الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة الصحراوية : صاغت خطاب البوليساريو سنة 2006

السالك مفتاح

2007 / 1 / 3
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


نقف بعد سنة من العمل ومن المرافقة المستمرة للفعل الصحراوي الذي لعبت فيه الانتفاضة (داخل السجون ،المعتقلات ،خلف القضبان )، دور المحرك، كونها الفعل الذي فرض القضية الصحراوية على الأجندة الدولية ، وخلق ديناميكية دبلوماسية وزخما اعلاميا وسياسيا للقضية الصحراوية في الداخل وفي الخارج..!!
ذلكم أن الانتفاضة صاغت، هذه المرة وبطريقة غير مسبوقة منذ وقف اطلاق النار خطاب البوليساريو،عبرها وصلت صرخة الشعب الصحراوي، للعالم واحتلت الصدارة واستقطبت الأنظار، وكانت الإذاعة وبقية وسائط الإعلام الصحراوية(وكالة الانباء الصحراوية، جريدة الصحراء الحرة، مواقع الانتفاضة : دفاتر الصحراء،شباب الشهيد الولي، صدى الصحراء ..، مواقع الهئيات المتضامنة مع القضية الصحراوية، اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين ...) ، هي جسر العبور لهذه الحقيقة في تكسير حجب التعتيم وطمر اطروحات التوسع. هنا برز رواد ملحمة الاستقلال أبطالا بدون منازع في الفعل الذي كان وقعه على الاحتلال،قاسيا و تأثيره مباشرا في فرض الحقيقة الصحراوية وعلى الأرض .. هذا الفعل الذي دونها في وثائق وشهادات دولية كبيرة ووازنة على الصعيد الدولي.. بل أنها وثقته ودونته بقوة التحريك الجماهيري والتضحيات الجسيمة والتجند من حولها. هذه الحقيقة كانت واضحة جلية في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة ومداولات لجنة تصفية الاستعمار والجمعية العامة ولوائح مجلس الأمن ، وإفادة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وغير ذلك من الإفادات والشهادات الدولية التي كان أخيرها وفد البرلمان الأوربي ومنظمة الخط الامامي واعترافات منظمات دولية كبيرة مثل منظمة العفو الدولية وهيومان رايت واتش..!! وأكثر من هذا ويزيد أن الانتفاضة والفعل الوطني الصحراوي (من داخل الأرض المحتلة ومن المواقع الجامعية ومن جنوب المغرب ) فرض نفسه على الرأي العام المغربي ( بعض القوي، الصحافة المستقلة) واخذ يؤسس لنفسه إطارات ذاتية للعمل متماشية والهوامش الممنوحة في ظل الاحتلال مثل تأسيس هائيات ومنظمات صحراوية حقوقية وانسانية ذات اهدف سياسية، من داخل الارض المحتل وعبر مواقع اليكترونية ومن خلال آليات جديدة للمواكبة من داخل المدن الحتلة ومن كافة تواجدات الجسم الصحراوي !!..
كل ذلك ساهم في إحداث شرخ في خطاب "المسيرة " الرسمي المغربي بفعل مساهمات مناضلي ومناضلات البوليساريو (في العيون، السمارة، بوجدور، الداخلة..) وفي المواقع والتواجدات الصحراوية داخل المغرب(مراكش، الدار البيضاء، اكادير..).. وهنا يبرز السؤال كيف كان دور الإذاعة وبقية الاتصال(الهئيات السياسية والاعلامية) في خلق التواصل وفي المواكبة وفي التوظيف السياسي والإعلامي..!؟ كيف تمكنت من توضيح الغامض وتكريس الدولة الصحراوية برموزها السياسية وكهوية متميزة وكينونة ثقافية ممتدة في كل المنطقة ..!؟ كيف أسهمت في الرد على الاطروحات والمغالطات المغربية بمد الصحراويين بمناعات جديدة في مواجهة التحديات التي يروجها خطاب المغرية والمخزنة الراعن في البحث عن خلق انظمة موازية والضرب على اوتار الفتنة والتشتيت للصحراويين عبر حرب بسيكولوجية اخذت هذه المرة بعدا اخر : خلق كيان المجلس الاستشاري ، سراب اطروحة الحكم الذاتي ..!؟ كيف ساعدت في التأسيس لنقلة نوعية تخلق الإجماع الوطني ، ترسخ وحدة الصحراويين من حول هدف الاستقلال وتقرير المصير .. تضخ دماء جديدة، تتخذ من التبصر والحنكة، اسلوبا ومن الابداع والتجديد زادا (الطرح ،المعالجة، الرد المناسب بما تمليه المواقف والمستجدات) .. !؟ كيف كذلك تم ضمان سيولة المعلومات وجعل الجسم الصحراوي يتوحد وجدانيا في لحظات الشعور بالخطر في مواجهة الدخيل ..!؟ كيف ساهمت الانتفاضة في مد البوليساريو بذخيرة حية لمواجهة زبانية الاحتلال المغربي وفضح جرائمه وتعرية اساليبه ..!؟ كيف نكسب دعم الاخر ونتقي شره ونتجنب السقوط في شرك الفتنة.. اذ ان معظم شباب الانتفاضة ولدوا تحت الاحتلال المغربي ولم يعرفوا البوليساريو الامن خلال وسائل الاعلام ..!؟ كيف كذلك مدت الهبة الصحراوية ، كفاح الشعب الصحراوي بأساليب جديدة من الممانعة تضمن ديمومة المقاومة المنسجمة مع خطاب العولمة الذي ينبذ العنف ويرنو في أبجدياته نحو حرية التعبير وحق تقرير المصير ويحتضن في أدبياته المرابطين في ساحات العمل الرافعين لأعلام حقوق الإنسان والديمقراطية ..!؟ وكيف كذلك استطاعت البوليساريو عبر مجمل وسائط الإعلام، ان تترجم هذا الخطاب في مواجهة حرب التشويه والأكاذيب والحرب النفسية، التي تشن بمناسبة وبدونها على كل أبطال الانتفاضة وفعلها المتجدد الذين حاول المغرب رميهم بشتى صنوف الحرب القذرة ..!؟
وبالنسبة لانتفاضة الاستقلال التي نقف الآن على مرور سنة ونصف عليها كانت الفعل المتميز (بدون منازع) الذي مستمرا حاضرا وبقوة في المظاهرات والوقفات والايماءات وفي الملاحقات والاعتقالات وفي المحاكمات وفي شتى مناحي الفعل وختى في المدارس وفي الجامعات .. هذا الفعل الذي لم ينقطع طيلة وعلى مدار السنة .!! والتي تحتل فيها رموز البوليساريو(اعلام ، شعارات، مطالب.. تترجم الانضواء تحت لواء البوليساريو)، الصدارة ، بل هي راس الحربة بفعل رسوخ اهدافها وقربها الوجداني وتفاعلها الحقيقي المتناغم ،وتبنيها الحقيقي للانشغالات الصحراوية ..!؟
وهكذا، اتخذت البوليساريو ، سياسة تضع الاولويات لهذا الفعل الصارخ من تحت الاحتلال وضع الانتفاضة في موقعها الحقيقي كونها فعلا وطني صحراويا ، يرقى لمستوى ملاحم الشرف التي خاضها جيش التحرير الشعبي الصحراوي في مواجهة الاحتلام و الاستعمار.. !!
وبالفعل تبوأت الإذاعة والترسانة الاعلامية، دور جسر العبور في نقل هذه الحقيقة ساخنة مع صرخات المعتقلين ، وإيماءات المضربين في ملحمة الأمعاء الفارغة وهبات المنتفضين وصيحات المعذبين تحت الاحتلال ، وهبات الالتفاف التضامنية مع هؤلاء و اولئك ، كما كانت جسر عبور الحقيقة من تحت الحصار والمتنفس في بعث الامال في مواجهة العدوان ، وضحد زيغ السياسة المغربية الرعناء .. ظلت تواصل التحدي تقوى العزائم تبعث فيها قوة الرسالة .. و تقوية شوكة المقاومة ومدها باساليب الممانعة الذاتية في مواجهة مباشرة مع الة الاحتلال وبعث الهمم وتعزيز الصف ..!!
للتذكير فان ملحمة الكر والفر وعلى مدار سنوات طويلة ، كانت فيها هذه الوسائل تلعب دور رأس الحربة وجسر العبور بين الصحراويين سواء في الارض المحتلة او في المخيمات او في الشتات ..، خاصة الاذاعة التي هي وسيلة تفلت من قبضة الجدار و تتخطى حواجز الامية والجغرافيا والرقابة الجمركية والمصادرة.. الا انها قد لاتفلت من قبضة التشويش التقني . حيث حاول المغاربة ومنذ البداية، التحايل عليها بعدما ازعجتهم ، لخطورتها غير المحدودة وفعلها الممتدا لدرجة انهم صنفوها طابورا خامسا باعتراف ملك المغرب الحسن الثاني 87.
ولهذه الأسباب تم مباشرة بعد ان توقفت الحرب العسكرية والانتهاء من بناء الجدران ، انكبت الالة المغربية منذئذ على وضع جدران التشويش على بث الاذاعة الصحراوية (في المدن الكبيرة مثل العيون 92 والسمارة94 ثم بوجدور وغيرها) .ومع بداية دخول الاذاعة للبث على الانترنيت قبل سنة باشرت السلطات المغربية بحجب المواقع الاليكترونية التي تبث عليها الاذاعة( موقعwww.arso.org، اتحاد الصحفيين ، وكالة الانباء الصحراوية، جريدة الصحراء الحرة .. مواقع الانتفاضة .. وكذلك بقية المواقع التي يمكن من خلالها الاولوج اليها.
واخيرا فان فصاحة خطاب الانتفاضة اعطى سخونة للقضية الصحراوية على الصعيد الدولية في الدعوة لحل النزاع عبر الاحتكام للمشروعية الدولية وفي وضع الية لحماية حقوق انسان بالصحراء الغربية ، الا ان بعض القوة المتنفذة في مجلس الامن (فرنسا) حالت دون ذلك ووقفت بالمرصاد في وجه الحديث عن الموضوع في مواجهة صريحة ، الا ان الراي العام الدولي وبفعل الحضور الذي منحته الانتفاضة للقضة اعلاميا وسياسيا ، قد فضحت اساليب ومكر العدوان المغربي ، وشهرته بجرائمه القذرة في الارض المحتلة وجنوب المغرب ، وفي كذلك اكتشاف للشعبين الصحراوي والمغربي انهما جاران ينبغي عليهما التعايش في امن واطمانئية بعيدا عن الحسابات و المزايدات السياسات الخسيسة التي تريد لهما الفنتة والتطاحن.. وهي رسالة الانتفاضة للمستوطنين وللراي العام المغربي بان حرب الصحراء الغربية اراد بها النظام السياسي تحقيق مطامح بعينها على حساب الديمقراطية والرفاهية الاجتماعية في المغرب وفي الصحراء الغربية. الشئ كان واضحا في رد فعل بعض القوة في المغرب مثل حزب النهج الديمقراطي و وبعض منظمات وهئيات المجتمع المدني المغربي وفي خروج الصحافة المستقلة عن خطاب المسيرة القديم في الاقتراب من الحقيقة الصحراوية واستضافة النشطاء بل ان بعضها تجرأ على اجراء لقاءات مع اعلى هرم في سلطة البوليساريو (الصحيفة المغربية التي اجرت لقاءا مع الامين العام للبوليساريو محمد عبد العزيز ) .
- وضمن هذا السياق يمكن ملاحظة ان الزخم الكبير الذي ولدته الانتفاضة الصحراوية، وأمام بشاعة القمع المغربي للمظاهرات السلمية، وما يرافق ذلك من متابعة ! و توثيق ذاتي، وتغطية إعلامية دولية، لم يعد من الممكن للإعلام المغربي مواصلة التستر والتضليل وتكرار الخطاب الرسمي، حيث أضحى بعض هذه المنابر يعرج على الحقيقة، وبدأنا نلمس تغيرا في خطابها تدريجيا، فبدل التماهي الكامل مع خطاب المسيرة التقليدي أصبحت بعض هذه الصحف ( الصحيفة، نيشان التي منعت اخيرا من التداول في الاماكن العامة، المشعل ، تل كيل، المساء ، النهج الديمقراطي، الايام، المواطنة الان ..) تبرز وبشكل تدريجي وجود حركة سياسية مناهضة للإحتلال ، و وتقر بان غالبية صحراوية تؤيد خيار الاستقلال و جبهة البوليساريو ، وتطور ذلك بحث دخلت مفردة دعاة الاستقلال بدل الانفصال، والمعتقلين السياسيين الصحراويين بدل السجناء، وأخطاء الدولة والتجاوزات والانتهاكات المغربية بدل الصحراء جنة، وذكر طرفي الصراع( البوليساريو والنظام المغربي)....وهذا اكسب هذه الصحف درجة كبيرة من المقرئية في الشارع المغربي وباتت منافسا مزعجزا للصحف المحسوبة على الخطاب الرسمي المغربي .
- ملاحظة اخرى تسابق بعض الصحف على الوصول إلى الحقيقة انطلاقا من التغطية في بعض الأحيان، وإجراء لقاءات مع نشطاء حقوقيين وفاعلين في الانتفاضة .
اما على مستوى الإعلام الرسمي ، فلا زال خطاب المغالطة القديم بمغالطاته واكاذيبه المعهودة في تناول القضية الصحراء الغربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط