الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة الأمريكية وغطرسة القوة

خيري فرجاني

2024 / 11 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


إن تنبع السلوك الخارجى الأمريكي منذ بدء انحلال الاتحاد السوفيتي وصعود الولايات المتحدة الأمريكية إلى صدارة المسرح الدولى، وتصاعد دورها المهيمن فى السياسة الدولية، والذى عبر عنه الرئيس الأمريكى السابق "جورج بوش" بالدعوة إلى نظام عالمى جديد تقوده الولايات المتحدة لخطة متكاملة تبين قيم هذا النظام الجديد وأسسه. وقد عادت وبشكل عملى فى عهد الرئيس "جورج بوش الابن" لهذه الدعوة بعد الحادى عشر من سبتمبر والسياسات والممارسات الأمريكية التى أعقبت الأحداث خير معبر عن الصعود لخطاب الهيمنة والغطرسة الأمريكية.
إن "غطرسة القوة" التى تتعامل بها الولايات المتحدة بشكل فج ومكشوف، مثل الحديث عن تأديب بعض الدول التي وصفتها بالدول المارقة أو فرض العقوبات عليها، بالإضافة إلى تهميش دور الأمم المتحدة والعمل خارج إطار الشرعية الدولية، كل ذلك يكشف مضامين السلوك الخارجى الأمريكى فى العقود التي تلت انهعيار الاتحاد السوفيتي.
وقد صدر كتاب هام وخطير للغاية بعنوان: "المحافظون الجدد والنظام العالمى" للكاتبان "ستيفان هالبر"، "جونثان كلارك" والذي أشار إلى أن المحافظون الجدد ركزوا على عدد من القضايا الرئيسية الهامة وقد تضمنها هذا الكتاب وأهمها:
أولا: القيادة الرسالية: حيث يسود لدى المحافظين الجدد اعتقاد بأن للولايات المتحدة دورا تاريخيا، كقائدة للعالم الحر وحامية له وناشره للديمقراطية والحرية.
ثانيا: صراع الخير والشر: حيث يرى المحافظون الجدد أن الأوضاع السياسية تتحدد وفقا للصراع بين الخير والشر، وهذا ما تولد عنه مصطلح "محور الشر" المناهضين للتوجهات الأمريكية، الذى صرح به الرئيس بوش الأبن، مقابل "محور الخير"، الذى يمثله الفكر الغربى الليبرالى الديمقراطى بقيادة الولايات المتحدة.
ثالثا: القوة الأحادية: فمن أهم الملامح الظاهرة لتيار المحافظين الجدد هى تلك النظرة الأحادية للعالم، ولعل خطورة التوجهات الفكرية للحركة تكمن فى تبنى مفهوم أحادية القوة الأمريكية، فضلا عن العداء للمنظمات الدولية فهم يرفضون التقيد بقراراتها مثل "منظمة الأمم المتحدة.
أحداث 11 سبتمبر وسيادة النزعة التضخمية للولايات المتحدة:
فمنذ احداث 11 سبتمبر 2001م، ترددت عبارات تكشف عن سيادة هذه النزعة المتضخمة عن الذات والتى تنظر فى نفس الوقت بطريقة دونية للآخر. وتبدو هذه النزعة واضحة في غطرسة القوة والنزوع إلى سياسة برجماتية محضة.
وبالعودة إلى السياسة التى انتهجتها إدارة الرئيس رجان يتضح بجلاء االتوجه الآحادى الجانب للسياسة الأمريكية، فوفقا لرؤيته لم تكن الولايات المتحدة هى المطالبة أو المسئولة عن التكيف مع العالم، ولكن الولايات المتحدة القوية هى التى يمكن أن تجعل العالم يتكيف معها ( ).
وخلال خطاب الرئيس الأمريكي بوش الإبن في الاتحاد في يناير 2002م، وصف كلا من العراق وإيران وكوريا الشمالية كدول تشكل" محور الشر"، وهي التي تشكل خطرا خطيرا ومتزايدا. واقترح بوش إمكانية" الحرب الوقائية"، فلن ننتظر الأحداث، في حين أن المخاطر تتجمع. لن أقف مكتوفي الأيدي، فالخطر يقترب أكثر فأكثر. ولن تسمح الولايات المتحدة الأمريكية بأخطر الأنظمة في العالم بتهديدنا بأسلحة العالم الأكثر تدميرا.
المحافظين الجدد ومفهوم الحرب الاستباقية:
كان بعض رجال الدفاع الرئيسيين والأمن القومي ينتقدون تماما ما يعتقدونه، أن هناك تأثير للمحافظين الجدد في حمل الولايات المتحدة على خوض الحرب ضد العراق، وكتب السناتور الأمريكي ووزير الدفاع "تشاك هيغل"، الذي كان ينتقد اعتماد إدارة بوش أيديولوجية المحافظين الجدد، في كتابه "أمريكا"، لماذا غزونا العراق؟ قال: "أعتقد أن انتصار ما يسمى بإيديولوجية المحافظين الجدد ، فضلاً عن غطرسة إدارة بوش وعدم كفاءتها، هي التي دفعت بأمريكا إلى هذه الحرب المختارة، وكان من الواضح أنهم قدموا حجة مقنعة لرئيس يتمتع بخبرة محدودة للغاية في مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية، والذي شعر بعبء قيادة الأمة في أعقاب الهجوم الإرهابي الأكثر دموية على الإطلاق على الأراضي الأمريكية.
وقد تم ذكر عقيدة بوش الإبن للحرب الوقائية صراحة في نص مجلس الأمن القومي (NSC) إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة. والذي نُشر في 20 سبتمبر 2002م، "يجب علينا ردع التهديد والدفاع ضده قبل إطلاقه، حتى لو استمر عدم اليقين بشأن وقت ومكان هجوم العدو، وسوف تتصرف الولايات المتحدة، إذا لزم الأمر، بشكل استباقي. وكان اختيار عدم استخدام كلمة "وقائي"، في إستراتيجية الأمن القومي لعام 2002م، واستخدام كلمة "استباقي"، بدلاً من ذلك توقعًا إلى حد كبير، لما يُنظر إليه على نطاق واسع من عدم شرعية الهجمات الوقائية في القانون الدولي، من خلال كل من قانون الميثاق والقانون العرفي.
وقد لاحظ محللو السياسة أن مذهب بوش كما ورد في وثيقة مجلس الأمن القومي لعام 2002م، كان له تشابه قوي مع التوصيات المقدمة في الأصل في مسودة توجيه تخطيط الدفاع المثيرة للجدل والتي كتبها "بول ولفويتس"، خلال إدارة بوش الأولى خلال عام 1992.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاج ضد الهجمات الإسرائيلية على فلسطين ولبنان في العاصمة ا


.. طبقة من الثلوج تغطي مدنا عدة في الولايات المتحدة




.. قائمة فيفبرو.. هذه قائمة أفضل اللاعبين المحترفين لعام 2024


.. 8 قوى محلية وإقليمية تتصارع في سوريا.. أين تتمركز؟




.. الأسد يوجه رسالة لأميركا بشأن ما يحدث في سوريا.. وروسيا وإير