الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نهاية عام.. إعدام صدام
سعيد الحمد
2007 / 1 / 3اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ الصباح الباكر وجدت فضائياتنا فرصتها التي لا تعوض، ومناسبتها التي لا تتكرر في اعدام صدام.. وكعادتها وجدت في الاعدام فرصة »للعركة والتعارك« بين فضائية مؤيدة للاعدام اقامت مهرجانات الفرح، وبين فضائية حزينة على الاعدام نصبت سرادق عزاء للشتم والذم.. ومع ان اعدام صدام كان النتيجة وكان النهاية المؤكدة عند كل الناس تقريبا الا ان اعدامه تحول فضائيا وعربيا الى قضية مثيرة للجدل، بدأتها الفضائيات وانتقلت عدواها الى الشارع العربي الذي وجد فيها موضوعا يتعارك حوله في زمن عربي تحول هو الآخر الى مجرد ردات فعل عاطفية جياشة تبدأ بقوة صاخبة ثم سرعان ما تنتهي وكأن شيئا لم يكن ابدا. اهتمت فضائياتنا واهتم الشارع العربي بردات فعل العالم على تنفيذ الاعدام.. »ماذا قالت واشنطن ولندن وباريس وموسكو، وماذا قالت الانظمة العربية وكيف رفضت حماس وفتح والقذافي اعدام صدام« ولم تهتم فضائية عربية بردة فعل اصحاب الشأن والمعنيين مباشرة بالاعدام، ونعني بهم العراقيين والشارع العراقي بمختلف طبقاته وفئاته وشرائحه. الجميع افتى في الاعدام وموعده واسلوبه وتوقيته نهار عيد الاضحى، حتى ظننت ان صدام كان من العُبَّاد الزاهدين الكافّين العافّين الملازمين للجامع. والجميع وفي مقدمتهم فضائياتنا التي خصصت ساعاتها الطويلة للحديث حول »خبر« اعدام صدام لم تذهب بعيدا لقراءة ظاهرة صناعة الدكتاتور وصناعة »البطل« وصناعة الفرد في تاريخنا.. وهي صناعة بقدر مآسيها ونكباتها مازال الشعب العربي يتوق إليها ويتطلع نحوها بشوق معربد بآماله وطموحاته المعلقة والمؤجلة بانتظار »بطل« يصنعه الخيال الشعبي الواسع ليتحول واقعا الى دكتاتور يحكمه بالحديد والنار.. وحين يموت أو حين يقتل او يعدم اذا بالجميع يذرف عليه الدموع مودعاً فيها »بطله الدكتاتور«، متطلعا الى »بطل دكتاتور« آخر.. يعيد فيه سيرة النكبة والنكسة والكارثة والهزيمة. في غياب ثقافة المؤسسة او بالادق في غياب الوعي بدور المؤسسة وحكم القانون والمؤسسات نتعلق جميعا بوهم البحث عن بطل عن مخلِّص، ولا مانع بعدها ان يتحول الى دكتاتور دموي ينكل بنا او يقودنا الى الهزيمة، فالمهم هو »البطل الفرد« فالخلاص الفردي هو أملنا وهو تكوين نهجنا وثقافتنا وفكرنا الذي لم يخرج ابدا الى آفاق ثقافة المؤسسات، ثقافة القرار الجمعي والتفكير الجمعي على خلفية ديمقراطية القرار وديمقراطية الخيار وديمقراطية المسار. ولأننا نتعلق بالسطحي في الظواهر وبالسطحي في قراءة الاحداث من حولنا، ولأننا نتوقف عند النتائج ونهمل الاسباب التي قادت اليها.. لذلك يبرز ويشتهر اولئك المتسلقون والمنتفعون والذين يعرفون ويجيدون كيف يرقصون وكيف يستثمرون اللحظة والمناسبة والحدث لصالحهم الشخصي الخاص. ففي يوم اعدام صدام والابصار العربية والعيون والآذان مشدودة الى الفضائيات، برز بشكل غير مسبوق وفي دعاية شخصية مجانية لم يحلموا بمثلها ولن يحلموا »اعضاء هيئة الدفاع عن صدام« من خليل الدليمي العراقي وصولا الى بشرى خليل اللبنانية مرورا بنجيب النعيمي القطري ووصولا الى محمد منيب المصري الذي كان اكثرهم تفرغا يوم العيد للخروج على الشاشات والفضائيات وبزهم وفاقهم بكثرة اطلالاته من كل فضائية، وكان تحت الطلب في كل ساعة من ساعات ذلك النهار المدفوع الاجر شهرة ونقدا ونجومية لمن يرددون نفس الكلام. هدّد بعثيون مثل ابو محمد »بأن العراق سينجب الف صدام وصدام« وتمنى ذلك عرب كثيرون.. فهل نسأل لماذا نعيد انتاج الدكتاتور!!
اعلامي بحريني
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. استياء قوى سورية من انفراد الجولاني بتكليف البشير بتشكيل حكو
.. هل تدخّل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر؟
.. المغرب: خضوع الملك محمد السادس لعملية جراحية إثر إصابته بكسر
.. الجزائر: محامي صنصال يؤكد منعه من السفر إلى الجزائر
.. سرب من المقاتلات يرافق طائرة تبون الرئاسية نحو موريتانيا