الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصيدة الأيقونة: المقدمة/بقلم فيسينتي هويدوبرو - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

أكد الجبوري

2024 / 11 / 30
الادب والفن


قصيدة: المقدمة

اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

"...نحن نسقط، نرتد من ذروتها إلى الحضيض، ونترك الهواء
ملطخَا بالدماء حتى يتسمم من يأتي غدا
لاستنشاقه.
بمحض إرادتك، خارج إرادتك، ستسقط من القمة إلى القاع.
لأن هذا هو مصيرك الحتمي.
القدر، مصيرك البائس. وكلما ارتفعت. كلما
ارتداد السقوط كان أقوى،
طالما مدة بقائك راسخة في ذاكرة الحجر.!!" ( فيسينتي هويدوبرو)

النص:
لقد ولدت في الثالثة والثلاثين من عمري، يوم وفاة المسيح؛
لقد ولدت في يوم الاعتدال الربيعي، تحت
أزهار الكوبية ونيران الطائرات الحامية.
كان لدي رؤية عميقة للحمامة. نظرة النفق.
نظرة السيارة العاطفية. تنهد مثل البهلوان.
كان أبي أعمى ويداه أعجب من الليل.
أنا أحب الليل، وقبعة السماء اليومية.
الليل، ليل النهار، من النهار إلى اليوم التالي.
كانت أمي تتكلم مثل الفجر، مثل المناطيد التي ستسقط. لها
شعر بلون الراية وعيون مليئة بالسفن البعيدة.
بعد ظهر أحد الأيام، أخذت مظلتي وقلت: "بين النجم وسنونوين". ها هو
الموت الذي يقترب مثل الأرض من البالون المتساقط.
قامت أمي بنقش الدموع المهجورة على أول قوس قزح.
والآن تسقط مظلتي من حلم إلى حلم عبر مساحات الموت.
في اليوم الأول وجدت طائراً مجهولاً قال لي: لو كنت جملاً
لن أشعر بالعطش. أي ساعة؟" شرب قطرات الندى من شعري، رماني
نظر ثلاث ونصف ثم ابتعد قائلاً: "وداعاً" بمنديله الرائع. نحو اثنين،
في ذلك اليوم، وجدت الحمامة الجميلة، مليئة بالمقاييس و
القواقع كانت تبحث عن ركن من السماء تحتمي فيه من المطر.
بعيدًا، كل السفن راسية، في حبر الفجر. فجأة بدأوا
لتنفصل، واحدة تلو الأخرى، تسحب شظايا الفجر مثل سرادق
لا جدال فيه.
ومع مغادرة أخر السفن، اختفى الفجر خلف بعض الأمواج
المتضخمة بشكل غير متناسب.

ثم سمعت الخالق يتكلم، بلا اسم، وهو ثقب بسيط في الفراغ،
كانت جميلة كالسرة.
"لقد أحدثت ضجة عظيمة حين شكلت هذا الضجيج المحيط وأمواج المحيط."
سيظل هذا الضجيج مرتبطًا دائمًا بأمواج البحر وستظل أمواج البحر كذلك
ملتصقة به، مثل الطوابع البريدية.

ثم نسجت خيوطًا طويلة من الأشعة المضيئة لأخيط الأيام واحدًا تلو الآخر؛ الـ
أيام لها توجه مشروع أو معاد تشكيله ولكن لا جدال فيه.
رسمت جغرافية الأرض وخطوط اليد.
ثم شربت بعض الكونياك (بسبب الهيدروغرافيا).
ثم خلقت الفم وشفاه الفم، لسجن الابتسامات الخاطئة،
وأسنان الفم، لمخالفة الأشياء الفاحشة التي تأتي إلى أفواهنا.
"لقد خلقت لسان الفم الذي يحوله الرجال عن دوره فيتعلمونه
لتتحدث... معها، هي، السباحة الجميلة، انحرفت إلى الأبد عن دورها
المائية والمداعبة بحتة.
بدأت مظلتي في الانخفاض بسرعة. هذه هي قوة الجذب
الموت والقبر المفتوح.

يمكنك أن تصدق ذلك، فالقبر أقوى من عيون الحبيب. القبر المفتوح
بكل مغناطيساته. وأنا أقول هذا لك،
أنت الذي عندما تبتسم تجعل الناس يفكرون
في بداية العالم.

تشابكت مظلتي مع نجم ميت في مدارها
بضمير حي، وكأنه غير مدرك لعقم جهوده.
واستنفدت من هذه الراحة المستحقة،
فأخذت أملأ مربعات لوحتي بأفكارعميقة:
"القصائد الحقيقية هي النيران. الشعر ينتشر في كل مكان
ويضيء اكتماله برعشات من المتعة أو الألم.
"يجب على المرء أن يكتب بلغة ليست لغته الأم."
"النقاط الأساسية الأربعة هي ثلاثة؛ الجنوب والشمال.
"القصيدة هي الشيء الذي سيكون."
"القصيدة هي شيء لا يوجد أبدًا، بل يجب أن يكون."
"القصيدة هي شيء لم يكن قط، ولا يمكن أن يكون أبدا."
"اهرب من السمو الخارجي إذا كنت لا تريد أن تسحقك الرياح."
"لو لم أفعل شيئًا مجنونًا واحدًا على الأقل العام، لكنت مجنونَا."
أحمل مظلتي، ومن حافة نجمتي المتحركة أطلق نفسي إلى الغلاف الجوي
من النفس الأخير.
أتدحرج إلى ما لا نهاية على صخور الأحلام، أتدحرج بين سحب
الموت.
أجد العذراء جالسة على وردة، فتقول لي:
"انظر إلى يدي: إنهما شفافتان مثل المصابيح الكهربائية. هل ترى
الخيوط التي يسيل منها دم نوري سليماً؟"
"انظر إلى هالتي. بها بعض الشقوق، مما يثبت عمري.
"أنا العذراء، العذراء التي بلا وصمة عار من حبر البشر،
الوحيدة التي ليست كذلك. نصف ذلك،
وأنا قائدة الأحد عشر ألفًا الآخرين الذين أعيدوا إلى الحياة حقًا.
"أتحدث لغة تملأ القلوب وفقَا لقانون الغيوم المتصلة."
"أنا دائما أقول وداعا، وأبقى."
"أحبني يا بني، فأنا أعشق شعرك وسأعلمك المأثر الخالدة."
"إنني في حاجة ماسة إلى الحنان، قبِّل شعري، لقد غسلته هذا الصباح
غيوم الفجر والآن أريد أن أنام على فراش الضباب
المتقطع".
"نظراتي سلك في الأفق لتستريح عليه طيور السنونو. "أحبني."
ركعت في الفضاء الدائري
حتى نهضت العذراء وجاءت لتجلس عند
مظلتي.
غفوت ثم قرأت أجمل قصائدي.
نشفت لهيب أشعاري شعر العذراء التي شكرتني
وذهبت جالسة عند وردتها البيضاء.
وها أنا هنا. وحدي. كاليتيم الصغير بين حطام سفينة مجهولة.
اه ما أجملها…ما أجملها.
أرى الجبال والأنهار والغابات والبحر والقوارب.
الزهور والقواقع.
أرى الليل والنهار والمحور الذي يجتمعان فيه.
اه. أنا ارى ذهول أغاني الشاعر الكبير
لا حصان يأكل بذور الطيور
ولا يدفئ حلقه جواد مع ضوء القمر،
ولكن بمظلتي الصغيرة مثل مظلة الشمس
فوق الكواكب.
مع كل قطرة عرق من جبيني ولدت نجومَا،
أترك لك مهمة تعميدها.
مثل زجاجات النبيذ.
أرى كل شيء، لقد صنع عقلي بألسنة نبي.
حيث الجبل وهو تنهيدة الله، يصعد مثل ميزان الحرارة المنتفخ
كي أتلمس
أقدام الحبيب.

هو الذي رأى كل شيء،
والذي يعرف كل الأسرار دون أن يكون والت ويتمان،
حسنًا، لم يسبق لي أن حظيت بلحية بيضاء مثل الممرضات الجميلات و
تيارات الجداول المتجمدة.
من ذا يسمع طرق الحقائب المقلدة في الليل وهي
لعلماء الفلك النشطين فقط.
من يشرب كأس الحكمة الساخن بعد الطوفان طاعنَا
في بيجامة النوم.
والذي يامن يعرف طريق التعب، والأثر المغلي الذي تخلفه
السفن.

هو الذي يعرف مخازن الذكريات والمواسم الجميلة المنسية.
هو راعي الطائرات وسائق الليالي الضائعة
وغروب الشمس المدرب نحو القطبين الفريدين.

شكواك مثل شبكة متذبذبة من الزلازل الخافتة بدون شاهد.
يشرق النهار في قلبه فيخفض جفنيه ليسكن الليل راحة زراعية.

اغسل يديك أمام الله، ومشط شعرك مثل النور وحصاد
سنابل القمح الرقيقة؛ مثل الآذان الرقيقة من المطر القنوع.

"تبتعد الصرخات مثل قطيع فوق التلال عندما تنام النجوم
بعد ليلة من العمل المتواصل .
الصياد الجميل أمام بركة الماء السماوي للطيور.
عديمة بلا قلب.
احزن كالغزلان أمام اللانهايات،
والشهب كالصحاري التي لا نهاية لها
في المعراج.
حتى وصول الفم المتورم بالقبلات لحصاد المنفى.
احزن، لأنها تنتظرك في زاوية من هذا العام المنصرم.
ربما تكون في نهاية أغنيتك القادمة وستكون جميلة مثل الشلال في الحرية
وغنية مثل خط الاستواء.
كن حزينَا،
أحزن. أكثر حزنا من الوردة، القفص الجميل لنظراتنا
والنحل خارجَا خبرة.
الحياة رحلة بالمظلة وليست ما تريد تصديقه.
نحن نسقط، نرتد من ذروتها إلى الحضيض، ونترك الهواء
ملطخة بالدماء حتى يتسمم من يأتي غدا
لاستنشاقه.
بمحض إرادتك، خارج إرادتك، ستسقط من القمة إلى القاع.
لأن هذا هو مصيرك الحتمي.
القدر، مصيرك البائس. وكلما ارتفعت. كلما
ارتداد السقوط كان أقوى،
طالما مدة بقائك راسخة في ذاكرة الحجر.!

لقد قفزنا من بطن أمهاتنا أو من حافة النجم ونحن ذاهبون
للسقوط.
آه مظلتي، الوردة العطرة الوحيدة في الهواء، وردة الموت،
عطر غارقاً بين نجوم الموت.
هل سمعت؟ هذا هو الضجيج الشرير للتوابيت المغلقة.
افتح الباب لروحك واخرج للتنفس في الخارج. يمكنك فتحه بتنهيدة
الباب الذي أغلقه الإعصار.
يا رجل، ها هي مظلتك رائعة كالدوار.
أيها الشاعر، ها هي مظلتك الرائعة كمغناطيس الهاوية.
أيها الساحر، ها هي مظلتك التي يمكن أن تتحول كلمة منك إلى مظلة.
رائع كالبرق الذي يود أن يعمي خالقه.
ماذا تنتظر؟
ولكن هنا سر الظلام الذي نسي أن يبتسم.
والمظلة تنتظر مربوطة بالباب مثل حصان الهروب
الذي لا مفر له.

يتبع … مختارات فيسينتي هويدوبرو الشعرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 11/29/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير مهرجان الأقصر السينما الأفريقية: شكراُ لكل الناس اللي س


.. رئيس مهرجان الأقصر: مبادرة شاشة سينمائية في كل دولةأفريقية ل




.. عقب تكريمه بمهرجان الأقصر .. المخرج مجدي احمد علي يكشف عن مش


.. الأجيال تتحدث - لقاء مع الزميل المسرحي أحمد محمد




.. وفاة فتحى ابن الفنان الراحل رياض القصبجى