الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غسان شاهين وآخرين

عوني الداوودي

2003 / 7 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                      

 عند قراءة بعض المقالات من لدن هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم حاملي لواء الوطنية العراقية والعربية " وحميتهم " على الوطن والعروبة ترى وكأن النضال القومي العربي وقف عند هؤلاء في محاربة كلمتي الكورد وكوردستان، وشتم الشعب الكوردي وتزوير تاريخه، والذي رمى بنفسه هذه المرة في موقع كتابات، أسم آخر يضاف إلى أسماء أخرى مزورة دعا نفسه بالدكتور غسان شاهين الذي نصب نفسه محامياً للشعب الأشوري ناسفاً التاريخ الكوردي العريق عن بكرة أبيه وتصوير تاريخنا ورموزنا الوطنية والتاريخية كمجموعة قتلة وسفاحين وما الشعب الكوردي غير مجموعة قطاع طرق ولصوص، ومثل هذه الطروحات الشوفينية من هؤلاء النازيين الذين يتسربلون بسربال القومية العربية هو في الحقيقة ليس بالشئ الجديد علينا فالتجربة علمتنا أن نؤمن بالمثل القائل " إذا حاول البعض طعنك من الخلف فأعرف أنك في المقدمة " وهذا هو الرهاب الكوردي الذي يقلق مضجع هؤلاء الأقزام ولهذا نجدهم يتخفون تحت الأسماء المستعارة وبألقاب علمية تارة وباختيار أسماء معينة توحي للقارئ بأن الكاتب تركماني أو آشوري تارة أخرى، وليسوا هم في الحقيقة سوى نفر ضال يعدون على أصابع اليد كخلية مافيا صغيرة وعرّابهم  يتربع في جنيف.
لست هنا بصدد الرد على هذا النوع من الكتابات أو الدفاع عن الكورد، فأعتقد أن هذا هو واجب المثقف والكاتب العربي العراقي قبل غيره، على الأقل أن يوصل الرسالة التي تقول بأن مثل هذه الكتابات لا تمثل الرأي العام العربي العراقي، فالسكوت عن مثل هذه الكتابات التحريضية لا تخدم القضية العراقية، ولا التعايش السلمي في العراق، وأنه يدق المسمار الأخير في نعش العلاقات المستقبلية.
أقول لهؤلاء ولمن تدغدغ مشاعره مثل هذه التخرصات باختصار، أن الأمة الكوردية أمة عريقة في المنطقة استطاعت الحفاظ على مقوماتها القومية بجدارة بين إمبراطوريات جبارة قامت في المنطقة ولم تنصهر في بوتقاتها رغم قساوة المحتلين الذين مروا بهذه الأرض المقدسة كوردستان، وأن الوجود الكوردي على هذه الأرض قديم قدم تاريخ المنطقة، وقبل أن تطأها أقدام العرب الفاتحين بآلاف السنين، ومن سمى نفسه بغسان شاهين يدرك هذه الحقيقة جيداً ويدرك أيضاً بأنه لا يقف على أرض صلبة لمبارزة أهل الدار، فلذلك نراه يلجأ إلى الحيلة القديمة قدم التاريخ " فرق تسد " لدق الأسفين بين الشعبين الكوردي والآشوري مستغلاً  المشاعر القومية للبعض من القوميين الكورد والآشوريين الذين ما زالوا على انغلاقهم القومي الضيق، وما يخدم هلوسات هذا النفر الضال حقاً هو ردة الفعل من قبل بعض كتابنا بالرد عليهم، ولذلك حاولنا دائماً عدم الرد على هذه الترهات لأننا أهل الدار ونثمن العلاقات التاريخية والأخوية بين الشعبين الكوردي والآشوري عالياً، وما يجمعنا بإخواننا الناطقين بالسريانية بجميع طوائفهم أكثر بعشرات المرات من ما يفرقنا، والواقع على الأرض غير ما يكتب وينشر هنا وهناك.
 وككورد نعرف تاريخنا جيداً والطاقات الهائلة لدى أبناء أمتنا وكيفية توظيفها في الأوقات الحرجة، وهذا هو سر بقاء الشعب الكوردي رغم كل ما مر به من الويلات والنكبات على أيدي الغزاة والطامعين وآخرها على يد المجرم السفاح المخلوع صدام  وزبانيته.
فالسؤال الطبيعي الذي يطرح نفسه على هؤلاء الذين يدعون الإنسانية بالدفاع عن حقوق الشعب الآشوري من ظلم وجبروت الكورد. أين كانوا وأين كانت مشاعرهم " الإنسانية " عندما كان سيدهم ونظامه المخلوع يحاولون جاهدين بتسجيل الكلدوآشوريين كعرب في الإحصائيات الحكومية ؟ وهذه وقائع مثبتة في الأرشيف العراقي وفي ذاكرة الأجيال التي عاصرت تلك السياسات الحمقاء. 
وندرك أيضاً بأن هؤلاء يتلذذون بالرد عليهم حتى لو كانت على شكل شتائم، ويحاولون في تخرصاتهم تلك أن يجرّونا لشتم العرب كما هم يفعلون بشتم الكورد تارة من خلال التهجم على القيادات الكوردية وذلك للإنتقاص من جوهر القضية الكوردية وتارة أخرى بتشويه تاريخنا وتزييفه.
أحقاً الشمس لا تحجب بغربال ؟ فالحقيقة الكوردية في الماضي والحاضر والمستقبل، لم تستطع أن تحجبها إمبراطوريات القرون التي خلت ولا الدول القومية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الأولى، والمستقبل مشرق وزاهي، فالكورد يصنعون التاريخ ويسيرون إلى الأمام بخطوات واثقة وفي كل أجزاء كوردستان المقسمة، فموتوا بغيظكم، ويعرف كتابنا ومثقفينا كيف يحولون تلك المحاولات لتشويه التاريخ الكوردي وهذه الحملات التي تتصاعد بين الفينة والأخرى إلى عامل توحيد للصف الكوردي، وهذا هو المطلوب، وشعبنا بطبيعة حاله ومن خلال التجارب التاريخية المريرة التي مر به توحده النكبات وترفع من معنوياته لمقارعة الظلم ويدرك جيداً بأن الفاشية العربية لم تزول بزوال صدام بل لا زالت تتربص به للإنقضاض عليه من جديد وما هذه الحملة المستعرة التي يخطونها أناس أشرار على مواقع الأنترنيت، غير تأهيل الأرضية لمجازر مستقبلية جديدة، لكنها والحق يقال لا تخيف الكورد ولا يلتفتون إليها بقدر ما يهش شخصٍ ما الذباب من على مائدته.   
 
                                                                  عوني الداوودي ـ السويد          








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة