الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات سليم مطر تحمل أفكاراً هدامة ولا تخدم القضية العراقية والتعايش السلمي في عراق المستقبل

عوني الداوودي

2003 / 7 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                        

بداً أود الإشارة إلى ممارسة مدير موقع كتابات، الكيل بمكيالين، ذلك أني بعثت بمقال له قبل أسابيع لتأخذ طريقها إلى النشر، فأعتذر الأخ مدير الموقع في رسالته التي أحتفظ بها، حيث وضح لي بأنه ملزم بأن يعمل بالتنويه أو الإعلان الذي كتبه في الموقع  بأن ـ كتابات ـ لا تعيد نشر المقالات التي تنشر في مواقع أخرى ما عدا المنشورة في الصحف، فشكرته على التوضيح ولزمت جانب الصمت .
لكن يبدو أن الأمر يختلف مع آخرين وأخص هنا مقال السيد مطر " حملات التطهير العرقي الكردية ونذر الحرب الأهلية في العراق " حيث نشر المقال في موقع الحوار المتمدن سابقاً،  ورد عليه في حينه الدكتور جبار قادر في الموقع المذكور بمقال رصين وضع فيه النقاط على الحروف لمطر وللآخرين الذين ينهجون الأسلوب ذاته في خلق البلبلة وتأليب البعض على الآخر، ولم يرد السيد مطر في حينه على حسب علمي، ولا ندري أن أستعار أسماً آخر ليرد بصورة غير مباشرة .
 فأرجو أن لا يكون ما في الأمر تحيز لشخصٍ ما على حساب الآخرين من قبل مدير الموقع.    
أما ما يخص ألمقال المذكور أعلاه، أعتقد بأنه من قبيل التكرار الملل شرح وجهة نظرنا حول كوردستانية كركوك، وإزالة آثار التعريب، وأن أقل ما يقال في الرد على هكذا كتابات  بأنها محبوكة فقط لغرض خلق حالة من عدم الاستقرار بين المكونات الأثنية للمجتمع الكركوكي،  وأظهر الكاتب سليم مطر ذروة في التطرف الفكري في محاولة منه كمحاولاته السابقة في نشر أفكاره الهدامة والتحريض المعلن الذي يحاسب عليه القانون ضد أبناء الشعب الكوردي في كوردستان العراق، وتأليب العراقيين على بعضهم لعله يجد من يناصره في حملته العدوانية هذه، والتي هي ليست وليدة الساعة بل تمتد إلى عدة سنوات خلت، مما يظهر مدى حقده الدفين ومفاهيمه العروبية الاستعلائية ضد شعبنا الذي يحاول أن يغلفها بمصطلحات وحجج واهية باتت لا تنطلي على أحد .
ولست هنا بصدد مناقشة ما ورد في مقاله من تجني وتحامل وكلام غير مسؤول، لأنها في الحقيقة ليست بأفكار من الممكن مناقشتها، بقدر ما هي رياح مسمومة معروفة الدوافع والأسباب.
 ويبدو لي بأن السيد مطر لا يهتم كثيراً بردود الفعل القوية لدى أبناء الشعب الكوردي وجرح مشاعرهم، وما يترتب على ذلك، بقدر ما يهمه أن يكون في الواجهة، ليضمن لنفسه أن يكون تحت المجهر وفي دائرة الضوء، وليعتقد آخرين بأنه الوطني الحريص على تاريخ وتراث العراق من مغبة أطماع الكورد وجشعهم، لكن الحقيقة الثابتة من خلال نظرة تأمل على ما يكتبه بين الفينة والأخرى، نجد أمامنا شخص يحمل أفكاراً غير سليمة على عكس أسمه، وكتاباته لا تعدو كونها  تفريغ لشحنات انفعالية صادرة عن شخصية قلقة ومهووسة لا تستقر على حال وفي حالة شك دائم بمن حوله، ويتخايل أمور لا وجود لها على أرض الواقع إلا في مخيلته، وإلا كيف لنا أن نفسر دعوته للمثقفين العراقيين بأن يرفعوا صوتهم وأن يشهروا سيوفهم بوجه شعب عاش على هذه الأرض منذ آلاف السنين وتشبيههم باليهود الصهاينة، ومن ثم الاستخفاف بعقول وقدرات المثقفين العراقيين العرب ويعيب عليهم سكوتهم عن أطماع الكورد الجشعين.
للأسف لم يقدم لنا مطر في كتاباته خطاب يحافظ على الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل العراق لزرع الأمل في نفوس مكوناته لتخطي الأزمة الراهنة للعيش بسلام وهدوء، بل جاءت كتاباته تحريضية وبشكل سافر، وبغض النظر عن بعض الذين يحملون الفكر ذاته الذي ينطلق من العداء لتطلعات الشعب الكوردي وحقوقه المهضومة، لم نجد هذا الاتجاه محل ترحيب من قبل مثقفين عراقيين آخرين الذين اعتبروا مثل هذه الكتابات لا تخدم مستقبل العراق.
ما أستغرب منه حقاً في هذا الرجل بأنه أديب قدير ويكتب الرواية بلغة راقية وخيال واسع كما وصفه لي بعض الأصدقاء الذين أطلعوا على رواياته، في الحقيقة أجد صعوبة في تفسير هذا النوع من البشر الذي يمكن أن يبدع أدباً جميلاً، ويحمل في ذات الوقت هذا الكم الهائل من الحقد والكراهية، واختلاق الأحداث وترويجها وكأنه شاهد عيان على أحداثها، والحالة هذه نحن أمام إنسان أما أنه  يعاني من الازدواجية في شخصيته، أو أن المعلومات التي يحصل عليها هي من أناس مدسوسين تستطيع اللعب بالبيض والحجر، وفي النتيجة تنطلي الحيلة على هذا المسكين لينشرها باسمه، ليكون محل تندر عند هؤلاء وغيرهم، وأما أن يكون خياله الأدبي هو الطاغي على تفكيره ليرسم لنا هذه الصورة القاتمة عن الكورد وجرائمهم وتكريدهم للمدن والقصبات العراقية وتكريد الكلدوآشوريين والتركمان وممارسة سياسة التطهير العرقي بحق العرب العراقيين وطردهم من ديارهم والانفراد بقرار رسم مستقبل العراق واجتياحهم لمدينة بغداد العاصمة والسيطرة عليها، وكأن الملايين من أبناء الشعب العراقي وبأحزابه السياسية لا حول لهم ولا وقوة أمام هذا المارد الكوردي القوي الجبار الذي لا يشق له غبار، فهل هذا معقول أيها !!، أمن المعقول أن يصبح الكورد في ليلة وضحاها قوة عظمى تأمر وتنهي وتخطط وتشن الحروب وتذبح وتجلد هكذا وبدون مقدمات، فجواب سليم في هذه الحالة جاهز إلا وهو الاستقواء بالأمريكان كما صرح بذلك عدة مرات، لكننا نذكره بأن حملته هذه هي قبل قدوم الأمريكان للمنطقة والخطاب هو نفسه منذ عدة سنين.
لم أسمع في حياتي بشخص ما يحمل أفكاراً إنسانية " نص ونص " أي إنسانيته محصورة في الدفاع عن فئة معينة من الناس دون الآخرين، لا نعيب على مطر في الدفاع عن الشعوب المظلومة، في هذا موقف نبيل ويشكر عليه، لكن الأجدر به وما كان عليه أن يفعله أيضاً هو إدانة الجرائم التي أرتكبها صدام ضد الشعب الكوردي بإسم العروبة، كي يقدم لنا حقاً نموذجاً للمثقف العراقي يحتذى به وكنا قد قبلنا منه بقناعة تامة نقده أو هجومه علينا، لكن للأسف لم يحصل هذا،  ليس هذا وحسب بل خط في جريدة القدس مقالاً يتهم فيه الكورد بابتزاز العرب حين يذكرون جرائم حلبجة والأنفال، فلهذا ولمواقف كثيرة أخرى لا مجال لذكرها الآن، لم يستطع مطر إقناعنا بأن موقفه نابع من موقف مواطن عراقي يريد الخير للجميع، ولهذا لا نتهمه زوراً وبهتاناً بأن كتاباته تحمل أفكاراً هدامة.
وأخيراً نتمنى على الكاتب سليم مطر أن يراجع مواقفه ، وأن يحترم المشاعر القومية للكورد، ولا يعني كوني عراقياً أن أنسى همومي القومية .
" واللي ما بي خير ألهله ما بي خير للآخرين "
                                                                         عوني الداوودي ـ السويد         

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم خاركيف.. الجيش الروسي يسيطر على 6 بلدات ويأسر 34 عسكريا


.. حضور للعلم الفلسطيني والكوفية في حفل تخرج جامعة أمريكية




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار الغارات الإسرائيلية على مناطق وسط قط


.. كتائب القسام تقصف قوات إسرائيلية بقذائف الهاون بمعارك حي الز




.. انفجار ودمار في منطقة الزيتون بمدينة غزة عقب استهداف مبان سك