الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إني أعترض..إعدام صدام ...الفخ الأمريكي! :

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2007 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الآن وقد تكشفت الامور، وظهر المستور في التصريح المثير الذي نُسب الى الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني حول سبب الاسراع في إعدام صدام، والتعجيل بتنفيذ الحكم في يوم عيد الأضحى المبارك،فلماذا لاتفصح حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي،هي، عن سبب العجلة التي أضرّت كثيرا بسمعتها..وبالشيعة في كل مكان.

الرئيس طالباني كان نأى بنفسه عن كل ماله صلة بتنفيذ الاعدام، رغم أنه أعلن أنه لايعارضه،مع أنه كان قادرا على تأخيره الى مابعد العيد، الا أنه عاد وأكد ما قلناه في مقالة سابقة عن مخاوف "سُرّبت" بعناية الى المالكي وبقية الأقطاب الشيعة ،من تهريب صدام الى خارج العراق، وقال خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للتهنئة لمناسبة حلول عيد الاضحى حين قال طالباني " اننا كنا قلقين أن البعض و بدعم من قبل الأميركيين أن يوفروا الأرضية لهروب صدام من العقاب وأن يتآمروا ضد الشعب العراقي"..

هذا التصريح يتناسب مع تلك "التسريبات" السابقة التي شكّلت ضغطا كبيرة على المالكي، والتي دفعته الى تحمل المسؤولية كاملة في تنفيذ الاعدام بالتوقيت الذي أثار سجالا لن يتوقف قبل أن يتبرأ الأمريكيون بشكل كامل من تداعيات الاعدام،ليجعلوا المالكي يواجه مصير حكومته ...لوحده مع الشيعة(ليس كلهم).. في اصطفاف طائفي قاس!.

لقد أظهر الاعدام بالتوقيت الذي نُفذت فيه ،ومن خلال طقوس التشفي والانتقام البدائية التي رافقته ، حكومة المالكي كـ"منظمة" دينية متطرفة لاتُقيم وزنا لماحولها،خصوصا في الجانبين الاسلامي والانساني.
وهاهم الأمريكيون ومعهم الأكراد،ينجحون كما هو واضح في أن يضعوا مسافة بينهم وبين حكومة المالكي"الشيعية" و تداعيات إعدام صدام، وهم يتهيأون كمايبدو لمعاقبة كل من شارك في حفل الاعدام ، خصوصا التيار الصدري، بعد أن صورته طقوس الاعدام، جلادا ، رغم أنه كان ولايزال ...الضحية!.

وفي التسريبات الأمريكية الجديدة نلاحظ تلميعا مفبركا لصورة الأمريكيين السيئة ، وها نحن نقرأ "أن الدعم الذي قدمه الجيش الامريكي لنقل جثمان صدام لم يتوقف عند توفير المروحية التي نقلته من بغداد الي تكريت، فالدور الامريكي كان أوسع وسبق الاعدام في النقاشات السرية التي دارت مع العراقيين، حيث تساءل الطرف الأمريكي عن حكمة الاعدام وتوقيته، وعدالة الحكم بطريقة جعلت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يتجاوز الامور الدستورية والدينية التي ربما ضمنت نهاية اكثر احتراما للرئيس السابق".



تسريبات الأمركيين تعتمد على المشاهد التي صُورت من خلال هاتف نقال عن الاعدام، وقدمت لهم هدية ثمينة للتنصل من دور كبير ومحوري في كل ماحدث ، حيث تستند السلطةالأمريكية في العراق لتحميل الشيعة المسؤولية في اعدام صدام، الى السخريات وعمليات الاستفزاز التي تعرض لها صدام قبل لحظات من اعدامه، واستمرت بهستيرية لاتخلو من بداوة وجاهلية لايقرها الاسلام الذي أمر باحقاق الحق والعدل بعيدا عن الانتقام كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام لابنه الحسن بعد أن ضربه بن ملجم " ضربة بضربة".

ويبدو أن تسريب مشاهد التشفي والصرخات التي تقول : الطاغوت سقط، لعنه الله ، وأصوات تنادي: الى جهنم ، والهتاف المدسوس بحياة مقتدى الصدر، ومحمد باقر الصدر،ترمي الى تهيئة أرضية محاسبة المالكي ولو بعد حين، والشروع قبل ذلك بالتيار الصدري الذي أكد أكثر من مسؤول فيه أنه بريء من تلك الأفعال الجاهلية!.



ومن هنا فلن أشك لحظة أن المسؤولين الامريكيين في بغداد، عملوا منذ البداية على الظهور بمظهر من لا علاقة له بالتوقيت وأن الأمر هو شأن عراقي، ليوقعوا وبالتعاون مع بعض حلفائهم غير الشيعة، بالمالكي ، وهم يخططون منذ زمن لجر التيار الصدري الى منازلة غير متكافئة لذبحه، بعد تشويه صورته أمام السنّة الذين دافع عنهم الصدريون، سواء في واقعة إعدام صدام، أو من خلال عمليات القتل الطائقية التي يُتهم بها صدريون،أو تلك التي تأتي في سياق الاحتقان الطائفي وتقوم بها عناصر لاتخضع لسيطرة مقتدى الصدر.



ولن أتردد أيضا في القول إن واشنطن هي من دفع الى اعدام صدام في يوم العيد، وأنها ستقوم بمحاسبة من نفذ العملية ...في سلسلة بدأت من دعمها مجيء حزب البعث وبالتالي صدام الى سدة الحكم، ومرورا بتحريضه على ايران وتقديم كل أشكال المساندة له، وفي تشجيعه على غزو الكويت، وتأييده في القضاء على المعارضة الشيعية خلال انتفاضة مارس شعبان عام 1991،وحتى اسقاطه ومن ثم محاكمته وإعدامه.

وعلى المالكي أن ينتبه الى أن البداية الأمريكية للايقاع به وبعموم الشيعة، برزت في ما سماه الأمريكيون بـ"الحرص" الذي أبداه السفير الأمريكي زلماي خليل زادة مع كبار الضباط ، على "تحذير " المالكي من الاستعجال في عملية الاعدام، بذريعة وجود بند في الدستور العراقي يقتضي توقيع الاعدام من الرئيس ونائبيه، وبند يمنع اعدام اي شخص في العطل الرسمية، وعيد الاضحي. ويُقال في هذا الصعيد إن خليل زادة حاول التمسك بموقفه في لقاء مع المالكي تم يوم الخميس أي بعد 48 ساعة من تثبيت قرار اعدام صدام، وإنه ومعه آخرون طلبوا التأجيل خمسة عشر يوما بينما المالكي الذي كان يقرأ تقارير عن نية " تهريب" صدام،أراد تنفيذ حكم الاعدام حالا بعد قرار محكمة التمييز وعدم انتظار مهلة الشهر التي حددتها المحكمة. وفي النهاية وافق الامريكيون على موعد الاعدام الا انهم طلبوا عدداً من الضمانات من أن صدام لن يتعرض لاعتداء جسدي او اهانة عندما يسلمه الامريكيون للطرف العراقي. وقال الامريكيون ليس لدينا اعتراض على تنفيذ الحكم ولكن نريد تأكيدات من عدم خرق القانون، وقال المسؤولون العراقيون"الشيعة" لن نخرق القانون...وهذا هو بداية الطريق نحو الفخ ...الأمريكي .

وبعد الاعدام، تذكر التسريبات الأمريكية أن حكومة المالكي رفضت تسليم الجثة، وأصرت على الاحتفاظ بها في مكان سري حتى تسمح الظروف بتسليمها لعائلة صدام ودفنها، وعندها تدخل الامريكيون!!.

فمتى تعلن حكومة المالكي للرأي العام وبشفافية عن السبب في استعجالها تنفيذ الاعدام بصدام، على خطى مافعل الرئيس جلال الطالباني؟؟!!.والى متى يتعين على الشيعة أن يكونوا دائما أكباش فداء ....للآخرين؟؟؟؟!!!!!!!!.

--
وما من كاتبِ الا سيفنى وُيبقى الدهرُ ماكتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شئ ُيسرك في القيامةٍ أن تراهُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ