الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تغيير حالنا .. من أين يبدا؟
ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي
(Dhiaa Al Mayah)
2024 / 12 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الأمر الذي عزم علي تحقيقه غيبيل ورفاقه لتغيير حال هذا البلد الأفريقي المسلم مما هو عليه، بدا ليس سهلا"! ناقشت مجموعة غيبيل استعداداتها وما بوسعها أن تفعل ومن أين تبدأ .. وما هي خططها لتغيير هذا الحال وهي لا تملك من مستلزمات التغيير شيئا! الحقيقة أن هذه المجموعة لا تملك غير احلامها الخافتة وافكارها المبعثرة وامانيها المتطلعة لأن ترى بلدها الأسمر قد تخلص ممن يحكمه وينال ما يستحقه.
أراد كل واحد في المجموعة أن يبدأ .. أن يبدأ الجميع .. لا بد أن تأتي البداية .. لا بد من عمل يقومون به غير هذه الأحلام الحزينة والأفكار المجردة والأماني العاجزة. لتكون بداية تغيير بلدهم من مدينتهم التاريخية الجميلة اللانظامية في اي شيء والغارقة في أوساخها والحاملة حزن التاريخ كله. بلدهم الأفريقي الغني يبدو فقيرا، نِعم الله وخيراته مسروقة والناس محتاجة. كل المدن في بلدهم الأسمر متشابهة في الآمها والناس في بلدهم متشابهون في حرمانهم، فكيف ستكون البداية؟ ومن أين تكون؟
كل واحد في المجموعة سأل نفسه؛ كيف نبدأ؟ ومتى نبدأ؟، فلم يجد جوابا شافيا، ثم تساءلوا بينهم، فلم يحصلوا على جواب كافي. كرر الجميع نفس أسئلتهم على بعضهم؛ ماذا نفعل؟ ماذا علينا أن نفعل؟ لا بد أن نفعل شيئا ما .. لا بد من أن نبدأ بفعل ما .. لكن من أين نبدأ؟ كرروا سؤالهم الأول وعادوا لهاجسهم وقلقهم وخوفهم من ان يبقوا على ما هم عليه ويبقى حال بلدهم على ما هو عليه!
صرخ غيبيل بأعلى صوته؛ علينا أن نبدأ أولا من الواقع الذي نعيشه، أن نبين صورة الواقع ونحدده ونعرف علته وعلاتنا، حالنا الذي نمر به ونراه فينا وفي الاخرين لنعرف من أين نبدأ. صاح بعضهم؛ نعم علينا ذلك. تساءل أخرون باستغراب؛ ماذا تقصد؟ ماذا تقصدون؟ ما معنى ما تقولون؟ أجاب غيبيل بأن عليهم أن يحددوا أين تكمن المشكلة .. ما هي المشاكل الحقيقية في هذا البلد؟ وإن حددوها فمنها يتحركون.
تساءل غيبيل وتساءل معه افراد المجموعة كلها؛ هل مشكلتهم في نتائج تهور الدكتاتوريات السابقة ام في ضعف الحكومات الحالية؟ هل في حكومة غير متجانسة أم في قبول الناس لها؟ هل في حال البلد المحكوم بحاكم تابع ام في محكوم له داعم؟ هل بسبب قومياته المتعددة ام أديانه المتنوعة ام مذاهبه المختلفة الموجودة فيه منذ الاف السنين؟ هل بسبب خيراته السائبة أم جرأة السارقين والفاسدين؟ هل في عدم محاسبة السارق على سرقته والفاسد على فساده؟ هل في تظافر نشاطات السراق والفاسدين والمزورين وقاصري العقل وفاقدي الحكمة دفعة واحدة من غير حساب؟ هل في قيادة مؤسسات البلد من قبل اشخاص لا يستطيعون قيادة نعجتين؟ ومتى تستطيع الحكومة الحالية تغيير حال البلد، إن لم تستطع بعد 30 سنة من استلام زمام الحكم؟
تعددت أسئلتهم وتنوعت، واختلفت إجاباتهم عنها وتناقضت! اختلفوا في بعضها واتفقوا في معظمها وجل ما اتفقوا عليه ان الأمور وصلت إلى أسوأ حدودها وأن التغيير ضرورة حتمية لا بد ان تتحقق وان التأخر في البدء سيكون وبالا عليهم وعلى الأجيال التالية. ووصلوا إلى حيثما ابتدأوا، لا بد من البداية .. عليهم أن لا يكرروا ما جربوه من أساليب .. وقرروا أن يتقدموا خطوة .....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. جمال براجع يحيي صمود الشعب الفلسطيني وإلتفافه حول المقاومة ا
.. قراءة في المشهد العربي ، في ضوء وعي الفوات الحضاري - يديرها
.. مسيرة احتجاجية إلى دافوس: المتظاهرون يعترضون على سياسات المن
.. سؤال شفهي : -مشاريع تحلية المياه- من الرفيقة زهرة المومن، با
.. الرفيق عدي شجري يتقدم بسؤال شفهي بشأن -التدابير الحكومية الر