الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو في قبضة القدر: اعتقال غفلة!

بن سالم الوكيلي

2024 / 11 / 29
كتابات ساخرة


في عالم السياسة حيث تختلط الحقائق بالخيال وتتشابك المصالح الكبرى مع العدالة المهدورة، وجدت نفسي أفكر في فكرة قد تبدو غريبة للبعض لكنها، في جوهرها، تحمل تساؤلات عن النظام الدولي وطريقة عمله. في الوقت الذي يتابع فيه العالم القرارات الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بخصوص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبينما تتزاحم التأويلات حول جدوى هذه القرارات، قررت أن أطرح سؤالا مختلفا: ماذا لو التقيت نتنياهو في أحد شوارع تل أبيب، وهل سأكون مستعدا لتنفيذ قرار المحكمة الدولي، حتى وإن كان ذلك "غفلة"؟ نعم، فكرت في الأمر بجدية وقلت: "إذا التقيت نتنياهو، سأقوم بتنفيذ القرار الصادر عنه، غفلة، إذا وجدت نفسي في المكان والزمان المناسبين!"

قد تبدو هذه الفكرة غير منطقية أو حتى سخيفة للبعض، لكنها تعكس شيئا أعمق في طريقة تفكيرنا في العدالة الدولية. الفكرة هنا لا تتعلق فقط بتنفيذ قرار قانوني بقدر ما هي دعوة لإعادة التفكير في كيفية فهمنا للأحداث السياسية وكيفية تأثيرنا فيها، حتى ولو كانت اللحظة تبدو غير متوقعة. إذا كنا نتحدث عن العدالة الدولية في سياق شخصيات كبيرة مثل نتنياهو، فهل نحن حقا نعيش في عالم ينفذ فيه العدالة وفقا للقوانين الصارمة، أم أن الأمور قد تسير بشكل مختلف إذا دخلت "الصدفة" في المعادلة؟

تخيلوا معي في يوم عادي، وأنا أتمشى في شوارع تل أبيب، وأصادف نتنياهو في أحد المقاهي. في تلك اللحظة، هل ستكون لدي الجرأة لتنفيذ قرار الاعتقال على الفور؟ هل سأتحول إلى مجرد منفذ لقرار دولي أم أنني سأتوقف لأحاوره وأناقش معه إمكانية تغيير مصيره بطريقة أخرى؟ "أعتذر، يا سيد نتنياهو، لكن يبدو أنك ستخضع الآن للعدالة"، قد أقولها مبتسما، في موقف لا يخلو من السخرية. ولكن ماذا لو كانت اللحظة أكثر تعقيدا؟ ماذا لو كان رد فعله مفاجئا؟ ربما سيضحك على الموقف، أو ربما سيعرض علي صفقة سياسية أو تجارية لتفادي الاعتقال، محاولا استخدام مهاراته السياسية للتملص من الموقف. في تلك اللحظة، قد يتبين لي أن العدالة ليست سوى لعبة كبرى، تتداخل فيها المصالح والمراوغات.

لكن النقطة الأهم في هذا الموضوع هي أنني لا أتحدث عن مجرد مزحة أو تصرف عبثي. من خلال هذا التصريح، أردت أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أن النظام الدولي والآليات التي تحكمه ليست دائما واضحة أو فعالة. ففي عالم السياسة، حيث تتشابك المصالح وتختزل العدالة أحيانا إلى أداة في يد الأقوياء، قد تكون لحظة مثل تلك "غفلة" هي التي تكشف عن الخلل في هذه الآليات. ربما يبدو تنفيذ قرار اعتقال في "غفلة" فكرة غير معقولة، لكن ذلك يعكس في جوهره تساؤلا مهما: لماذا لا نعيد التفكير في كيفية تنفيذ العدالة في عالم تتداخل فيه الدبلوماسية مع القوانين، والأيديولوجيا مع المصالح؟

وفي النهاية، حتى لو كانت فكرة اعتقال "غفلة" مجرد تصور فكاهي، فهي تحمل تساؤلات أعمق حول العدالة الدولية. هي دعوة للتفكير في تلك اللحظات غير المتوقعة التي قد تغير مجرى الأحداث. فكما تتداخل الحقائق مع الخيال في عالم السياسة، كذلك تتداخل اللحظات الفاصلة مع الصدف التي يمكن أن تحدث في أي لحظة، مما يعكس هشاشة النظام الدولي الذي نعتبره ثابتا في كثير من الأحيان.

ورغم أن هذه الفكرة قد تثير الضحك أو الاستغراب لدى البعض، إلا أنها تفتح المجال للنقد البناء حول كيفية تطور القوانين الدولية، وما إذا كانت قادرة على مواجهة الواقع السياسي المتقلب أم لا. في عالم السياسة، حيث تبدو المفاجآت هي القاعدة وليس الاستثناء، قد تكون لحظة مثل "غفلة" هي التي تبرز فيها الحقيقة. ومن يدري، ربما في يوم من الأيام، سنجد أنفسنا جميعا أمام لحظة تاريخية تغير مجرى العدالة بطرق غير متوقعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الثقافة: لهذا السبب.. السنة دي تحديدًا في معرض الكتاب ا


.. انتظروا الفيلم الوثائقي -مأساة أيزيدية- - الخميس 11 مساءً عل




.. الفنانات الرائدات


.. وزير الثقافة: مصر كلها منتج ثقافي.. و100 مليون مصر مشترك | #




.. المتحدة للرياضة تقدم بثا مباشرا للريد كاربت للعرض الخاص بفيل