الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل يتغير حالنا .. ام نبقى هكذا؟
ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي
(Dhiaa Al Mayah)
2024 / 12 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ظل غيبيل ورفاقه يتحدثون بأمرهم ويصفون حالهم، يؤسسون قاعدة لتحركهم ويقارنوا بين ما هم عليه وما عند غيرهم، بين ما يعانون وما يتمنون. دولتهم الأفريقية لا تشبه الدول الأخرى الأفريقية وغير الأفريقية! وشعبهم لا يشبه شعوب دول المنطقة ولا شعوب دول العالم. لم ينفعهم تاريخهم ولا حضاراتهم ولا خيراتهم. هم يعيشون ولا يعيشون. يسخر غيرهم منهم، ويتمنى حالهم البائسون والضائعون. غيبيل ومجموعته موقنين بأن شعبهم يستحق افضل مما لديه وافضل مما لدى الغير، لكن المشكلة فيمن يحكمهم.
بحسب اعتقاد مجموعة غيبيل، فأن دولتهم الأفريقية المسلمة عانت من حكم الأفراد المتعاقب المتسلط، ثم حكم المجموعة المتسلطة التي تمددت زمنيا كأنها تؤسس لمجموعات قادمة متسلطة. كان كل من حكم هذه الدولة الأفريقية وما زال يحكم باسم الله ولمصلحة الشعب الذي يعاني الحرمان والتخلف. خطط الحكام كانت كبيرة وخطبهم رنانة وأهدافهم سامية باعتبارهم ممثلي الله على أرضه. أيقن غيبيل ومجموعته بأن الأمور لا تقاس بالكلام ولا بالخطط ولا حتى بالتخصيصات المالية، إنها تقاس بالنتائج وحال هذا الشعب الأسمر أصبح اسوأ مما كان عليه.
مجموعة غيبيل تحاول أن تؤكد إن الأجيال السابقة تقبلت ظلم الحكام وعاشت الحرمان وانقضت حيواتهم بلا معنى وسالت دمائهم بلا قيمة. وجوه الحكام تبدلت وأهدافهم ما زالت هي نفس الأهداف، واستغلالهم لشعوبهم أزداد جشعا. أجدادهم وأباءهم اعطوا أعز ما يملكون لغيرهم. وضحوا بما عندهم من اجل غيرهم؟ تحمل منهم من تحمل ومات منهم من مات لإرضاء من يحكمهم وانهزم منهم من أنهزم من هذا الجحيم وبقى الحال لعقود ولقرون على ما هو عليه. لماذا نحن هكذا؟ لماذا لا نشبه غيرنا من الشعوب والدول؟
غيبيل وكل من عاش في هذا البلد يعرف أنه خلال العقود الخمسة الأخيرة، غادر كثير من شباب هذا البلد الأفريقي من ظلم الحكام إلى الدول البيضاء والشقراء والصفراء وتجنسوا بجنسياتها ووجدوا لإنسانيتهم احترامنا ولوجودهم وجودا. واليوم يأمل كثير من شباب الداخل أن يحذوا حذوهم ليعيشوا بعيدا عن بلدهم ويجدوا من يحترم انسانيتهم ويقدر وجودهم. أليس المضحك المبكي أن تعيش في بلدك وتتمنى أن تغادره إلى غير رجعة، لأنك لا تجد فيه حياتك ووجودك. والأكثر قساوة من هذا، أن تصبر على ما ترى وما تعاني ولا تملك من الأمر شيئا، وتهيأ اولادك وأحفادك ليعيشوا كما عشت حياتك.
تساءل كل فرد في المجموعة؛ لماذا علينا أن نعيش تحت رحمة الحروب والحصار؟ لماذا علينا أن نكون فارغي العقول وفاقدي التفكير؟ لماذا علينا أن لا نفكر بقادمنا أن ضاع منا ماضينا؟ لماذا علينا أن نسلمهم مستقبلنا ونحن نتفرج على حاضرنا وهو ينهدم أمامنا؟ لماذا علينا أن نرضخ لمنطق من لا منطق لديه؟ لماذا علينا أن نستهلك اعمارنا ونضحي بحياتنا من أجل شخص او حزب؟ خسرنا دنيانا بسبب الحاكم ورغبته في الحكم، وقد نخسر اخرتنا بسبب دعمنا له أو سكوتنا عنه.
وازدادت أسئلتهم عمقا؛ هل نحن بشر مثل الاخرين الذين يعيشون في العالم القريب والبعيد ام نحن اشباه بشر ولا يحق لنا ان نكون مثلهم ونعيش عيشتهم؟ هل نحن داخل هذا الزمن ام خارجه؟ هل نستحق العيش فيه كباقي البشر أم يُفترض أن نُلفظ من هذه الدنيا لأننا لسنا أهلا للعيش فيها؟ لماذا علينا ان نضحي ونضحي الى ما لا نهاية وللأخرين أن يقتنصوا تضحياتنا ويكتنزوا ملذات الحياة على جهودنا وجراحنا؟ من يجيب على كل هذه الأسئلة؟ وكيف سيجيب؟ وبماذا سيجيب؟
قرر غيبيل ومجموعته أن يجيبوا على جميع الأسئلة فعلا وليس كلاما وحسب. تهيأوا للإجابة .. تهيأوا للفعل ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الكاتب الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي عقب المج
.. قدري جميل: التجربة علمتنا أنه لا يمكن لحزب واتجاه واحد أن يح
.. هتافات غاضبة ورشق بالبيض.. مطعم في جورجيا يتحول إلى ساحة موا
.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين إسرائيليين مطالبين بصفقة تبادل
.. جنازة عرّاب اليمين المتطرف الفرنسي جون ماري لوبان