلد متطور اصلا ،وان بناء المولات والفنادق الفارهة....لا تعني ايضا ان هذا البلد متطور من الناحية الإقتصادية والاجتماعية.... ودائما على المسؤولين في النظام ان يفكرو بنهجم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.،لمن ولمصلحة من ؟ هل للغالبية العظمى من المواطنين العراقيين ام ل 1 بالمئة من الشعب ؟ بناء المولات والعمارات السكنية.... الراقية في شكلها ومضمونها ،لمن هذا ؟ المولات والفنادق الفارهة والعمارات السكنية للاغنياء... تحديداً وليس لصالح الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين.ومن هنا يمكن القول ان الطبقة الحاكمة هي تعمل وتشرع القوانين لصالح طبقتها البرجوازية عبر ممثليها في السلطة التنفيذية والتشريعية...اي طبقية النظام الحاكم.

معروف ان اغلب دول الخليج العربي انموذجا لديها عمارات سكنية عالية جداً وكذلك الفنادق والشوارع والخدمات الاخرى الراقية ،هذا شيء جيد وهذا يمكن ان يبقى ويستمر فقط مع وجود الإيرادات المالية الخيالية من النفط والغاز فقط....ولكن بعد انتهاء النفط والغاز....ماذا سيحل لشعوب دول الخليج العربي وهذا ايضا ينطبق على العراق وليبيا.... بدون تطوير القطاع الصناعي والزراعي يبقى التطور الاقتصادي والاجتماعي...معرض للهزات الاجتماعية والاقتصاديه مع غياب الإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.،في هذه الدول الريعية انموذجا.

نعتقد ،ان الدول الريعية هي صناعة خاصة من قبل القوى الخارجية والمؤسسات الدولية بهدف ابقاء هذه الدول الريعية سوقا لتصريف انتاجها وبيع إنتاجها وباسعار خيالية والمستفيد الاول والاخير هو الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية وحلفائها.وهذه الدول الريعية تشكل افضل سوق للدول الراسمالية لبيع سلعها ،السلع الغذائية والدوائية والسلع المعمرة وكذلك السلاح الحديث نسبيا وتنفق هذه الدول الريعية على التسلح انفاق مرعب ومخيف وهذا ايضا يصب لصالح المجمع الحربي --الصناعي الاميركي تحديداً.

ان غياب التكافوء في العلاقات الإقتصادية والتجارية بين غالبية دول الأطراف مع دول المركز يصب لصالح دول المركز تحديداً ، بدليل الدول الريعية تقوم ببيع النفط ،الغاز لدول المركز مقابل ذلك تحصل على الإيرادات المالية الكبيرة الدولار ،بالمقابل تقوم الدول الريعية بشراء السلع الاستهلاكية والخدمات.والسلاح..تدفع مقابل ذلك العملات الصعبة الدولار التي حصلت عليه من خلال بيع النفط والغاز وبالتالي المستفيد الاول من هذه العلاقة هي دول المركز تحديداً.وبنفس الوقت تم تعزيز التبعية والتخلف لهذه الدول.

كما يلاحظ ان دول المركز تعمل وباستمرار على ابقاء الدول الريعية دولا مستهلكة للسلع الغذائية والدوائية والخدمات الاخرى وشراء السلاح...كما تسعى دول المركز وخاصة الولايات المتحده الأمريكيه بصناعه عدو وهمي للدول الريعية من اجل بيع السلاح وبكل اصنافه مع ربط هذه الدول الريعية بالسوق الراسمالي سواء كان ذلك بشراء السلع الغذائية والدوائية والسلاح ويتم في الغالب فرض شروط خاصة على هذه الدول الريعية:: بدليل تم خلق تصور إن نظام صدام حسين يشكل خطرا وجوديا على دول الخليج العربي....من اجل ابتزاز دول الخليج العربي وغيرها من الدول الاخرى من اجل شراء السلاح....

يلاحظ،اليوم تقوم واشنطن من تكرار سيناريو جديد لخلق عدو وهمي لدول الاتحاد الاوربي إلا وهو روسيا الاتحادية ؟. وبالتالي فرضت واشنطن على دول الاتحاد الاوربي زيادة التخصيصات المالية للدفاع في بلدانهم ما بين 3-4 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي وهذا ايضا يصب لصالح المجمع الحربي --الصناعي الاميركي تحديداً.

يمكن القول ،ان الدول الريعية اصبحت (( بقرة حلوبة))للغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية وان الإيرادات المالية الخيالية التي تحصل عليها هذه الدول الريعية يتم ارجاعها لدول المركز اي بمعنى آخر يدخل الايراد المالي الكبير لهذه الدول الريعية ويرجع من الشباك لصالح دول المركز...وبنفس الوقت فان هذه الدول الريعية في شكلها يعكس التطور...وهو تطور مشوه ووحيد الجانب وبنفس الوقت يتم تكريس التبعية وضعف في اتخاذ القرار الوطني لهذه الدول يسبب العوامل الداخلية والخارجية...؟.

تشرين الثاني -2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يمثل أمام القضاء الإسرائيلي على خلفية تهم تتعلق بالف


.. مناشدة عاجلة من الدفاع المدني السوري لروسيا بشأن السجون السر




.. بروفايل| عبد الباسط الساروت.. أيقونة الثورة السورية


.. سجن صيدنايا ينغص على السوريين فرحتهم بإسقاط النظام السابق




.. رقعة| الساحل السوري بلا سفن روسية بعد مغادرتها ميناء طرطوس