الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لم أفرح..
بولات جان
2007 / 1 / 5الغاء عقوبة الاعدام
أنا واحد ضمن الذين لم يفرحوا لإعدام صدام. لم افرح لإعدامه و ليّ العديد من الأسباب، لكنني لم أحزن أيضاً لأنني لم و لن أنسى يديه الملطختين بدم أبناء جلدتي في حلبجة و المؤنفلين. و ما بين اللاحزن و اللا فرح هنالك مشاعر أخرى طغت عليّ كما الكثيرين من أبناء الشرق، قد تكون هذه المشاعر خليط من التأسف على ما نحن عليه من حالة مزرية. فهنالك الكثير من الذين كان الأحرى أن يكونوا السباقين إلى حبل المشنقة و على رأسهم جورج بوش(مع أنني ضد عقوبة الموت بكل أشكاله). فجرائم أميركا و العالم الغربي أبشع و افظع بألف مرة مما ارتكبه صدام. ثم لا ننسى بأن الاسلحة الكيماوية التي اباد بها صدام الشعب الكردي كانت من صناعة الغرب، و لا ننسى الدعم الذي قدمه الغرب للنظام العراقي كي يطغى بشعبه قتلاً و تنكيلا. و الأمر الأكثر أثارة للأشمئزاز هو إعدام صدام من قِبل أمريكا و بالأخص في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك. و كأن بوش يبلغ العالم الشرقي بأنه يضحي بصدام حسن و يقدمه كقربان لإله المصالح الوحشية الباردة للعالم الغربي. فنحن أبناء الشرق نتألم عندما نرى الأجانب يسرحون و يصولون في بلادنا و يعدمون أهلها حتى ولو كان المعدومين الدكتاتور صدام و أمثاله.
فهل يا ترى سيفيد إعدام صدام في تهدئة الوضع العراقي و استتاب الأمن و تقريب مكونات المجتمع العراقي من بعضهم البعض و يقضي على التدخلات الخارجية في البلاد؟ هل بإعدام صدام سيخاف المقاتلين الشعبيين و يتركون السلاح و مقاومة الجيش الامريكي؟
أنا أظن ذلك بتاتاً! و أنا متأكد بأن ردات الفعل العراقية و الجماهير العربية ستكون عنيفة جداً على إعدام صدام و قد تتحول المدن العراقية إلى بؤر للاقتتال و الصدام الدموي. ردات الفعل و الهجمات لن تكون ضد الجيش الامريكي فحسب و ليس في العراق فقط، بل ستتجاور العراق إلى الخارج لتصفية الحسابات بين المقاتلين العرب و المصالح الامريكية في كل مكان. و الحالة الخطيرة التي من الممكن جداً حدوثه هو نشوب صراع دموي أعمى بين الطوائف و القوميات العراقية. فهنالك المسرورين لإعدام صدام و بقدرهم هنالك الناقمين و الغاضبين على إعدامه.
من سيتصارع في العراق؟
منذ مدة طويلة و أوار الحرب الاهلية و بالأخص بين السنة و الشيعية متأججة و تتضمخ عن نتائج فظيعة جداً و سوف تتأجج هذه الحرب الداخلية أكثر فأكثر، و الأمر قد يصل إلى حد مجازر جماعية بين كلى الطرفين كما حصل في العديد من البلدان الأخرى. و ألانكى من كل ذلك هو إندلاع الصدام الدموي بين العرب و الكرد. فعلى الرغم من أن صدام قد أُعدم بتهمة قتل العرب الشيعة في بلدة الدجيل لكن و من المؤسف بأن القاضي كان كردياً و كذلك طالباني رئيس للجمهورية كردي أيضاً و قد يظهر الكرد مشاعر فرحهم بموت صدام هذا بطبيعة الحال سيستفز العرب السنة الذي قد يوجهون عملياتهم نحو المدن الكردستانية الآمنة حتى الآن و كذلك هنالك قضية كركوك الوتر الحساس لكل الجهات.
الوضع خطير و قد يفرز نتائج خطيرة جداً جراء الحماقة الامريكية التي لم تجلب سوء البلاء و الدمار على رؤوس شعوبنا المضطهدة أصلاً.
و ما اتأسف عليه أيضاً كونهم قد أقدموا على إعدام صدام قبل أن تكتمل محاكمته بقضية جرائم الانفال التي راح ضحيتها أكثر من مائة و ثمانين ألف كردي في التسعينيات. كما نعلم بأن الشعب الكردي قد تعرض للعديد من الابادات الجماعية و المجازر و عمليات التطهير العرقي على يد الانظمة الوحشية و الاستعمار الخارجي. فليس هنالك شعب في العالم تعرض للمجازر بقدر الشعب الكردي. و مع ذلك فإن كل هذه الجرائم الوحشية قد قُبلت بكل برودة من قِبل العالم و محاكمة صدام و أعوانه بقضية جرائم الانفال كانت سابقة لم يشهدها التاريخ اللهم إلا قضية القائد أوجلان في محكمة حقوق الانسان الاوروبية. فمحاكمة صدام و من خلاله و أعوانه محاكمة النظام البعثي البائد في قضية الانفال كانت ستكون علامة على أن ابادة الكرد جريمة و بأن الكرد ليسوا مخلوقات لا قيمة لها و بانه ليس من حق أي نظام ابادته. و لكن من المؤسف بأن هذه المحاكمة و كانت تداعياتها قد وصلت إلى مرحلة مهمة جداً في كشف بعض الوقائع مثل اشتراك الاتراك في عمليات الانفال. و كذلك فأنها كانت ستكون بمثابة اراحة الضمير الكلي للشعب الكردستاني الذي عانى الأمرين على يد الانظمة الإقليمية المتحجرة. و لكن أمركيا بتسرعها في إعدام صدام لمحت للأنظمة بأنه يحق لهم قتل الاكراد متى و كيفما شاءوا. و بهذا الشكل فإنه سيتم طي صفحة جرائم الانفال و تدوين الجريمة ضد فاعلٍ ميت.
أعود من جديد إلى قضية الايقاع بين الشعوب العراقية. فقد تم محاكمة صدام من قِبل قاضي كردي لكي تتجه النقمة ضد الشعب الكردي. الشعب الكردي الذي لم تتح له فرصة محاكمة صدام و إنزال العقوبة على جرائمه في الحلبجة و عمليات الانفال. على الرغم من أن الشعب الكردي ربما كان سيقف ضد عقوبة الإعدام. لأن صدام و امثاله من القادة العرب صنيعة أمريكية بأمتياز و لم يكونوا سوى دمى بأيديهم و مقابض لسيوفه و نصال رماحهم الطاعنة في الخاصرة الشرق الاوسطية. لذا كان من الاشرف محاكمة بوش و الغرب قبل محاكمة دماهم و صناعاتهم المشوهة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تحرك بالكنيست لمصادرة أموال وممتلكات -الأونروا- في إسرائيل و
.. ألمانيا.. اعتداء على متضامن مع فلسطين من ذوي الاحتياجات الخا
.. الكنيست يصادق على مشروع قانون يحظر عمل الأونروا في غزة والضف
.. كورنيش بيروت يتحول من مكان للتنزه إلى ملجأ لخيام النازحين
.. مصطفى البرغوثي: 7 أكتوبر لم يكن سببا بل نتيجة للاحتلال وللتط