الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة للسفر وأخرى للعود

خالد خليل

2024 / 12 / 4
الادب والفن


‎سَفَرٌ إلى اللّامدى

‎سأرحلُ في نبضِ ضوءٍ شَرودْ

‎وأحملُ في راحتيّ الرمادْ

‎وأزهرُ في فراغِ الجُمودْ،

‎وأُطوِّقُ غيمَ السؤالِ بحبلٍ من الوهمِ
‎
حتّى يَفيضَ العَبادْ.

‎سأُبحرُ نحوَ النجومِ التي

‎اختبأتْ في شقوقِ الزّمانْ،

‎وأمدُّ يديّ إلى الأبدية

‎كي أنسجَ صُبحَ المكانْ.

‎سأمشي على هَيمَناتِ الضبابْ،

‎وأُطلقُ قلبيَ
‎
ليصطادَ برقَ السرابْ.

‎سأفتحُ في الروحِ نافذةً

‎للحقيقةِ: عصفورةٌ تتلاشى

‎وتُنسى في جذرِ الغيابْ،

‎وسأقرأُ ما لم يُكتَبْ
‎
على كفِّ هذا الترابْ.

‎أغيبُ كقوسٍ

‎يشدُّ على وترِ اللاوجودْ،

‎وأبعثرُ صوتي

‎على نَهرِ أقمارِ هذا الخلودْ.

‎هناك، سأُسافرُ في لَحنِ صمتٍ بعيدْ،

‎وأرسمُ وجهي

‎على قِشرةِ الموتِ
‎
حتى أعودْ.

‎سأتركُ خطويَ في مفرقٍ

‎يُحدِّقُ في النورِ،

‎ثم يذوبْ.

‎وأُسمّي الثغور العابرة
‎
بأسماءِ أوراقِ هذا الغروبْ.

‎فيا أيها العابرون على شَفْرَةِ النور،

‎تعالوا إلى الجرحِ كي نلتقي،

‎ونبني سماءً هلاميّةً،تُغني الأبديةَ
‎
للمنتهى.




‎عودةُ الفَقدِ إلى المدى

‎أعودُ كأنّي طُوِيتُ على وجْهَينْ:

‎وجهٌ يفتّشُ عنّي في ظلالِ الغيابِ،

‎وآخرُ يمشي على خطِّ حُلمي
‎
لينحتَ عُرسي من كَفنِ الطّينْ.

‎أعودُ كأنّي نبوءةُ ضوءٍ

‎تُفكِّكُ ظَهرَ الظلامِ،

‎كأنّي سؤالٌ قديمٌ

‎يُطاردُ شبحَ الإجابةِ
‎
في نايِ السّماءِ العقيمةْ.

‎أعودُ كأنّي لستُ أنا،

‎بل أغنيةٌ حائرةٌ في صدرِ الجبالْ،

‎ريحٌ تفتّشُ عن وجهِها
‎
في عيونِ الرمالْ.

‎أعودُ كي أقرأَ أسماءَ الغائبين

‎على صفحةِ الريح،

‎وأجمعَ شظايا دمي
‎
من حوافِّ القمر.

‎أعودُ كأنّي غصنٌ انكسر

‎ثم نبتْ في صمتِ الترابْ،

‎كأنّي صلاةٌ

‎نسيَتها الأفواهُ
‎
فعادتْ لِتُصبحَ نداءَ السحابْ.

‎أيّها العائدون من المنفى

‎إلى رمادِ الذكرى،

‎كيف تعودونَ وأنتم نوافذُ

‎لم تُغلقْ؟

‎كيف تعودونَ وأجنحةُ الريحِ

‎لم تَصْدأْ؟

‎أنا العودةُ التي لا تشبهُ غيمةً

‎ولا طائرًا،

‎أنا العودةُ التي تلتهمُ صمتَ الحكاياتِ

‎وتزرعُ في كفِّ الحنينِ
‎
ألفَ وطنْ.

‎أعودُ لأنّي الفقدُ الذي لا يعودُ،

‎والنورُ الذي لا يَذوبْ،

‎والجذرُ الذي يَعْبُرُ الصّخرَ
‎
ليكتُبَ وجهَه في المدى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المايك باظ من قوة صوت أم كلثوم !


.. ليه أم كلثوم كانت بتلبس نضارة سوداء دايمًا؟.. معلومات هتبهرك




.. سر مناديل أم كلثوم .. وحكاية دستة المناديل


.. عمرو دياب يحتل التريند بعد طرح ألبومه الجديد -ابتدينا-




.. الفنانة زينة تطلب 100 ألف جنيه تعويضا بعد هجوم كلب شرس على أ