الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحديد الحكومة المستقبلية للعراق، حق بلا منازع لجماهير العراق

ريبوار احمد

2003 / 7 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بلاغ  حول بيان الحريات السياسية:

تحديد الحكومة المستقبلية للعراق، حق بلا منازع لجماهير العراق.

أيها الأحرار والمضطهدون في العراق!
إن تحديد الحكومة المستقبلية للعراق بعد سقوط النظام البعثي الوحشي والفاشي قد اصبحت مسألة مهمة و مصيرية اليوم و لمستقبل العراق. لقد أكدنا و باستمرار، و هذا ما تثبته الاحداث اليوم، ان جماهير العراق سوف لن تصل إلى أمانيها و أهدافها بمجرد سقوط النظام البعثي الفاشي. الآن و قد سقط النظام البعثي، الا ان الجماهير الكادحة وأحرار العراق متعطشة أكثر للحرية و المساواة و الرفاهية. في ظل الظروف التي سادت بعد سقوط النظام البعثي و السيناريو الذي خلقته أمريكا و القطب اليميني داخل المجتمع، لا تلوح في الافق أية إشارة لتحقيق أي من تلك التطلعات.   

أان امريكا في الوقت الذي احتلت فيه المجتمع العراقي بالقوة العسكرية و سيطرت عليه، فأنها تسعى الآن لأبقاء قواتها، لكي تفرض بالنتيجة حكومة تابعة و خاضعة لها، عن طريق لملمة اتباعها من الأحزاب والقوى التابعة للجناح اليميني، مهمشة و متجاهلة ارادة جماهير العراق. فإذا لم تدخل الجماهير العريضة الميدان، بوعي و رؤية سياسية واضحة و بقوتها الملتفة حول بديلها المنشود في هذه المرحلة المصيرية، فسيتم تحديد مصير المجتمع للسنوات القادمة من دون أن يكون لها أي دور أو مشاركة، وسوف لن يتم تأمين أي من تطلعاتها و امانيها.

أن المجتمع العراقي يقف الآن امام مفترق طرق، أولهما ينهض بالاستعداد الجماهيري العريض  للتدخل في ميدان سياسة المجتمع و يضمن أوسع المديات للحريات السياسية و ينهي تدخل الدين و القومية و الرجعية في حياة الناس، و يفسح المجال أمام الجماهير لممارسة دورها في اختيار نظامها السياسي. و ثانيهما لا يدع أي مجال لمشاركة الجماهير، كما نرى في الخطط و المحاولات الأمريكية و القوى اليمينية، حيث يسعون و عبر صفقات سياسية إلى فرض نظام مؤلف من أتباعهم، أو في أفضل الأحوال تنظيم مجموعة من المؤتمرات" المسرحية" مكونة من التابعين لهم، و تقديمهم  كـ" ممثلي للجماهير" و كـ" تمرين" للديمقراطية، بغرض إضفاء الشرعية عليهم، وبالتالي فرضهم على الجماهير.

إن الحزب الشيوعي العمالي الذي ناضل دوما" من أجل تفعيل و ترسيخ الإرادة الجماهيرية في الميدان، قد اختار الطريق الأول. أما أمريكا و الجناح اليميني و كل القوى التي يغضبها الحضور الفاعل للإرادة الجماهيرية في الميدان، و التي حاولت دوما" الوقوف بوجه اهداف و مطالب الجماهير، و السعي لإرضائهم بأقل ما يمكن، قد أختاروا الطريق الثاني. و عليه فإن أمريكا و كل الأحزاب والزمر القومية و الإسلامية و خدم وزارة الخارجية الأمريكية و بقية الأحزاب التي تدور في فلك ذلك القطب، يسيرون في ذلك الطريق إما كل واحد على حدة أو على شكل ائتلاف فيما بينهم. إن الحزب الشيوعي العمالي الذي خاض الصراع  دوما" من اجل الدفاع عن المصالح و الأهداف والأماني الجماهيرية والدفاع عن الحرية و المساواة و الإنسانية، يقف اليوم أيضا" بوجه هذا السيناريو المظلم و الرجعي، و يناضل بلا كلل من أجل تفعيل الإرادة الجماهيرية و صد السيناريو الأسود و زج المجتمع في المعارك و النزاعات القومية و الدينية و العشائرية و انعدام الحقوق.

أما اليوم و بعد 35 عاما" من الحكم البعثي الدموي، فإن العراق يمر بظروف حساسة يتم فيها تقرير مصيره للمرحلة القادمة، و عليه، يجب أن تواجه جماهير العراق هذه المرحلة بشكل فاعل و واع، و لا تفسح المجال امام اية قوى او اطراف، تحت  اية ذريعة او مبرر، و عبر اية " مسرحيات" خادعة، من فرض نظام اخر على المجتمع. يجب أن تتخذ الجماهير في العراق من تجربة 35 عاما من الاستبداد البعثي و انتهاك حقوق و إرادة الجماهير، محكا"  لتقييم مدى بعد و قرب كل حزب عن أهدافها و أمانيها، و أن تضع جميع الأحزاب والقوى السياسية بشكل مباشر و صريح أمام مسؤولية احترامها تلك الحقوق المنتهكة، و  أن تثبت للاحزاب بانها تدرك حقوقها، وخصوصا" حق التدخل و المشاركة في السلطة و إدارة المجتمع، و بأنها لا تقبل بأقل من ذلك، و لا تسمح تحت أية تسمية أو سيناريو أو شعار مضلل أن يفرض نظام آخر عليهم.
إن بيان الحريات السياسية، وثيقة، إذا تم تحقيقها و إلتزمت بها كافة الأحزاب و القوى في ألعراق، فإنها ستضمن قبل كل شيء،  إمكانية حق الجماهير في تحديد و انتخاب حكومتها المستقبلية، و هو الهدف الذي جاء من اجله اعلان هذا البيان، إن تنفيذه سيسد الطريق على محاولة اية قوى أو أطراف من فرض أي شيء من خلف ظهر الجماهير.

إننا نناشدكم للألتفاف حول هذا البيان و نؤكد على ضرورة تصعيد نضالكم من أجل تنفيذه، و لجعله محكا لإثبات مدى احترام كل حزب أو قوة سياسية لإرادة الجماهير. و عليه فإن أي حزب يلتزم بهذا البيان، يعني التزامه باحترام إرادة الجماهير، و خلاف ذلك يعني سحق الإرادة الجماهيرية، و لا يجوز القبول بذلك تحت اي طائل أو سبب أو عذر. اجعلوا النضال من أجل تطبيق جوهر بيان  الحريات السياسية و بنوده ميدانا" رئيسيا" لنضالكم من أجل الخبز و الامن و الحرية و مستقبل أفضل، و بهذا الشكل يمكن أن تكون الحكومة المستقبلية في العراق ممثلة لإرادة و مصالح الجماهير و أن تحقق الجماهير أهدافها في ظلها و يسود مستقبل سعيد و إنساني، مجتمع ينعم بالحرية و المساواة و الرفاهية في العراق.

ريبوار أحمد حزيران 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع


.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟




.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش


.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟




.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم