الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحرب في سوريا وخطط إعادة تشكيل الشرق الأوسط
رشيد غويلب
2024 / 12 / 7العولمة وتطورات العالم المعاصر
هز الهجوم الذي شنته المنظمات الإرهابية المدعومة بشكل أساسي كما يبدو من تركيا وحكومة حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم فيها، على أركان النظام السياسي السوري، الذي حافظ على وجود هش بعد المفاوضات التي نتجت عنها اتفاقية أستانا حول توازن القوى في سوريا، والتي شاركت فيها روسيا كطرف أساسي داعم لحكومة الرئيس بشار الأسد، وتركيا كشريك أساسي للقوى الساعية لأسقاط النظام.
وقد عملت موسكو وأنقرة على تحقيق "استقرار"، يكفي لأنهاء العنف. وفي آذار 2020، تمكنت روسيا وتركيا من وقف آخر تصعيد في الحرب، دون مشاركة الولايات المتحدة والبلدان الأوربية. وكان هذا ممكناً لأن البلدين كانا قادرين على فرض الامتثال للتسوية على أطراف الصراع.
وعلى الرغم من دعم روسيا وإيران جهود الحكومة السورية في حربها ضد الإرهاب، الا ان التباين بين الحليفين من حيث الأولويات، وتنافسهما على حجم النفوذ المتحقق لكل منهما في دمشق، بدا واضحا من التعامل الروسي مع القصف الاسرائيلي المستمر داخل الأراضي السورية.
الأهداف الحقيقية
إن التقدم السريع لقوات المنظمات الارهابية واحتلالها لحلب وحماة واستمرار التقدم باتجاه دمشق يجعل هدف العملية أكبر من الحديث عن إضعاف النفوذ الايراني، ليصبح محاولة لأسقاط النظام السوري، وتنفيذ مشروع تفتيت الدولة الوطنية، بعيدا عن طبيعة النظام الحاكم. ويتماشى هذا الهجوم مع خطط الغرب لإعادة هيكلة الشرق الأوسط وخطط إسرائيل لتفكيك المحور الايراني. وإذا ما مضت الخطة إلى نهاياتها فنحن إزاء سيناريو لقيام نظام المكونات الطائفية والقومية، على غرار نظام المحاصصة السائد في العراق تحت يافطة إسقاط الدكتاتورية، وإقامة بديل "ديمقراطي"، او تقسيم سوريا إلى ثلاثة اجزاء: جزء كردي، وجزء سني تحت سيطرة قوى الإرهاب، وجزء علوي تحت سيطرة الأسد.
توقيت استثنائي
وغني عن القول إن ما يجري لم يكن وليد الصدفة، وانما تنفيذا لخطة وصفقة قد تتضح معالمها لاحقا قائمة غلى انخراط سوريا المقسمة في عملية تطبيع مباشرة مع اسرائيل. الجديد هو اختيار الرئيس التركي توقيت العملية، التي جاءت امتداد لنتائج حرب الإبادة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتغير التوازن لصالح تركيا وحلفائها، بعد تحجيم قوى المحور الإيراني المعيق لتحقيق التطبيع الواسع مع إسرائيل وفقا لأولوياته.
وبالتأكيد تجري الاستفادة من خلو البلدان العربية من بديل تحرري قادر على إيقاف عملية غزو واستباحة بلدان المنطقة، إلى حد سعي بات الكثيرون معه يرون توظيف الطبيعة غير الديمقراطية للأنظمة الحاكمة، لتبرير ما يجري أمراً منطقيا.
لقد شنت إسرائيل قرابة 160 غارة على مواقع سورية خلال العام الحالي فقط. وتعمل إسرائيل مع الجماعات الإرهابية في سوريا منذ سنوات، حيث تزودها بالأسلحة وتعالج أفراد الميليشيات المصابين في المستشفيات الإسرائيلية. ومعروفة الخطط الصهيونية للاستيلاء على "مساحة المعيشة" للسكان اليهود وإنشاء "إسرائيل الكبرى" التي تشمل، وفق رؤيتها أجزاءً من سوريا أيضا.
الدور التركي
ما كان لهجوم الإرهابيين ان ينجح دون دعم تركيا، الذي يشمل تقديم كل شيء: المعلومات والتدريب والأسلحة، والغذاء والمستلزمات العينية، على الرغم من تصنيف أنقرة لهذه المنظمات رسميا بـ "الارهابية".. ويرى أردوغان فرصة لتوجيه رصاصة الرحمة إلى سوريا لإنهاء الصراع المستمر منذ فترة طويلة بشروط أفضل لتركيا، وهو ما حاول الوصول اليه عبر مفاوضات مع حكومة الرئيس الاسد.
ولم تتخل الدولة التركية عن هدفها المتمثل في احتلال وضم شمال وشرق سوريا بشكل كامل. فهي تريد تحقيق خططـ "تركيا الكبرى"، بما في ذلك حلب، ويمتد حلم السلطان العثماني الجديد إلى محافظتي الموصل وكركوك ولكن بعد حين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - شيوعية آل بكداش وامثالها الى جهنم وبئس المصير!
طلال الربيعي
(
2024 / 12 / 8 - 00:58
)
بعد انهيار نظام بشار الوشيك, لا ندري ما الذي سيكون عليه مصير ما يسمى الحزب الشيوعي السوري-شركة مسجلة باسم عائلة بكداش-. حيث ربط هذا الحزب نفسه مع حزب البعث بسوريا كذيل ذليل له في جبهة -وطنية!- قميئة استخدمت لتسهيل قمع النظام السوري لشعبه بأرذل وأبشع الوسائل.
ولربما انه أمر مفهوم, إن هذا الحزب القميء لم يصدر حتى بيانًا يوضح فيه موقفه من الأحداث الأخيرة ومن مذابح النظام
بحق شعبه عبر السنين.
بداهة, إن انهيار نظام بشار لا يعني أبدا انتصارًا للشيوعية. ولكنه يعني بلا شك, كحصيلة, قبر شيوعية آل بكداش وأمثالها, التي هي صنو للوصولية والانتهازية وقمع وذبح الشعوب وإذلالها.
فليكن مصير هكذا شيوعيات جهنم وبئس المصير!
2 - الذئاب التي افترست قاطع الدرب ستفتك بالعابرين
محمد بن زكري
(
2024 / 12 / 8 - 08:23
)
كان لابد لنظام البعث الشمولي الشوفيني الاستبدادي أن يسقط ، وقد تفسخ ونخره الفساد وبات عبئا ثقيلا على التاريخ منذ زمن بعيد .
لكن المؤسف أن يسقط على أيدي ميليشيات سلفية تكفيرية من قاطعي الرؤوس ، لا يجمع بينها غير صيحة الإرهاب الإسلامي : (تكبيييير الله أكبر) .
اليوم افترسوا راس النظام . وغدا سيبدءون بافتراس الحريات وحقوق الإنسان ، وافتراس بعضهم بعضا (تقاتلا على الغنائم) ، وافتراس الدولة وتمزيقها إرباً .
ولن يختلف مآل الدولة السورية عن المآل الكارثي للدولة الليبية ، بل الوضع السوري مرشح لمآل هو أشد سوءً من المآل الليبي المحزن حد البكاء .
أتمني أن تُكذّب الأحداث قراءتي .
وبعد وقبل كل شيء ، فالسؤال الجدير بالطرح : هل سيقاتل (الجولانيون) لتحرير الجولان السوري المحتل ؟
3 - سوريا واعادة تشكيل الخريطة
محمد بلمزيان
(
2024 / 12 / 9 - 09:31
)
يقول المثل المعروف ( من الخمية خرج مايل) فلا اعتقد بان الوضع بسوريا يتحسن، بل يزداد سوءا لسببين هو أن طبيعة التشكيلات المسطيرة على المشهد بطبعها لن تقبل احداها ان تكون متوافقة مع الأخرى، وهي تختلف من حيث التصورات والأطماع ، أخشى أن يعيد الوضع السوري انتاج الأوضاع التي تعيشها باقي الدول التي شهدت ما يسمى الربيع العربي -
.. أطيب سندويشة مكسيكانو من الشيف عمر
.. عاجل | صور لبدء عملية نقل الرهينات الإسرائيليات الثلاث إلى ا
.. عاجل | مروحية إسرائيلية تصل إلى محور نتساريم في غزة تمهيدا ل
.. كلمة زوجة نجل الشهيد إسماعيل هنية تبارك وقف إطلاق النار
.. مراسل الجزيرة يرصد الدمار في مستشفى أبو يوسف النجار