الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباب الثورة أم ثورة الشباب؟

أيوب المزين

2007 / 1 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


طال غيابنا عن الساحة الإلكترونية لمدة تناهز الشهرين...وتسارعت أمامنا الأحداث الدولية والوطنية دون أن نكون قادرين على التواصل معكم...دون أن نشارككم أحزان أحبتنا في لبنان أو ننتقد معكم مواقف الحكومات العربية المتخاذلة أو حتى نصفق معكم لشهامة رجال المقاومة الإسلامية في الجنوب.
للأسف، كانت المشاكل جارفة وقوية، لكننا عدنا أكثر صلابة وأقوى عزيمة ... حاز منا من حاز على شهادة الباكلوريا، وتفوق منا من تفوق في المعاهد العليا وأعرق الجامعات من طلبتنا المغاربة بكل دول العالم...بحثنا ومازلنا نبحث عن فتات خبز نجمعه لأبناء وطن مفقر، لشباب أمة أضاعته مؤامرة سافرة، واضحة المعالم. لذلك أبينا إلا أن نصنع، كلنا، - نحن شباب المغرب – مفاهيم ثورة معرفية وحضارية كبرى سترفع الحيف عن معاجمنا السياسية المستهلكة هذه الأيام بالحديث عن "تنمية بشرية" و"انتقال ديمقراطي" و"العطلة للجميع"... لا سلمت أفواهكم يا من بعتم التوجهات الاقتصادية الوطنية للبنك الدولي وصندوق نقد الأعداء، ولا سلمت أيديكم الظالمة التي تصافح المواطن حينا وتتطاول على جيبه أحيانا كثيرة أخرى.
لقد أبانت التجارب المحلية أن من يحاول التغيير يداس بأحذية المخزن: فإن كانت جمعية مدنية شريفة احتوتها منظمات نظامية ذات مهابة ومال، وإن كان حزبا سياسيا ابتلعه القصر أو ضمته أحزاب الليبراليين و الشيوعيين المزيفين إلى صفوفها. لذلك، سعيا منا لوضع حد لهذه المهزلة المجتمعية، سنتكتل في رابطة دولية تضم خيرة الشباب المغاربة...شباب يجمعهم هم وحيد، هو التغيير.
إن رجالات السبعينات من مناضلي اليسار ومعارضي النظام الملكي برمته لم يحسنوا استعمال ليونة السياسة ومرونة قواعدها، لأن الهاجس الثوري الانقلابي كان دافعهم المثالي اقتداء بالحركات "التحررية" اليسارية أو تيمنا بتصاعد وثيرة العمل المسلح للإخوان المسلمين في العالم العربي على وجه الخصوص وبالثورة الإسلامية في إيران...
على العكس من ذلك، تأتي ثورتنا في إطار مطلبي جماهيري، يحيد حيادا تاما عن برجماتية الإيديولوجيات ومزاعم السياسات. فالشعب ذو حق، ولن نحتاج إلى "ماركس" أو غيره ليخبرنا بذلك !. والحاكم ليس إلا "موظفا" لدى المحكومين حسب العقد الاجتماعي الذي جاء به "روسو" أو دونه.
في كثير من الأوقات نلوم أنفسنا بالقول أن ما بيد "الراعي" حيلة ما دامت "الرعية" هوجاء، ضاربة أرجلها حتى الركب في التخلف الحضاري والأمية المعرفية (حتى لا نقول أمية قانونية فقط)، ثم نعود لنستشف ذاك التجهيل الممنهج والحرص الشديد على جعل المواطن في منأى عن أية جولات ثقافية تخول له اكتساب حمولة قانونية/مدنية تمكنه من محاورة الحاكم بعيدا عن منطق التخويف. وفي هذا الباب كانت مداخلتي أثناء ندوة محلية بمدينة "تاونات" حول موضوع "الشباب والمشاركة السياسية"، والتي أكدت إبانها على أن الشباب ضحية من ضحايا مسلسل محبوك القصة، مؤلف السيناريو ومصور الحلقات...لكني اليوم، أتذكر فيلما أمريكيا شاهدته ذات مرة، عرض قصة فيلم لم يكتب لمخرجه إكمال تصويره لأن البطل/الوحش يخرج من بين أشرطة الفيديو بدار التسجيل ويقتل كل من يشاطره البطولة...بل وكل من يصر على أنه "وحش" داخل مجريات الأحداث !.
قياسا على ذلك، إن شبابنا (الدكاترة المعطلون) سئم من لعب دور الوحش القبيح الذي يتظاهر أمام قبة البرلمان مطالبا بتسوية وضعيته المهنية، أو محتجا داخل الأحياء الجامعية (الطلبة) ساعيا نحو المساهمة في إصلاح النظم التربوية والتعليمية الفاسدة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجمعية العامة للأمم المتحد تعتمد قرارا يطالب بوقف فوري لإطل


.. مشاهد جوية للأنقاض بعد غارات إسرائيلية على مركز البحوث العلم




.. الدفاع المدني السوري يطلب تدخلا أمميا لتحديد مواقع سجون الأس


.. اكتشاف نفق سري ضخم تحت الأرض قرب مدينة القطيفة بريف دمشق




.. لهذا السبب.. أميركا تعلن بقاء قواتها في سوريا | #أميركا_اليو